فجر الدكتور خالد فتحى سالم الأستاذ بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية جامعة السادات, مفاجأة علمية مهمة في توفير العملة الصعبة بالإعتماد على زراعة نبات الشاى بدلاً من الإستيراد ,
مشيراً أن مصر أكبر مستهلك للشاي في العالم العربي , والسابع علي مستوي العالم, إذ تستهلك وحدها ما يقرب من 4% من الانتاج العالمي للشاي,بإجمالى نحو 80 ألف طن سنوياً تقدر قيمتهم بأكثر من 7 مليارات جنيه, ويتم إستيرادهم من الهند وكينيا وسيريلانكا على الترتيب,
قال سالم , موضحاً أن الأرقام والمؤشرات السالف ذكرها تدفعنا إلي اتخاذ خطوات سريعة لزراعة الشاي في مصر لتقليل الضغط علي العملة الصعبة في سلعة تلقي إقبالاً كبيراً من الشعب المصري, حيث يبلغ نصيب الفرد في مصر سنويا من الشاي نحو 1.5 كيلو جرام بزيادة خمس أضعاف عن المعدل العالمي من الاستهلاك للفرد من الشاي 200 جرام.
قال أن جميع التقارير العلمية توضح أن الموطن الطبيعي لنبات الشاي على طول الحدود بين بورما غربا والصين شرقا الى منطقة سيبانج شرقا, وجنوبا خلال تلال بورما وتايلاند وفيتنام, ومحور من الشرق الى الغرب من 95 درجة الى 12 درجة على خطوط الطول ، ومحور من الشمال من بورما على خط عرض 29 درجة مارا بمنطقة يونان وتونكين وتايلاند ولاوس وأمان حتى خط عرض 11 درجة ,
كما تتم زراعة الشاي حاليا في مناطق ما بين تركيا وجورجيا عند خط عرض 42 شمالا والأرجنتين على خط عرض 33 جنوبا وتقع مصر بين خطي عرض 22 و 32 درجة شمالا وهو ما يعني إن مصر تقع في منطقة حزام الشاي .
مضيفاً أن نبات الشاى ينمو في أنواع مختلفة من التربة تتراوح ما بين الرملية الطميية والطينية الثقيلة بحيث تكون جيدة الصرف وفي ظروف تربة حامضية تتراوح ما بين 4 pH 5.5 ويمكن إجراء المعاملات الزراعية المناسبة واللازمة لتهيئة ظروف التربة المصرية لنمو نبات الشاي وذلك بتعديل حموضة التربة لتصل الى المعدل الملائم لكثافة النمو للشاي خاصة وأن جذور النبات سطحية وتتركز في منطقة عمقها 9 بوصات ويمكن أن تستجيب بسرعة للمعاملات الزراعية لتعديل حموضة التربة الى الدرجة الملائمة .
ورغم ذلك إعترض البعض علي زراعة الشاي في مصر بحجة أن الشاي يحتاج إلى تربة حامضية ما بين 5ر4 إلى 5ر5 ph وأن تربة الأراضي المصرية قلوية ph 7 ولكن أن آخر البحوث التي أجريت في هذا الشأن أظهرت أن نمو الشاي ينجح في الأراضي التي درجة ال ph لها ما بين 4ر5 إلى 7 درجة وقد سقطت الحجة القائلة بعدم صلاحية التربة المصرية لزراعة الشاي.
قال الدكتور خالد فتحى سالم أنه على هذا الأساس يمكن زراعة الشاي في مصر بنجاح , خاصة وأن مصر غنية بالكفاءات الفنية والعلمية الزراعية ويقتضي الأمر في هذا الشأن تضافر الجهود في جميع الجهات البحثية والتنفيذية في الكليات والمعاهد الزراعية ومراكز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة ومركز بحوث الصحراء والمركز القومي للبحوث وجميع الجهات المعنية في هذا الشأن .
مؤكداً أنه تم إجراء تجارب لزراعة الشاي في مصر منذ حوالي 10 سنوات في وزارة الزراعة بمركز البحوث الزراعية ( النباتات الطبية والعطرية) وذلك بمحطات التجارب في بهتيم وقها بالقليوبية بذلت فيها مجهودات قيمة وصادقة وكذلك بالقطاع الخاص بمحافظة الشرقية وأعطت المؤشرات الأولية نتائج مبشرة بالنسبة للنمو الخضري .
ورغم إمكانية ذلك إلا أن هناك عددا من الملاحظات نوردها في هذه التفاصيل وهي:
مؤكداً أنه يمكن زراعة الشاي فى مصر بدلا من استيراده لتوفير عملة صعبة , على أن يتم فى المناطق المستصلحة حديثا,
على أن تترك أراضى الدلتا لزراعة المحاصيل الاستراتيجية المهمة مثل محاصيل الحبوب ومنها القمح والذرة الشامية ومحاصيل الزيت ومنها القطن وفول الصويا ومحاصيل السكر ومنها قصب السكر وبنجر السكر ومحاصيل الاعلاف مثل البرسيم ومحاصيل العلف الصيفية وايضا الالياف النباتية مثل القطن ومحاصيل البقول مثل الفول والعدس والحمص.
شاي.. "زُرع في مصر"
تمشياً مع الاستعداد لقمة المناخ .. رئة خضراء لأحلي هواء
إجراءات استباقية للتأقلم مع التحديات المختلفة
اترك تعليق