منذ أيام قليلة وقبل انطلاق مؤتمر المناخ بشرم الشيخ اختارت مؤسسة E.N.R الأمريكية مشروع توشكي كأفضل مشروع بيئي على مستوي العالم لأن الزراعة به لا تستخدم أي كيماويات أو مبيدات حشرية مع عدة عوامل أخري منها النقاء الجوي بالمنطقة، وأيضا في المياه المستخدمة والأراضي الجديدة مما يجعله مشروعاً صديقاً للبيئة.
من المعروف أن المنطقة تقع بالصحراء الغربية وبدايتها عند مفيش توشكي بمدينة أبوسنبل بشكل متوازي لنهر النيل والهدف منه سد الفجوة الغذائية في مصر ما بين حجم الإنتاج والاستهلاك وذلك بزراعة المحاصيل الاستراتيجية الهامة مثل القمح والزرة والقطن وأيضا زراعة أكبر منطقة بالنخيل لإنتاج أجود التمور بالعالم.
على هذا النحو أعادت الدولة المصرية الروح للمشروع ولقي اهتماما كبيرا من القيادة السياسية ووفرت له كل الدعم المطلوب وأصبح من أهم المشروعات الزراعية في مصر وقامت بعمل البنية التحية له واقامة عدة محاور لربطه بالشبكة القومية للطرق وتوفير مياه الري وشبكات الري بأحدث الطرق في مجال الري الحديث وتهدف الدولة المصرية بتخفيف العبئ السكاني علي الدلتا القديمة وتوزيع السكان بشكل أفضل جغرافيا باقامة مجتمع زراعي صناعي متكامل وأيضا اقامة صوامع تخزين للقمح بسعة 500 ألف طن مع اقامة مشروعات ضخمة للانتاج الحيواني وأيضا زراعة نباتات زينية لإنتاج زيت الطعام، كما قلنا تهدف الدولة لاقامة مجتمعات سكانية جديدة تخرج من الوادي القديم وأيضا توفير المحاصيل الهامة للشعب المصري.
أكد الدكتور أحمد زكي أبوكنيز رئيس الاتحاد النوعي للبيئة المنسق العام للمنصة المحلية للتغيرات المناخية باسوان أن المشروع يقع في أقصي جنوب مصر وعلي الشاطيء الأيسر لبحيرة السد العالي في صحراء مصر الغربية تقبع أرض الغبيرة وهي الترجمة العربية لكلمة "توشكي" والغبيرة هي نبات طبي تشتهر به المنطة وهناك سائد بين سكان المنطقة وربما يكون هو الرأي الأرجح و تاتي بمعني ولد الشجاع.
في تسعينات القرن الماضي بدأت الدولة المصرية في استصلاح و استزراع مئات الالاف من الافدنة في هذه المنطقة وتم انشاء محطة رفع عملاقة علي نهر النيل لامداد المشروع بمياه الري من نهر النيل كما تم استكمال ما كان ناقصاً عند بناء السد العالي و هو الانتهاء من تدشين مفيض توشكي لتصريف مياه فيضان النيل الزائدة عن قدرة تحمل السد العالي و يتم فتحها عندما تصل المياه الي ارتفاع 178 متر فوف سطح البحر.
قال إن التوجه لانشاء مجتمع جديد في توشكي ليستوعب عدة ملايين من المصريين ويساعد في التخفيف من تكدس السكان في الوادي والدلتا وفتح آفاق جديدة للعمل والانتاج وانشاء مجتمعات سكنية جديدة ثابتة تحوي عوامل الاستقرار والثبات والتمدد والقابلية للاستمرار والتطور والاتساع.
وقد حقق مشروع قري توشكي الجنوبية تفوقا ملحوظا على امثاله من المشاريع المحلية والاقليمية والدولية في المجال البيئي لاعتبارات تقررت منذ البدء في المشروع وتم الالتزام بها عند اعادة تنشيطه واحياءه.
حيث تقرر العمل بمحددات للانشطة الزراعية تتمثل في استخدام نظم الري الحديثة الموفرة للمياه أو علي وجه الدقة التي تعظم الأستفاده من وحدة المساحة، كما تم منع استخدام المبيدات الكيميائية بشكل نهائي في ظل قواعد صارمة معمول بها في المنطقة، بما يوضح ان الدولة المصرية ماضية في ايجاد منطقة زراعية نظيفة تعطي منتوجات و سلع خالية متبقيات المبيدات متوافقة مع الاتجاه العالمي للانتاج النظيف، وهذا يزيد من قيمتها السوقية و من مردوج النشاط الزراعي بالمنطقة ومن امكانية تصديرها.
وتمثل منطقة توشكي امل مصر علي عدة اصعده منها الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي والصناعي والزراعي بالاضافة الي صعيد الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
فعلي الصعيد الاجتماعي انشاء مجتمع جديد مشتملاً على كافة عوامل الثبات والاستمرار والقوة والتمدد باحتوائه علي كافة الخدمات من مواصلات واتصالات ومياه شرب نظيفة وصرف صحي وكهرباء وغاز طبيعي والخدمات الصحية والتعليمية بالاضافة الي توافر السلع الغذائية اللازمة مع سهولة الحصول عليها وتوافرها علي مدار الساعة، بالاضافة الي وجود امكانية التواصل والوصول الي المدن القريبة مثل ابو سنبل وأسوان والداخلة والخارجة وسهولة الوصول الي كافة انحاء الجمهورية.
قال إن قري توشكي الجنوبية تم تخطيطها وانشاءها علي نمط السكن التقليدي للمنطقة والاحتفاظ بالطابع المعماري لبلاد النوبة منالتقسيم والمظهر العام مع التوسع في استخدام الطاقة النظيفة وهذا ما يمكن ان نقول عنه العمارة البيئية التي تراعي خصوصة المكان وثقافة المجتمع.
لكي يمكن تدشين هذه المجتمعات الجديدة لابد من انشاء مجمعات صناعية زراعية بالمنطقة. تقوم علي ما تنتج الاراضي الزراعية بالمنطقة مع الاخذ في الاعتبار التدابير البيئية اي تكون هذه الصناعات صناعات نظيفة بعني تعمل بالطاقة النظيفة ويتم تدوير متبقياتها واستخدامها استخدام اقتصادي مفيد ولا تخرج عنها انبعاثات ملوثة.
أشار د. ذكي ان الدولة تطلع من خلال مشروع توشكي الي تحقيق الاكتفاء الذاتي من العديد من المحاصيل الاسترتيجية اهمها الحبوب والزيوت والسكر. و هو اتجاه تنموي حميد اذا ما تم الالتزام في تنفيذ بمقتضيات التنمية المستدامة والتخيف قدر الامكان من الانبعاثات بل والالتزام التام بمحددات التكيف مع التغيرات المناخية في الزراعة والصناعة والمجمعات السكنية.
اترك تعليق