ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتورأحمد ممدوح. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية.
* هل الإثم المترتب علي القتل الخطأ. بنفس درجة إثم القاتل المتعمد؟
** القتل الخطأ أن يتسبب إنسان في موت آخر دون أن يقصد. فليست هناك نية للقتل أو الإيذاء. فهو إزهاق روح يترتب علي فعل مشروع لي أن أفعله. مثل من يسوق سيارته ثم يصدم أحدهم ويقتله أو يسقط شيء من نافذته ويقتل أحد المارة. فهنا ليست هناك أي نية للقتل أو الإيذاء. لكن الإهمال أمر آخر فهناك إثم علي الإهمال.. فمن يسير بسيارته مثلًا وتخطي السرعة القانونية أو يمسك هاتفه ولا ينتبه للطريق. فهنا نسبة من الإهمال. وبقدر الإهمال تكون هناك مؤاخذة دنيوية وأخروية أيضًا. أما لو كان في حالة سكر أو إدمان. فهذا نوع من أنواع الأهمال الشديد ويكون فيه قدر من الإثم ينال عليه عقاب دنيوي وأخروي. ولكن ذلك لا يجعله قاتل عمد. أما لو كان مريضًا نفسيًا ويتناول علاج يجعله غير متزن. فيحرم عليه أن يقود السيارات. فيأثم إن قام بقيادة سيارة من الأساس.
* هل يغفر الله للإنسان الذنوب جميعًا إذا تاب وندم؟
** ربنا سبحانه وتعالي-أخبرنا في كتابه الكريم. أنه يغفر الذنوب جميعًا سوي الشرك به. ولابد من التوبة من الشرك. والدخول في التوحيد والإسلام يقول الله تعالي في سورة النساء "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَي إِثْمًا عَظِيمًا .. وكل المعاصي قابلة للغفران عند الله -سبحانه وتعالي- إلا الشرك فإنه قد أخذ علي نفسه أنه لا يغفر لأحد.. فلو تاب الإنسان من ذنبه في الدنيا توبة نصوحا فإن الله تعالي يقبل من العبد هذه التوبة بفضله ومنه ورحمته.
* تركني خطيبي بعد أن تعلقت به وهو يعلم ذلك فهل يكون مذنبًا؟
** الخطوبة وعد بالزواج. فهو وعد بأنه سيتزوج فتاة بعينها في وقت معين. ولكنها ليست زوجته ولا حلال له ولا يجوز له أن يلمسها أو تكشف عورتها عليه أو يختلي بها. فهما امرأة أجنبية ورجل أجنبي والعلاقة بينهما هي وعد بالزواج. والخطوبة لتجهيز بيت الزوجية ونحوه. وأيضًا حتي يعرف الطرفان بعضهما البعض. فهي تراه وتعرف أخلاقه وطباعه والعكس صحيح.
ويجب علي كل شاب وفتاة مخطوبين أن يكبحا جماح العاطفة قليلا حتي إذا لم يتم الزواج لا يكون الألم كبيرًا. فالتعلق مؤذي وهما ليسا متزوجين بعد. ورغم ذلك لا بأس من وجود المشاعر بشرط ألا تكون مطلقة ولا يتم كبحها. فإن لم يحدث تمام لهذه العلاقة فيكون الأذي محدودًا. لكن حين تترك الفتاة مشاعرها مطلقة ويرفض الطرف الآخر أن يكمل المشوار سوف تتأذي بالطبع. و"أنصحك أن تواظبي علي قراءة سورة يوسف كل يوم بعد صلاة العشاء..وربنا يرفع الأذي الذي في قلبك بإذن الله".
* هل قول "كله زفت" والمقصود الأيام يعتبر "سب الدهر" أم وصفه؟
** الحكم حسب ما يقصده القائل. فإن قصد أهل الزمن. مثل الشاعر الذي يقول علي لسان الحمار: لو أنصف الدهر لكنت أركب. لأني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب. وهو حين قال "لو أنصف الدهر" قصد بذلك أهل الدهر لا الزمن. فهو لا يعني أن الزمن جائر أي أن الذي خلق الزمن جائر. ولكن "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيء". وأنصح المسلم أن يعوّد لسانه علي الكلمة الطيبة.
* ما كفارة من لم يخرج الزكاة عن مال بلغ النصاب وحال عليه الحول؟
** النصاب هو قيمة معينة حين يصلها المال يكون قد حقق شرطًا من شروط وجوب الزكاة. فإن وصلت أموال السائل إلي حد النصاب فيخرج عنها الزكاة. وقيمة النصاب 85 جرام ذهب عيار 21. أما المصطلح الآخر. فهو الحول. أي يظل في حيز هذا القدر من المال في مدة سنة هجرية كاملة. فقط تحقق بذلك شرطي الزكاة.
وبلغ ماله النصاب وحال عليه الحول ولم يخرج الزكاة. فيجب عليه إخراج الزكاة علي السنة الفائتة إن كان قد مر حول واحد. ولكن إن كان قد فاتت سنة أخري ولم يخرج فيها الزكاة فيجب في هذا الحال قضاء الزكاة والتوبة والاستغفار لأن هذا ذنب إذا كان متعمدًا لا ناسيًا أو ساهيًا. "المتعمد عليه التوبة والقضاء معًا .
* ما حكم التحدث مع الآخرين عما يقوم به الفرد من طاعات وصيام وقيام؟
** الإسرار بالأعمال أفضل من الجهر بها إلا في حالات معينة.. فالأعمال التي يقوم بها الإنسان من القرب التي يتقرب بها إلي الله سواء كانت من الواجبات أو من النوافل. الإسرار فيها أفضل من الجهر بها. إلا أن قصد من الجهر مقصدًا حسنًا. كتعليم الغير أو الدعوة لهذا العمل. أو بيان جواز الأمر إن كان ممن يقتدي به الآخرون. "فالجهر بالأعمال أقل في الفضل من الإسرار بالأعمال إلا أن يصحبه مقصد حسن فحينئذ تنتفي هذه القضية". وعلي الإنسان في كل حال أن يراقب الله سبحانه وتعالي وأن يخلص نيته بحيث لا يقصد سواه سبحانه في أعماله.
* ما الفرق بين موت الفجأة وموت الغفلة؟
** الموت إن كان صاحبه في حالة من الغفلة فهو موت غفلة. وإنما إن كان مستحضرًا الموت وقلبه حاضر مع الله سبحانه وتعالي فحين يموت فجأة لا يكون موته غفلة.
وهناك فارق بين الانغماس في الملذات والمعاصي كأن الإنسان لا يموت أبدًا فيأتيه الموت وهو في هذه الحالة من العفلة. وهذه ليست كالغفلة البشرية الطبيعية بالانشغال في المباحات. ورسول الله صلي الله عليه وسلم استعاذ من فجاءة النقمة. والنقمة هي أثر غضب الله المفاجيء الذي من أمثلته موت الغفلة. فموت الفجأة حين يأتي علي صاحبه غفلة يكون نقمة. لكن أحيانا يموت المرء وهو يصلي. فموته فجأة "بس أحلي موتة دي". أويموت آخر وهو يسعي للرزق وطلب الحلال. و"موت الفجأة لا يكون مذمومًا إذا جاء للمؤمن التقي".
اترك تعليق