هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

احذروا تحورات كورونا.. مع دخول الشتاء

بعد التحور الجديد لفيروس كورونا خلال هذا الصيف وظهور سلالة أسرع انتشارا علي غير المتوقع وجدنا ارتفاعاً في نسب الإصابات رغم حرارة الجو الذي كنا نشاهد فيه انخفاضا ملحوظا في اصابات كورونا في جميع السلالات السابقة.


هذا التحور غير المتوقع سريع الانتشار جعل منظمة الصحة العالمية تحذر مبكرا من ظهور متحور أكثر شراسة وأسرع انتشارا خلال الشتاء القادم خاصة بعد الإهمال الشديد في تطبيق الإجراءات الوقائية في المواصلات العامة والخاصة والأماكن المغلقة والتجمعات في الأسواق وصالات الافراح وتناسي البعض أن هناك وباء اسمه كورونا مما جعل معظم الناس يتخلون عن أبسط الإجراءات الاحترازية العادية وهي الكمامه بالإضافة إلي الاستهانة بفيروس كورونا واعتبارة مثل الانفلونزا الموسمية كما ان البعض أهمل التطعيمات وهذا خطر داهم قد يكلفنا الكثير.

التحورات الجديدة جعلت منظمة الصحة العالمية تستشعر الخطر القادم في فصل الشتاء خاصة أن كورونا خالف كل التوقعات بعد ان كان معروفا عنه انه يزداد انتشارا خلال فصل الشتاء فقط والان أصبح لا يفرق بين الصيف والشتاء والأجواء الحارة أو الباردة وهنا تكمن الخطورة خلال الشتاء القادم بسبب إلاهمال الشديد في اتباع الإجراءات الاحترازية والتطعيمات.

د. إيفان هيوتن مدير قسم الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية كشف أن التحورات الجديدة التي لمسناها علي أرض الواقع خلال هذا الصيف تجعلنا اكثر قلقا من فيروس كورونا الذي اصبح غير مضمون حيث كان من المعتاد أن تنخفض اصابات كورونا في السلالات السابقة حتي الموجة الخامسة مع قدوم فصل الصيف ويضعف الفيروس بعض الشيئ لكن المفاجاة هذا الصيف ان كورونا خالف كل التوقعات واصبح أسرع انتشارا من فصل الشتاء لكنه اقل شراسة.

لفت الي أن هذا التحور غير المتوقع خلال فصل الصيف بمثابة جرس انذار لكل الدول بضرورة توخي الحذر مع قدوم فصل الشتاء القادم حيث تخلي الناس عن اتباع ابسط الإجراءات الاحترازية والوقائية وهي ارتداء الكمامة والنظافة العامة باعتبارهما اهم الوسائل الوقائية وهذا يعطي فيروس كورونا فرصة للتوغل والانتشار من جديد ويساعده علي ذلك جو الشتاء البارد ولجوء معظم الناس إلي غلق منافذ الشقق وعدم وجود تهوية جيدة في أماكن العمل ممايساعد علي نقل عدوي كورونا والإنفلونزا الموسمية بين المواطنين.

نوه الي أن المنظمة تواصل حث جميع الدول الأعضاء علي الالتزام بتطعيم 100% من العاملين الصحيين و100% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم علي 60 عامًا. مع الاستمرار في استهداف 70% بشكل عام. هذه هي أفضل طريقة لإنقاذ الأرواح وتحقيق انتعاش مستدام.

يقول د. أحمد المنظري. المدير الإقليمي لشرق المتوسط. أن فيروس كورونا لم ينته بعد. ولازال يصيب الأفراد. ويسبب الوفيات. وقد تحدث عدة موجات وطفرات جديدة من هذا الفيروس. وقد يصيب غير الملقحين بشكل أكثر. موضحا أن اللقاح لا يمنع الإصابة 100%. لكنه يحمي من المضاعفات والوفاة. لذلك علينا أن نكون جاهزين لفصل الشتاء. وظهور إصابات الأنفلونزا. لذلك علينا أن نكون مستعدين لأي طفرات جديدة قد تظهر في المجتمع.

أوضح إن المنظمة تدرك تمامًا أن العديد من الدول الأعضاء تعمل جاهدة لاستعادة العديد من الخدمات الصحية الأساسية. التي تعطلت بشدة بسبب الوباء. علي وجه الخصوص. وتأثرت تغطية التحصين بشدة. ما ترك 11 مليون طفل غير محصنين بشكل كافي في المنطقة.
أجمع خبراء الصحة والطب علي ان تحذيرات منظمة الصحة العالمية عن مخاطر كورونا خلال الشتاء القادم يمثل خطوة استباقية

للاستعداد لمواجهة مخاطر الفيروس قبل ان يفاجئ الجميع والعالم هو الخاسر من جراء الوفيات اليومية التي تحدث علي مستوي العالم.

يقول د. عصام عزام "خبير الأمراض الصدرية ومستشار منظمة الصحة العالمية" إنه مع اقتراب الطقس الأكثر برودة في نصف الكرة الشمالي وقضاء الناس وقتًا أطول في الداخل. ستزداد مخاطر انتقال العدوي. ودخول المستشفي بشكل مكثف في الأشهر المقبلة - ليس فقط بالنسبة لفيروس كورونا. ولكن بالنسبة للأمراض الأخري بما في ذلك الإنفلونزا.ومن هنا يجب علينا الإسراع بالتطعيم والاهتمام بالإجراءات الاحترازية.

نصح عزام بضرورة الحصول علي جرعة المعززة. من التطعيمات. وارتدِ قناعًا او كمامة عندما لا تستطيع الابتعاد. وحاول تجنب الازدحام. خاصة في الداخل. مشيرا إلي أن هناك الكثير من الحديث عن تعلم التعايش مع هذا الفيروس. لكن لا يمكننا العيش مع 15 ألف حالة وفاة في الأسبوع في أوروبا ولا يمكننا التعايش مع تزايد حالات دخول المستشفي والوفيات.

أوضح أن التعايش مع كورونا لا يعني أننا نتظاهر بأنه غير موجود. يجب أن نستخدم الأدوات التي لدينا لحماية أنفسنا وحماية الآخرين.

موضحا إنه خلال الأسابيع الأربعة الماضية. زادت الوفيات المُبلغ عنها علي مستوي العالم بنسبة 35%. في الأسبوع الماضي فقط. حيث فقد 15 ألف شخص حول العالم حياتهم بسبب كورونا. مضيفا أن 15 الف حالة وفاة في الأسبوع أمر غير مقبول علي الإطلاق. عندما يكون لدينا كل الأدوات للوقاية من العدوي وإنقاذ الأرواح. لقد اجهدنا هذا الفيروس وتعبنا من الوباء. لكن الفيروس لم يتعب ومازال يحقق ضرباته بيننا بسبب التخلي عن الإجراءات الاحترازية والوقائية والأعراض عن التطعيم وهذا يمثل خطر علي حياة المواطنين.

قال عزام ان متحور اوميكرون لايزال هو البديل السائد. حيث يمثل المتغير الفرعي BA.5 أكثر من 90 % من التسلسلات المشتركة في الشهر الماضي. ومع ذلك. فقد انخفض عدد التسلسلات المشتركة أسبوعيًا بنسبة 90% منذ بداية هذا العام. وانخفض عدد البلدان التي تشارك التسلسلات بنسبة 75% . مما يجعل من الصعب جدًا فهم كيفية تغير الفيروس.

أشار إلي أن هذا التوقيت يفرض علينا ان توخي الحذر ونستعد لمواجهة وباء مجهول الهوية لانستطيع التنبؤ بما هو قادم حيث انه كل فترة ياتي بجديد وكما قلنا من قبل ان الله خلق هذا الكائن ليعيش ولابد ان ندرك حجم الخطر الذي يحيط بنا ويهدد البشرية مضيفا أنه يجب أن ينصب التركيز الأساسي لجميع البلدان علي ضمان استعدادها لمواجهة اي امراض معدية خاصة بعد ظهور جدري القرود.الذي اصبح يهدد بلدان العالم بجانب كورونا ويجب علي المجتمع باثره وقف انتقال العدوي باستخدام أدوات الصحة العامة الفعالة. بما في ذلك مراقبة الأمراض المعززة. والتتبع الدقيق للمخالطين. والإبلاغ عن المخاطر المصممة خصيصًا والمشاركة المجتمعية. وتدابير الحد من المخاطر. مشيرا الي ان اللقاحات تلعب دورًا مهمًا في السيطرة علي تفشي المرض. وفي العديد من البلدان هناك طلب كبير علي اللقاحات من المجتمعات المتضررة.

أضاف أن منظمة الصحة العالمية. علي اتصال وثيق بمصنعي اللقاحات. ومع البلدان والمنظمات التي ترغب في مشاركة الجرعات. مضيفا ما زلنا نشعر بالقلق من أن الوصول غير العادل للقاحات جدري القرود. التي رأيناها خلال جائحة كورونا سوف يتكرر. وأن الأفقر سيظلون يتخلفون عن الركب. مؤكدا أن الصحة العالمية تحذر من تهجين فيروس جدري القرود وتحوره وسط الحيوانات البرية الفيروس يتطور بسرعة لو انتقل إلي الماشية أو القوارض. سوف يسبب زعرا علي مستوي العالم وتطالب المنظمة المصابين بعزل أنفسهم عن حيواناتهم الأليفة لمنع العدوي بعد إصابة كلب بجدري القرود.

قال د. أيمن سالم أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بقصر العيني سابقا انه مع اقتراب فصل الشتاء يزداد خطر الإصابة بكوروناوالإنفلونزا الموسمية وكذلك الامراض المعدية ومن هنا نجد منظمة الصحة العالمية تطلق تحذيراتها للحكومات من أجل الاستعداد.لمواجهة الوباء حيث ان الفيروس ينشط طوال فصل الشتاء كما أن الحالات قد ترتفع مرة أخري في الأشهر المقبلة. فمن غير المرجح أن ترتفع الوفيات ومعدلات دخول المستشفيات في ظل الاستفادة من تجاربنا الماضية التي عايشناها طوال الموجات الستة.

أكد سالم أن الأشخاص الأكثر تعرضا للخطر هم أولئك الذين لم يصابوا بالفيروس من قبل.ولم يحصلوا علي التطعيمات وتوقع العديد من الخبراء أن يبدأ انتقال كورونا من وباء الي مرص متوطن خلال الايام الحالية لكن بعد ظهور المتحور أوميكرون من فيروس كورونا أربك تلك التوقعات. ومن هنا ينبغي أن نستبعد جانبا فكرة "هل انتهت الجائحة؟".وسوف يتحول كوفيد19 إلي تهديد متوطن سيظل يسبب عبئاً كبيراً علي المجتمع وتظل الورقة القادرة علي تغيير الوضع إذا ما كان سيظهر متحور جديد يتجاوز في شدته متحورات أوميكرون الفرعية المهيمنة حاليا.

أوضح انه إذا تسبب المتحور الحالي أيضا في مرض أكثر خطورة وكان أكثر قدرة علي التغلب علي المناعة السابقة. فسيكون هذا هو "السيناريو الأسوأ". وفقا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية بشأن أوروبا.

كما تشير جميع السيناريوهات "مع المتغيرات الجديدة" إلي احتمال حدوث موجة مستقبلية كبيرة بمستوي سييء علي غرار موجات الجائحة في 2020-2021 أو أسوأ منها ومن هنا يجب علينا التنبؤ بأن الشتاء القادم قد يحمل لنا الكثير من مفاجأت كورونا ويتحتم علينا اتباع التدابير الوقائية من الان خاصة بعد ان أصبحت لدينا خبرات عديدة في طرق الوقاية ومكافحة الوباء علي مستوي الحكومات والأشخاص.

أشار إلي أن هناك مخاوف من أن النظم الصحية الضعيفة في إفريقيا سيجتاحها كورونا مرة أخري بسرعة تفشي فيروس كورونا بسبب نقص والامكانيات والتجهيزات الطبية بالإضافة إلي نقص التطعيمات وعدم وعي مواطنيها بحجم الخطورة وعدم قدرة العديد من الدول النامية علي التعاقد علي كميات اللقاحات لمواطنيها والتخلي عن الإجراءات الاحترازية والوقائية في كثير من البلدان واخطرها ما نشاهده في مباريات كورة القدم في أوروبا والجماهير المتلاحمة.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق