صدر حديثا كتاب للدكتورة حنان سليم أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود والأستاذ بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة أسيوط بعنوان (الاتجاهات الحديثة في نظريات الإعلام) ويأتي هذا الكتاب في ظل قصور واضح في إصدار الكتب المتخصصة في مجال النظريات الإعلامية, ويعد هذا الكتاب هو الأول من نوعه حول الاتجاهات الحديثة في نظريات الإعلام الرقمي وفقًا لأحدث الرؤى البحثية التي وضعها الباحثون على مستوى العالم
فالنظريات الإعلامية المبكرة التي وجدت قبل ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي دحضتها بعض النظريات الأخرى تتطلب إعادة تقييم نظريات الإعلام في العصر الرقمي للتأكد من أهميتها, ومدى ما يمكن أن تحققه من تأثيرات في ظل تلك البيئة الرقمية المتطورة والمتغيرة باستمرار.
وتشير الدكتورة "حنان سليم" إلى أن هناك الكثير من التغيرات الناجمة عن شبكة الإنترنت تتجاوز توقعاتنا من وجهة نظر تقليدية، ولا تزال مستمرة في مفاجأتنا. السؤال المهم الآن؛ هل تطورت نظريات الإعلام بالفعل؟ لا يمكن الإجابة على هذا السؤال في جملة بسيطة, وبالتالي، فمن الضروري لنا أن نلقي نظرة على البحوث الأخيرة المتعلقة بالنظريات التقليدية التي طبقت على شبكة الإنترنت.
ومن ثم فمن الضروري تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي من المرجح أن يواجهها الباحثون في هذا المسعى، ويبدو ملحًا للباحثين أن يطوروا أساليب جديدة لبناء نظريات وسائل التواصل الاجتماعي لأن العديد منهم قد اعتنقوا هذه البيئات كسياقات بحثية, لذلك فالعديد من الأبحاث والدراسات المستقبلية سوف تتعامل مع بيئات الإعلام الرقمي، مما يتطلب وجود اهتمام متزايد بين الباحثين لتطوير نظريات تتوافق مع هذا المشهد الرقمي المتغير باستمرار, ووفقًا لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت المجال البحثي المفضل لدى الكثير من الباحثين.
وتركز المؤلفة في هذا الكتاب على ما يلي:
تقديم منطلقات فكرية تُمكن الباحثين من التعرف على الاتجاهات البحثية الجديدة في مجال تطوير بعض النظريات ذات الرسوخ والمكانة التي تفسر السلوك الاتصالي من خلال بعض البحوث التي يتم من خلالها قياس كيفية تعامل الفرد مع كل من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، فقد أدى ظهور منصات التواصل الاجتماعي إلى وجود تحدي كبير على الفروض الأساسية لنظريات وسائل الإعلام التي وضعت لتتوافق مع سمات وخصائص وسائل الإعلام التقليدية.و. يُسهم هذا الكتاب في دراسة المعضلات المنهجية الجديدة وربما غير المتوقعة التي قد تواجه الباحثين أثناء تطبيق النظريات, والوصول إلى أحدث التطورات التي توصل إليها الباحثون في مجال تطور نظريات الإعلام، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي والظروف الاجتماعية والتقنية ذات الصلة المعقدة التي تتدفق مع وجود مجموعة من التطبيقات الجديدة, واعتمادها من خلال بناء مجموعة من السياقات البحثية, حيث يقدم الكتاب حججًا موثقة وجدية حول تطور وبناء العديد من نظريات الإعلام عند بحث ودراسة وسائل التواصل الاجتماعي, وهو ما يمثل قيمة أكاديمية للباحثين والدارسين في هذا المجال البحثي الذي يتسم بالحداثة والأهمية.
و تقديم رؤية تفسيرية تُسهم في بناء قاعدة علمية بحثية غنية للاستفادة منها في تطوير فرضيات جديدة للعديد من النظريات الإعلامية التي تفسر كيف يمكن لوسائل الإعلام التأثير على سلوك الإنسان, وكيف يستجيب الناس لرسائل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. مما يعني تقديم مؤشرات للاسترشاد البحثي وتوجيه نظر الباحثين لأحدث التوجهات البحثية حول تطور نظريات الإعلام في العصر الرقمي.
و يقدم هذا الكتاب خلاصة كاملة لأبرز النتائج التي توصلت إليها بحوث ودراسات نظريات الاتصال, وأهم ما خلصت إليه البحوث والدراسات الإعلامية الحديثة في هذا الصدد, ومراجعة الدراسات البحثية الحديثة التي تركز على تطور نظريات الاتصال في البيئة الحالية لوسائل الإعلام الرقمية والتقليدية.
ودراسة الجوانب المنهجية لبحوث الإعلام الرقمي والآثار المترتبة على بناء نظرية ما، وخاصة، أنه لم يتم إجراء مناقشات كثيرة حول ما يلزم من أجل بناء نظريات حول هذه البيئات الجديدة، ومع التطور السريع للعلوم والتقنية في القرن الحادي والعشرين، تواجه هذه النظرية تغيرات جديدة في البيئة الرقمية، ومن ثم فمن الضروري أن يكون لدي الباحثين رؤية متعمقة حول تقييم مدى ملاءمة هذه النظريات الكلاسيكية مع الأشكال الحديثة من تطبيقات ووسائل الإعلام الرقمي.
6. يطرح الكتاب رؤية مستقبلية حول التوجهات البحثية لنظريات الاتصال من حيث أساليب وطرق القياس المنهجي للنظريات, وكذلك الأدوات البحثية التي يتم تطبيقها, ونوعية النظريات الإعلامية التي ينبغي التركيز عليها, ومدى دمج بعض النظريات معًا للتوافق مع المشكلات البحثية المرتبطة بالإعلام الرقمي, نظرا لتشابك التأثيرات الناتجة عن تفاعل الجمهور مع تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي, ووجود المواطن الصحفي الذي أصبح أكثر نشاطًا في صناعة وإنتاج المحتوى الإعلامي.
اترك تعليق