في عيد ميلادها الـ 60 حاول نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي تكريم الفنانة عبلة كامل في الدورة الأولي لمهرجان القاهرة للدراما وكلف بذلك عدداً من الفنانات بعد أن فشل بالاتصال بها ومع ذلك بدأت الفنانات في رحلة بحث طويلة ولكن دون جدوي فأين اختفت عبلة كامل وكيف فشلت نقابة الممثلين في الوصول إليها.
الحكاية بدأت منذ سلسلة مسلسل الصعيد "سلسال الدم" وكل جزء منه كان يحقق نجاحاً كبيراًوكان الجمهور يتابعه بنهم وكان في شوق أن يري جزءاً جديداً وبالفعل انتهي المؤلف مجدي صابر من كتابة المسلسل وبدأ المخرج مصطفي الشال والشركة المنتجة في الاتفاق مع عبلة علي استكمال المسلسل ولكن دوي جدوي حيث انقطع الاتصال تماماً والموبايل مغلق والتليفون الأرضي لا يرد من يذهب إلي المنزل لا ينال إلا تعب المشوار.
وبالفعل توقف المسلسل بسبب عدم العثور علي البطلة وتكررت المحاولات كثيراً دون جدوي ويبدو أن معني الغياب هو اعتزال الفن تماماً وأنها قررت الابتعاد عن كل ماله علاقة من بعيد أو قريب بالوسط الفني وانقطعت اخبارها تماماً ولم يخرج علينا أحد من الوسط يبلغنا بأنه جلس معها أو اتصل بها لذا فالرسالة باتت واضحة وصريحة لكل من يعمل بالفن. فالصمت كان شعار المرحلة سواء منها أو من كل له علاقة بها.
فيما طرح أحد من جمهر برنامج "صاحبة السعادة" الذي تقدمه الفنانة إسعاد يونس عن سبب عدم استضافتها للفنانة عبلة كامل وأكدت لجمهورها ان الحاجة عبلة هي من ترفض الظهور في أي برنامج تليفزيوني ولأنها أيضاً بتتكسف تتكلم عن نفسها.
أما عن جزئية أنها ترفض الظهور في أي وسيلة إعلامية فذلك صحيح بالرغم من عروض مالية كبيرة مقابل ظهورها ومع ذلك كانت ترفض ولم ينجح أحد في اقناعها بذلك حتي يئس الجميع في عمل أي حوار معها أو أي مقابلة ولم يعد هناك أي محاولة بعد ذلك بعد أن فرضت علي الجميع ذلك.
أما أنها لاتحب أن تتحدث عن نفسها فهذا أمر يرفضه الواقع فمن الصعب ان تجد لها حوارا صحفيا مكتوباً أو حواراً تليفزيونياً وعندما تقلب في شريط ذكرياتها تستطيع ان تحصر جميع لقاءاتها فأول ظهور لها كانت في برنامج "زووم" تقديم سلمي الشماع وكانت تتحدث فيه عن بداية مشوارها الفني وكيف التحقت به وحوار آخر بإحدي المجلات عام .1988
يحكي الناقد طارق الشناوي عن واقعة طريفة لعبلة كامل فبعد النجاح الكبير لمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" عقد ندوة لأبطال العمل في نقابة الصحفيين وأصر علي حضورها مع باقي فريق العمل بعدما أرادت الاسئتذان وبالفعل حضرت كان ذلك عام 1996 والطريف أن كل الأسئلة التي وجهت إليها لم تجب عن اي سؤال وكل الاسئلة أجاب عنها الفنان الراحل نور الشريف ووصف عبلة في تعاملها مع الإعلام بأنها مثل الفنان محمود مرسي الذي كان يرفض التعامل مع كافة أشكال الإعلام.
الغريب أن عبلة كانت تعتعامل مع الكواليس بشكل عفوي وفطري وهي أهم صفتين ميزتها عبر مشوارها الفني لذا فعبلة بوش واحد فهي كانت مسئولة الأمن الغذائي لكل عمل فهي طباخة ماهرة بشهادة معظم من عمل معها مثل المؤلف مجدي صابر والنجم محمد رياض وراند البحيري وكانت تحضر يومياً كميات كبيرة من الطعام علاوة علي أنها كانت تسأل عن الجميع باهتما بالغ لذلك فلا يمكن أن نقول علي من يتصرف بهذا الشكل انه شخصية انطوائية فخصامها للإعلام كان عن عمد أما تعاملها مع زملائها كان من منطق الحب والود.
ويبدو أن عبلة أغلقت مرحلة الفن تماماً من حياتها وانها عاشت مرحلة صعبة ما بين الاستمرار والاعتزال وكانت هناك مرحلة وسط وهي العمل بالفن وهي ترتدي الحجاب حتي أنها قدمت الإعلانات لإحدي الشركات وهي ترتدي الحجاب ثم كانت المرحلة التي كتمت سرها عن الجميع وهي اعتزال الفن وكل ما يقرب إليه تماماً.
ويبدو ان الجميع أدرك تلك الحقيقة دون ان تعلن هي عن ذلك أو يعلن أي شخص يعمل بالوسط الفني وتبقي أعمالها لمن يريد أن يقيم موهبتها وفنها وتنال احترامها أكثر وأكثر بعد أن رحلت عنه دون ضجيج وعلي الجميع احترام رغبتها
اترك تعليق