شهدت السنوات الأخيرة ارتباطاً وثيقاً بين الأطفال ووسائل التواصل الأجتماعى وألعاب الموبايل والبلاي ستيشن.. لدرجة دفعت الأسر للتعبير عن ضجرهم من أولادهم الذين أهملوا كافة جوانب الحياة الأخرى وتفرغوا للعب تارة.. وبين خوفهم الشديد عليهم من هذا الإدمان تارة أخرى.
وفى هذه الفترة فاضت الأسر تعبيرا عن الضيق والخوف على مستقبل أبنائهم خاصة مع اقتراب بدء العام الدراسى.. وأصبح التساؤل الدائم لهم كيف أساعد ابنى فى الشفاء من هذا الإدمان لاستقبال عام دراسى يحقق فيه نجاح وتميز؟
والسؤال الآن.. هل حقا يمكن اعتبار الاستخدام المفرط لهذه الوسائل نوعا من الادمان؟ ولماذا يلجأ الأطفال اليه؟ وكيف نقوض هذا الاستخدام حتى أثناء الدراسة فقط؟
كلها أسئلة طرحتها الجمهورية اونلاين بلسان حال الأسر على الاستاذ الدكتور تامر شوقى استاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس.
قال: بداية لابد ان نطرح الأسباب النفسية التي تدفع الطفل إلى هذا الإدمان، منها:
1. أن تلك الألعاب تحقق للطفل الإحساس بالمتعة (أو ما يُسمى بمبدأ اللذة).
2. إنها تخاطب عقل بل ووجدان الطفل وبالتالي تنقله من عالم الواقع إلى عالم الخيال والذي فيه يحلق في السماء، أو يغوص في أعماق البحار، ويحقق كل أحلامه التي يصعب تحقيقها في العالم الواقعي.
3. هذه الألعاب تخلو من قيود وأوامر ومتطلبات عالم الواقع التي يفرضها عليه الوالدان مثل: الخروج لشراء بعض الاشياء، أو إحضار شيء ما في المنزل، أو ترتيب ملابسه، بل كل ما يفعله هو تشغيل تلك الألعاب ومشاهدتها وهو جالس بل وهو نائمًا مستلقيًا على السرير.
4. تستخدم تلك الألعاب مثيرات متعددة تجذب انتباه الطفل، وتخاطب كل حواسه سواء البصر (من خلال استخدام ألوان جذابة وأشكال متحركة)، أو السمع (من خلال استخدام الموسيقى الجذابة ذات الإيقاعات المختلفة)، أو حتى اللمسية (من خلال ضغط الطفل على الشاشة لتحقيق أشياء معينة مطلوبة في اللعبة)، وبالتالي تأسر كل هذه الأشياء حواس الطفل وتجعله مدمنًا لها.
وقد تؤدي مثل هذه الألعاب بالطفل -في حال إدمانها- إلى حالة نفسية تسمى (التدفق النفسي) وهي حالة تجعل الطفل يشعر بالإندماج العميق واللا شعورى فى تلك الألعاب، وتكون لديه دافعية قوية لمشاهدتها، ولا يشعر بالوقت أثناء مشاهدة تلك الألعاب ويمر الوقت بسرعة فالساعات تمر كدقائق، كما يفقد الطفل إحساسه بذاته، ويفقد أي وعي أو اتصال بالواقع من حوله، ويستعيد الإحساس بالذات والواقع بعد الانتهاء من اللعب.
وقد يترتب على إدمان الألعاب الإلكترونية بعض العواقب السلبية - سواء كانت متصلة بالوقت، أو بالنواحي الاجتماعية، أو الصحية أو النفسية للطفل - التي يجب أن ينتبه إليها الوالدان، فمثلًا قد تتعطل أنشطة الحياة الطبيعية للطفل سواء التعليمية (مثل الاستذكار، أو الاستعداد للامتحان)، أو الاجتماعية (مثل إقامة علاقات اجتماعية مع زملائه أو أقاربه)، وقد يسبب له مشكلات صحية (مثل البدانة)، أو نفسية (مثل الشعور بالوحدة أو بالاكتئاب)، كما قد يعوق تفكيره فى أي معلومات أخرى مهمة غير مرتبطة بالألعاب وبالتالي ينخفض مستوى ذكائه.
وعن كيفية مساعدة الأسرة فى تقليل ادمان اطفالها لألعاب الموبايل.. قال الدكتور تامر شوقى :نظرًا لخطورة تلك العواقب، ففيما يلي بعض النصائح لتقليل إدمان الأطفال لألعاب الموبايل وخاصة مع قرب بدء الدراسة وضرورة تفرغهم للاستذكار:
1- أن يكون الوالدان -خاصة الأم- نموذجا للطفل من حيث تقليل عدد ساعات استخدامهم للموبايل إلى أقل عدد ممكن.
2- جعل بيئة البيت جذابة للطفل من خلال وضع صور، أو ورود، أو أحواض سمك، أو أقفاص عصافير؛ بحيث تجذب انتباهه أكثر من ألعاب الموبايل.
3- توفير أنشطة بديلة للطفل لكي يندمج فيها بدلًا من الموبايل مثل الألوان، القصص المسلية، الصلصال.
4- تقليل الوالدين من الأوامر التي يعطونها للطفل حتى لا يهرب منهما إلى عالم الخيال.
5- الاتفاق يوميًا علي قضاء بضع ساعات دون استخدام أي فرد في الأسرة للموبايل إلا في حالة الضرورة القصوى.
6- أن يعقد الوالدان اتفاقية مع الطفل بأنهما سيسمحان له باستخدام الموبايل كأدة لمكافأته عند قيامه بأداء واجباته واستذكار دروسه، أو سيتم حرمانه منه في حالة الإخلال بالواجبات.
للطالب و الأسرة .. خبير تربوى يقدم ١٩ نصيحة ذهبية لعام دراسى مريح و متميز
اترك تعليق