هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

يضر بالبيئة والإنسان

الكربون الأسود " السخام " أحد مصادر الاحتباس الحراري

يعد الكربون الأسود والمعروف " بالسخام " من أخطر المسببات للاحتباس الحراري وله تأثير كبير على التغيرات المناخية ، و ذكرت دراسة تحذر بأن السخام الناتج عن احتراق الفحم والديزل والخشب والروث يسبب ضرراً أكبر للبيئة مما كان يعتقد في السابق.


 

وقال علماءأمريكون في جامعة أيوا إن "الكربون الأسود" يمكن أن يسبب نحو 60% من التأثير الحراري الحالي لثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يجعله هدفاً هاماً لجهود إبطاء الاحتباس الحراري.
 
وقدرت الدراسة أن نحو 400 ألف شخص يموتون سنوياً بسبب استنشاق جزيئات السخام، خاصة بسبب الطهي المنزلي على مواقد الخشب والروث في الدول النامية. وتزداد الوفيات بين النساء والأطفال.
 
وأشارت الدراسة إلى أن معظم الجسيمات في الجو تقلل التأثير الحراري من الغازات الدفيئة بتشتيت الأشعة في الفضاء، وهو ما يعرف بالتعتيم الكوني. لكن الكربون الأسود له تأثير عكسي.
 
وأضافت الدراسة أن التقديرات السابقة لم تأخذ في الحسبان حقيقة أن الكربون الأسود له تأثير أكبر على طبقات الجو العليا وأنه يتفاعل مع الجسيمات الأخرى في الغلاف الجوي.
 
وأكد الباحثون على ضرورة البحث عن برامج لاستبدال مواقد الخشب بتقنية نظيفة كالطافة الشمسية في الدول النامية -مثل الهند- لتقليل عدد الوفيات بسبب استنشاق الدخان.
 
وأضافوا أن هذه الإجراءات ليست علاجاً ولكنها ضرورة ملحة لتأكيد أن خفض الكربون الأسود يمكن أن يساعد فقط في تأخير وليس منع التغيرات المناخية التي لم يسبق لها مثيل بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وأكد الدكتور احمد حجازي رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية وأستاذ العلوم البيئية جامعة القاهرة أن ظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمى هو الزيادة البطيئة في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوى للأرض نتيجة زيادة كمية الطاقة التي تصل الأرض من الشمس وتحاصر في الغلاف الجوى ولا ترتد إلى الفضاء الخارجي ن موضحاً بدون الاحترار العالمي الناتج عن الاحتباس الحراري ستكون الأرض شديدة البرودة ويكون لها اثر اكبر ضرراً من ارتفاع الحرارة .

وأضاف حجازي أنه خلال النصف مليون سنة الأخير حدث ٥ دورات ارتفاع أو انخفاض في حرارة الأرض ” دورة كل حوالى 100000 سنة ومنذ نهاية العصر الجليدي ” منذ حوالي ١٥٠٠٠” وحتى عام ١٨٠٠ م ” بداية الثورة الصناعية” زاد متوسط درجة الحرارة الكونية ٥ درجات مئوية ، ومنذ عام ١٨٠٠ وحتى عام ٢٠١٥ زاد متوسط درجة الحرارة الكونية ٣٨ر١ -٦٨ر١ درجة مئوية ، ولو استمر الوضع كما هو عليه ، فمن المتوقع أن ترتفع الحرارة خلال القرن الواحد والعشرين بمقدار ٤ درجات مئوية” ٥ر٥، ٥ر٢ درجة” .

وأشار حجازي إلى أن الكربون الأسود وهو عبارة عن جزئيات صغيرة من الكربون ناتجة عن الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري والوقود الحيوى ، وهذه الجسيمات صغيرة الحكم تقدر بحوالي١٠ ميكرومتر وقطرها واحد على ثلاثين من شعرة الإنسان ويمكنها أن تمر عبر جدران الرئة البشرية وتصل مجرى الدم ، هذه الجزيئات الدقيقة تظل معلقة في الهواء بعد اختفاء أعمدة الدخان وانبعاثات المصانع والحرائق وتمتص حرارة الشمس بشكل أكثر فعالية بملايين المرات من ثاني أكسيد الكربون، ونجد حبيبات الكربون الملوثة لها تأثير في رفع درجة الحرارة يصل إلى ثلثي نظيره في ثاني أكسيد الكربون، ويزيد عن الميثان، وعندما تحمل الرياح جزئيات الكربون الأسود فوق الثلج أو الأنهار الجليدية أو قمم الجبال الجليدية حيث تسقط على سطحها الأبيض العاكس عادة فإنها تساهم بشكل مباشر في ذوبان الجليد ، الكربون الأسود يعتبر ثاني أكبر مساهم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون.

وأردف اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية أن من أهم مصادر غازات الاحتباس الحراري والكربون الأسود ، هو الوقود الأحفوري والاستخدامات ذات الصلة بالفحم والبترول وهى أهم مصادر الغازات الدفيئة والكربون الأسود ، وتعد الزراعة ثاني أهم مصدر بسبب إنتاج الغذاء وتربية الحيوانات وإنتاج الأعلاف علاوة على تقلص مساحة الغابات بسبب التوسع في المساحات المزروعة وإنشاء المناطق السكنية وحرائق الغابات وكذلك انبعاثات البراكين والتيارات المائية في المحيطات والبحار التي تنقل كميات كبيرة من الحرارة عبر الكرة الأرضية .


وتطرق أستاذ العلوم البيئية جامعة القاهرة إلى أهم ٢٥ مشكلة بيئية في القرن الـ ٢١ منها تغير المناخ ، ندرة المياه، التصحر، فقد التنوع البيولوجي، تلوث المياه ، المخلفات الصلبة ، استهلاك الطاقة، تلوث الهواء، زحف المجتمعات الحضرية، الغزو البيولوجي، تغير التيارات البحرية، ارتفاع مستوى سطح البحر.

ويرى الدكتور أحمد حجازي أنه من الضروري المطالبة بتنفيذ الوعود التي قطعت على الدول الكبرى ” مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ومجموعة العشرين فى جلاسجو بدعم الـ١٠٠ مليار دولار سنوياً للدول النامية لمجابهة تغير المناخ ، علماً بأن الواقع يتطلب ٣٠٠ مليار دولارحتى يصبح اتفاق باريس حقيقة واقعية مع ضرورة تخفيف الانبعاثات بنسبة ٤٥% بحلول عام ٢٠٣٠ ، وللأسف حتى الآن لم تستطيع الدول تنفيذ الاتفاقية بتخفيض الانبعاثات سوى بنسبة ١% من المفترض ان نصل إليه بحلول عام ٢٠٣٠ حتى يصل العالم إلى صافى الانبعاثات الصفرية بحلول عام ٢٠٥٠.

وذكر حجازى أن تكلفة التعافى من فيروس كوفيد ١٩ مبلغ ١٥ تريليون دولار ومع ذلك لم يتم الوفاء بتعهد تمويل المناخ البالغ ١٠٠ مليار دولار سنويا للدول النامية حتى عام ٢٠٣٠ .

وطالب بضرورة دعم الدول النامية للسير في الركائز الثلاث الهامة لتغير المناخ بالتوازى ” التخفيف، التكيف، التمويل، ضرورة حسم الخلاف حول القضايا العالقة بأسواق الكربون خاصة في الدول النامية بأن يكون للقطاع الخاص دور في أسواق الكربون على أن يتحملوا جانباً من تكلفة الانبعاثات لتوفير بعض الموارد ، مع المطالبة بقرارات ملزمة لمساعدة الدول النامية فى إطار لوائح تشريعية وقانونية يمكن اللجوء قضائيا حال التنصل من الالتزامات المنصوصة وكذلك المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي خلفها النشاط الصناعي للدول الكبرى وإصلاح النظم البيئية المتدهورة حفاظاً على التوازن البيئي..لافتا الى انه جرت العادة ان تعقد المؤتمرات وتصدر التوصيات والتعهدات التىي تخلو من القدرة على التنفيذ مما يحتم على COP27 الخروج بتوصيات لها قوة تنفيذ دولية ملزمة لكل الأطراف من أجل التحول نحو تنمية خضراء خالية من الانبعاثات ، مؤكداً أن الحلول غير التقليدية لمجابهة المشاكل لابد أن تكون مواجهة المشكلات البيئية وتغير المناخ جزءا لا يتجزأ من خطط وبرامج التنمية وعدم قصر الاهتمام على إنشاء المؤسسات وإصدار التشريعات وتنظيم المؤتمرات.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق