تخيل أنك عملت عملا بطوليا. وأنقذت حياة العشرات من الموت. وبعد كل ذلك تجد نفسك في موضع الاتهام. وبدلا من الشكر والتقدير ونيل الأوسمة والنياشين. تجد نفسك في تحقيق طويل عريض ومهدد بفقد عملك وسمعتك وتاريخك الذي صنعته علي مدي سنوات طويلة من العمل الشاق والجاد.
للأسف هذه قصة حقيقية وقعت عام 2009. وجسدها الفنان المبدع توم هانكس علي الشاشة في 2017. قصة طيار مخضرم تتعرض طائرته إلي هجوم من سرب من الطيور. تخترق محركات الطائرة. فيضطر إلي الهبوط بطائرة مدنية تحمل عشرات الركاب بمختلف الأعمار. في نهر هدسون!.
الواقعة كما ذكرت حقيقية. والفيلم بعنوان "سولي". ومهما وصفت عبقرية أداء هانكس في دور الطيار البارع الذي قدم عملا بطوليا لم يأت به طيار قبله. ولم يأت بعد حتي الآن. لن أفي الممثل الكبير حقه. كما أن السيناريو والإخراج لعبا دورا مهما في خروج هذا الفيلم بهذه الروعة. فقد تم إعادة مشهد هبوط الطائرة علي سطح النهر لأكثر من مرة خلال أحداث الفيلم. ولكن من زوايا مختلفة.
ليس زوايا التصوير فقط. بل زوايا المشاركين في الفيلم نفسه» طاقم الضيافة مثلا. الركاب. العاملون بالمباني المجاورة للنهر فقد كان واحدا من أروع لقطات الفيلم. مجموعة من الموظفين يعملون في ناطحات سحاب تطل علي النهر. فجأة يظهر لهم من النوافذ الزجاجية طائرة ركاب ضخمة تهبط في مسار غريب جدا لأول مرة يرون هذا المشهد بأعينهم! إنه النهر! .
التهمة التي وجهت للطيار العظيم أنه عرض حياة عشرات الركاب لخطر الموت. كما أفقد شركة الطيران طائرة باهظة الثمن. وأنه كان في مقدوره الهبوط في مسارات بديلة حددها له برج المراقبة. وحدثت محاكاة من قبل الخبراء في لجنة التحقيق لإثبات التهمة علي "سولي" بطل الفيلم. ولكن خلال التحقيق الذي حضره مجموعة كبيرة من الخبراء في الطيران والسلامة المدنية. أفحمهم "سولي" عندما كشف أمامهم بالبرهان أنهم تناسوا عنصرين في غاية الأهمية» الأول عنصر المفاجأة. والثاني العنصر البشري! .
لذلك لما أعادوا المحاكاة بعد إضافة 35 ثانية فقط لعنصر المفاجأة. وجد المحققون أنفسهم في ورطة. فقد ثبت خطأ حساباتهم. واعترفوا بهزيمتهم أمام هذا البطل الاستثنائي.
اترك تعليق