يقول د. علي جمعة مفتي مصر السابق من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته علي فيس بوك إن النبي صلي الله عليه وسلم كان يريد أن يربي الطفولة. فكان إذا مر علي الصبيان سَلَّم عليهم»حتي يشعر أحدهم بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو رئيس الدولة.
والمعلم. والقاضي. وكان صلي الله عليه وسلم يسلم علي الصبيان. قد يقول بعضهم: يعني هذا شيء طبيعي. أو شيء فيه نوع من أنواع العطف والحنان علي الصبيان. ليس فيه عطف وحنان فقط. بل كان يقول لهم: "أنا منكم مثل الوالد للولد" لصحابته الكبار. إنما فيه أيضًا نوع من أنواع التربية. فنحن نريد أن نربي أنفسنا وأن نربي أولادنا وأن نربي شبابنا وأن نربي معلمينا. وأن ندربهم علي كيفية تحويل هذه القيم إلي حياة نعيشها. السلام عليكم. فإذ بالصبيان يدخل فيهم الثقة بالنفس واحترام الآخرين. واحترام الكبير. يشعرون بالحنان. ويشعرون بالأمان. والشعور بالحنان والأمان مفتقد الآن.
وتابع فضيلته أننا نريد أن نحول هذه القيم المتفق عليها التي لا يختلف فيها اثنان من المسلمين أو غير المسلمين. التي يحتاجها البشر في اجتماعهم البشري. بدونها لا يجتمع البشر في اجتماعي بشري سوي مستدام.
يسلم أنس ويقول: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعله. وكان خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم. ابن عشر سنين عندما جاء النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة. وعندما انتقل إلي الرفيق الأعلي كان أنس عنده 20 عاما. وابن عباس كان صغيرًا أيضًا. فالنبي صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسي قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: "يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتي احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ. احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ" تجده حاضرًا. يعني تجدك مع الله. وتجد الله معك "إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ. وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَي أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءي لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءي قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَي أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءي لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءي قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ".
إنه يعلمه القوة والرضا والتسليم وحسن التوكل علي الله سبحانه وتعالي. يعلمه بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله. وأنها مفتاح قوة. وأنه لا يهاب الناس ولا يخافهم. يعلمه كيف يكون أمام صدمات الحياة. وأمام التهديدات التي يُهددها. إنه يعلمه احترام النفس. وفي نفس الوقت هو يعلمه أن يحترم غيره وأن يحترم من حوله. وننظر فإذ برسول الله صلي الله عليه وسلم كان معلمًا في كل لحظة من لحظات حياته.
يركب الدابة لينتقل من مكان إلي مكان فمعه الطفل ابن عباس. فلا يترك هذه الفرصة للتعليم وللتربية. ويؤثر هذا في نفسية ابن عباس ويتأثر بها ويعيش حياته كلها بهذا الحديث. وكان كثيرًا ما يكرره. يعيش القيمة» وليس يعلم القيمة أو يصدق القيمة أو يفهم القيمة أو يعرف مدي أهميتها. بل يعيشها. فعاش التوكل وعاش القوة وعاش ابن عباس رضي الله تعالي عنه كما عاشت الصحابة تنفذُ أخلاق رسول الله صلي الله عليه وسلم فكانوا خير جيل. وينبغي علينا أن نعود مرة أخري إلي هذه المعاني الجليلة العالية.
اترك تعليق