نعت الله تعالى المؤمنين بالوجل والخشوع والطمأنينة عند الذكر فقد قال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "سورة الأنفال - الآية 2
وقال ايضاً _"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ" سورة الحديد - الآية 16
وبين اهل العلم ان الله تعالى قد جمع بين الوجل والطمأنينة لاهل الايمان فى قوله تعالى_" اللَّهُ نَزَّل أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " سورة الزمر - الآية 23
وقد جاء فى التفسير لابن كثير _لقوله تعالى " تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ"_ قال : هذا نعت أولياء الله ، نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم ، وتبكي أعينهم ، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم ، إنما هذا في أهل البدع ، وهذا من الشيطان .
_و الْوَجَل ..فى قول الفقهاء هو الخوف والخشية من الله تعالى لما يتملك القلب من الرهبة عند ذكر الله تعالى فيتذكرون عظمته وهيبته وجلاله وحسابه كما يتذكرون ما وقعت به انفسهم من المعاصى والتفريط
_و الطُّمَأْنِينَةُ ..هى ما يحصل للقلب من سكون ورقة اذا سمعوا ما اعد الله تعالى للمتقين وذكروا رحمته وغفرانه مع يقينهم من صدق وعده سبحانه وقد يصحب اطمئنان القلب فيض الدمع
انواع القلوب التى ذكرها المولى عز وجل فى القرآن
القلب هو هو وعاء الايمان والتقوى وهو محل الفطرة _فعمل القلوب هو الاصل فهو المعبر لاخلاص ونيتة المرء التى تعد المعيار الايمان وقبول العمل عند الله تعالى
اما عمل الجوارح فهى مكملة لعمل القلب فما هى الا مظهرة لعمل القلوب وقد قال احد الصالحين "القلوب أوعية والجوارح مغارفها"،
وقد ذكر الله تعالى انواعاً للقلوب فى كتابه الحكيم كالتالى
_ القلب المطمئن... قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
- القلب المنيب... قال تعالى: ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 33].
_ القلب الوجل... قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾.
_القلب السليم... قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89].
اترك تعليق