هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هرمون لإصلاح "القلوب المكسورة"

أكدت دراسة جديدة نشرت مؤخرا أن هرمون الأوكسيتوسين يساعد في التئام "القوب المكسورة"، بالمعني الحرفي للكلمة.


أجري علماء دراسة جديدة على أسماك الزرد والخلايا البشرية، ووجدوا أن الهرمون الذي يصنعه الدماغ قد يساعد أنسجة القلب على التجدد بعد الإصابة، ومن الناحية النظرية، يمكن استخدامه يوما ما في علاج النوبات القلبية، وفقا للباحثين.

بحسب المقال المنشور في مجلة "livescience" العلمية تحت عنوان: "هرمون الحب لإصلاح القلوب المكسورة بالمعني الحرفي للكلمة". فإن هذا العلاج يعتبر نظريا إلي هذه اللحظة لأن الدراسة الجديدة أجريت في أحواض أسماك وأطباق معملية فقط.

يلقب الأوكسيتوسين بـ"هرمون الحب" لدوره المعروف في تكوين الروابط الاجتماعية والثقة بين الناس، وغالبًا ما ترتفع مستوياته عندما يحتضن الناس بعضهم بعضا أو يمارسون الجنس، ومع ذلكن فإن ما يسمي بهرمون الحب يخدم أيضا العديد من الوظائف الأخري في الجسم، مثل تحفيز الانقباضات أثناء الولادة وتعزيز الرضاعة بعد ذلك.

كما يساعد الأوكسيتوسين أيضا في حماية نظام القلب والأوعية الدموية من الإصابة عن طريق خفض ضغط الدم وتقليل الالتهاب ونشر الجذور الحرة، وهي نتيجة ثانوية تفاعلية لعملية التمثيل الغذائي الطبيعي للخلايا، وفقًا لمراجعة علمية أجريت عام 2020 ونشرت نتائجها في مجلة "Frontiers in Psychology.

تسلط الدراجة الجديدة المنشورة في مجلة "Frontiers in Cell and Developmental Biology" العلمية الضوء علي فائدة أخري محتملة للأوكسيتوسين، وأثبتت على الأقل علي أسماك الزرد..حيث يساعد الهرمون القلب على استبدال خلايا عضلة القلب المصابة والميتة، وهي الخلايا العضلية التي تعمل على تقوية انقباضات القلب.

تشير النتائج المبكرة التي أجريت على الخلايا البشرية إلي أن الأوكسيتوسين يمكن أن يحفز تأثيرات مماثلة لدي الإنسان، إذا تم حقنه في الوقت المناسب والجرعة المناسبة.

أشار مؤلفو الدراسة في تقريرهم إلي أن القلب لديه قدرة محدودة للغاية على إصلاح أو استبدال الأنسجة التالفة أو الميتة، لكن العديد من الدراسات تشير إلي أنه بعد الإصابة التي قد يتعرض لها القلب من عدة حالات. مثل النوبة القلبية، فإن مجموعة فرعية من الخلايا في الغشاء الخارجي للقلب. تسمي "التامور"، لا تحمل هوية جديدة، تهاجر هذه الخلايا إلي طبقة أنسجة القلب حيث توجد العضلات وتتحول إلي خلايا تشبه الخلايا الجذعية، والتي يمكن أن تتحول بعد ذلك إلي عدة أنواع من خلايا القلب، بما في ذلك خلايا عضلة القلب.

من خلال تشجيع المزيد من هذه الخلايا على التحول إلي خلايا عضلية القلب بطريقة أو بأخري، افترض المؤلفون أن العلماء يمكن أن يساعدوا القلب في إعادة بناء نفسه بعد الإصابة.

وجد مؤلفو الدراسة أن بإمكانهم بدء هذه العملية في الخلايا البشرية في المخبر عن طريق تعريضهم للأوكسيتوسين، وقاموا أيضا باختبار 14 هرمونا آخر من صنع الدماغ، لكن لم يتمكن أي من هذه الهرمونات الأخري من تحفيز الخلايا بالحالة الشبيهة للخلايا الجذعية المطلوبة لصنع خلايا عضلة القلب الجديدة.

ثم أجري الفريق تجارب متابعة على سمكة الزرد، وهي سمكة تنتمي إلي عائلة البلمة المعروفة بقدرتها الرائعة علي تجديد الأنسجة في جسمها، بما في ذلك الدماغ والعظام والقلب. وجد الفريق أنه في غضون ثلاثة أيام من إصابة القلب، بدأت أدمغة الأسماك في ضخ هرمون الأوكسيتوسين بشكل جنوني. ما أدي إلي إنتاج ما يصل إلي أكثر 20 ضعف كميتها قبل الإصابة. ثم انتقل الهرمون إلي القلب، ووصل بمستقبلاته وبدأ عملية تحويل الخلايا إلي خلايا عضلية جديدة.

خلص الباحثون إلي أن هذه التجارب تقدم إشارات مبكرة إلي أن الأوكسيتوسين قد يلعب دورا رئيسيا في عملية إصلاح القلب بعد الإصابة، ومن خلال تعزيز آثاره، يمكن للعلماء تطوير علاجات جديدة لتحسين تعافي المرضي بعد النوبات القلبية وتقليل مخاطر الإصابة بفشل القلب في المستقبل، قد تشمل هذه العلاجات الأدوية التي تحتوي على الأوكسيتوسين أو جزيئات أخري يمكن أن تتصل بمستقبلات الهرمون.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق