في عهد حكم المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي طَيَّبَ الله ثراه، وتحديداً في مارس ٢٠١٢ دشنت وزارة الإسكان مشروع بيت الوطن للمصريين العاملين بالخارج. وهو مشروع يهدف إلى تسويق وبيع وحدات وأراضي سكنية وتجارية للمصريين المغتربين بهدف ربطهم بالوطن، وتسهيل شرائهم للعقارات بطريقة آمنة ومن الدولة مباشرة دون تكبدهم عناء وتكلفة النزول إلى مصر، للبحث عن شقة أو قطعة أرض. وأيضاً توفر عليهم مصروفات أتعاب الوسطاء العقاريين ومكاتب المحاماة ورسوم نقل الملكية والتسجيل .. الخ.
ولهذا المشروع مردود اقتصادي كبير على الدولة المصرية من خلال توفير مصدر دائم وثابت من النقد الدولاري، حيث تشترط الدولة سداد القيمة بالدولار الأمربكي وأن يكون محولاً من الخارج، لضمان عدم المضاربة عليه وجلبه من السوق السوداء.
وقد جاء هذا المشروع العبقري كسلاح مضاد في فترة دعت فيها جماعة الإخوان الإرهابية ونادت أتباعها ومريديها من العاملين في الخارج إلى التوقف عن التحويل الدولاري من الخارج لإذلال مصر اقتصادياً حتى يرضخ الجميع ويقبل بحكم الجماعة. وروجوا وقتها لشراء وحدات سكنية في تركيا من أجل الاستثمار العقاري والحصول على مكتسبات أخرى مثل الإقامة الدائمة بتركيا.
وبعد طرح ثمانية مراحل من هذا المشروع على مدار عشر سنوات أصبح هذا المشروع هو قبلة المصريين بالخارج، والتهم مشروعات تركيا الفنكوش، بعد أن خسر من استثمر في عقاراتها أكثر نصف أمواله مؤخراً لانهيار قيمتها.
وترجع الأسباب الرئيسة لنجاح هذا المشروع إلى عدة أسباب؛ على رأسها التنظيم والإعداد الجيد للطروحات، والشفافية والنزاهة في التخصيص التي تصل إلى زيرو مجاملات ومحسوبية. حيث تعتمد على آلية ترتيب وصول الحوالات بمعرفة البنك المركزي المصري. فأي عميل بالنسبة لهم هو مجرد رقم "حوالة دولارية بترتيب" لا فرق بين العامل والسباك والدكتور والخبير. وأيضاً من أسباب النجاح هو طرح أراضي ووحدات مميزة بل وشديدة التميز، بل وتنويع المنتجات العقارية لتلبي احتياجات كافة الشرائح والاحتياجات، وأبرزها طرح أراضي للمقابر هذا العام في المرحلة الثامنة ضمن باقة عقارية في كافة ربوع مصر. وكذلك إدارة المشروع الكترونياً من خلال موقع احترافي بعد التحقق من هويات المستخدمين والحاجزين وسريان إقاماتهم بالخارج. بالإضافة إلى رصد فريق العمل كافة شكاوى وطلبات وتطلعات ورغبات عملاء المشروع وتحقيقها بنسبة كبيرة قدر استطاعتهم. ففريق عمل المشروع يعتبر المواطن المغترب شريكاً في النجاح ولا يألو جهداً في خدمته. وكذلك التعامل والتواصل مع العملاء من خلال الموقع والبريد الالكتروني في كافة المراحل حتى التخصيص النهائي وتأكيد الحجز.
أدعو باقي الهيئات والوزارات إلى تنفيذ أفكار ومشروعات عبقرية مثل مشروع بيت الوطن الذي أصبح قبلة المصريين بالخارج. كما أدعو وزارة الإسكان إلى إقامة احتفالية بمناسبة مرور عشر سنوات على تنفيذ هذا المشروع واستمرارية وازدياد نجاحه في كل مرحلة عن المرحلة التي تسبقها. والدليل على هذا هو مئات الملايين من التحويلات الدولارية في كل مرحلة على حدة، التي تمثل حقناً مغذياً في شرايين الاقتصاد المصري.
اترك تعليق