هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أمير المؤمنين في الحديث.. صاحب أصح كتاب بعد القرآن الكريم

أمير المؤمنين في الحديث

هو أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري، وبردزبة تعني بالعربية “ابن الفلاح”،  ولد يوم الجمعة الموافق 13 من شوال عام 194 هجريا, أصله فارسي، بمدينة بخاري احدي مدن اوزبكستان، ونشأ يتيما وأخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة من عمره, في بيت عرف بالتقوي والعلم والثراء, تميز منذ صغره بمواهب عظيمة, فكان لديه الاستعداد الفطري الذي فطره الله عليه حافظة قوية وعقلية صافية وعمل دائب.
 


شهرته
اشتهر البخاري شهرة واسعة وأقر له أقرانه وشيوخه من جاء بعده من العلماء بالتقدم والإمامة في الحديث وعلومه, حتي لقب  بأمير المؤمنين في الحديث’ فكان أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرداً للحديث الصحيح, وهو كتابه "الجامع الصحيح" المشهور باسم صحيح البخاري, الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة إنه أصح الكتب بعد القرأن الكريم, والذي أمضي في جمعه وتصنيفه 16 عاماً كاملاً وقد وضع البخاري شروطاً عند تأليفه لكتابه هذا منها أنه كان مدققا في قبول الراوية, واشترط شروطاً خاصة دقيقة في رواية راوي الحديث, وهي أن يكون معاصراً لمن يروي عنه وأن يسمع الحديث منه.
اشترط البخاري في الأحاديث أن يكون رواة الحديث جميعا من الثقات وأن يكون إسناده إلى الرواة متصلاً غير مقطوع, ورتب الكتاب علي أبواب الفقه وجعل لكل موضوع منها فصلاً سماه كتاباً ويشتمل الصحيح علي 97 كتاباً مقسمة إلى أبواب عددها 3450 باباً, بدء صحيحه بعنوان "بدء الوحي" ثم "كتاب الإيمان" ثم "كتاب العلم" وأخرها "كتاب التوحيد".

رحلاته
هاجر ورحل الي كثير من البلاد يجالس المحدثين والحفاظ لياخذ عنهم ويسمع منهم ولم يأل جهداً في استيعاب مع عند المحدثين حتي جمع الكثير من الحديث وقد حفزه الي الرحلة ما وفقه الله تعالي اليه من الهامه الصواب وتذليل طرق البحث والتعليم ومما كان يستشعره في نفسه من فهم علمي وطموح مبكر وتوجيه سديد.
وقد ابتداء رحلته بمكة المكرمة مهبط الرسالة ليؤدي فريضة الحج فخرج وأمه وأخوه أحمد سنة 210 هجرية وأقام البخاري بمكة يطلب العلم ورجع أخوه أحمد الي بخاري, وفي مكة سمع من أبي الوليد بن محمد الأزرق واسماعيل بن سالم ثم اتجه بعد ذلك إلي دار الهجرة بالمدينة المنورة في رحاب المسجد النبوي.
ثم هاجر إلي العراق فدخل بغداد وواسط والكوفة والبصرة, ثم رحل للشام فدخل دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان ثم رحل الي مصر.

ومن أقواله:
قال البخاري رحمه الله تعالي: "المادح والذام عندي سواء".
وقال: "أرجو أن ألقي الله تعالي, ولا يطالبني أني اغتبت أحداً".
وقال: "ما اشتريت منذ ولدت من أحد بدرهم, ولا بعت أحداً شيئاً".
قيل عنه:
قال الإمام النووي في مقدمة شرحه لحديث البخاري:
أعلم أن البخاري رحمه الله تعالي كانت له الغاية المرضية من التمكن في أنواع العلوم, وأما دقائق الحديث واستنباط اللطائف منه فلا يكاد أحد يقاربه فيها _ وقد قمنا عن أعلام الحديث العلماء من شيوخه وغيرهم ما يدلك علي هذا, واذا نظرت في كتابه جزمت بذلك بلاشك.
وقال محمد بن حمدويه: سمعت محمد بن اسماعيل البخاري يقول: "احفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح".
وروي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي قال:  ما خرجت خراسان مثل أبي زرعة الرازي, ومحمد بن إسماعيل البخاري, وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي الدرامي والحسن بن شجاع البلخي.
وقال الحافظ أبي علي صالح بن محمد جزرة قال: ما رأيت خرسانيا أفهم منه.
كان من الحفظه الكبار الذين لا يدانيهم أحد كتب عن اكثر من ألف شيخ وحفظ أكثر من مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف غير صحيح.
دعاء أمه
رأت أمه في منامها ان خليل الله ابراهيم عليه السلام قال لها: إن الله عز وجل قد رد علي ولدك بصره لكثرة دعائك له, وفي الصباح استيقظ الطفل الصغير اذ بالنور قد عاد الي عينيه, فكانت أمه مستجابة الدعاء .. توفي أبوه وهو طفل صغير نشأ في حجر أمه الطيبة ولما ذهب بصره أخذت تدعو وتصلي وتبكي وتتضرع إلي الله وتسأله العفو والشفاء لفلذة كبدها حتي تحقق المراد من رب العباد.
قال عنه الأمام السيوطي: 
أول جامع الحديث والأثر – ابن شهاب أمراً له عمر
وأول الجامع للأبواب – جماعة في العصر ذو اقتراب
كابن جريج وهشيم ومالك – ومعمر, وولد المبارك
وأول الجامع باقتصار – علي الصحيح فقط البخاري
وقال أحد الشعراء:
صحيح البخاري لو أنصفوه – لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدي والعمي – هو السد بين الفتي والعطب 
وفاته
توفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر, ودفن يوم الفطر بعد الظهر عام 256 هجرياً, عن عمر ناهز 62 عاما, ودفن بخرتنك وهي قرية قريبة من بخاري, وهي القرية التي ولد فيها رحمه الله, وقد خدم السنة النبوية ووقف حياته لها, وخلف تراث الأمة الإسلامية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق