حددت الحكومة المصرية أولوياتها في مشروعات مكافحة تغير المناخ، بالإعلان عن حزمة برامج مستهدفة تصل تكلفتها التقديرية إلى 202.5 مليار دولار، على مدار 28 عاماً، وتشمل محوري التخفيف من الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ، أو التكيف مع تلك الآثار، وفق ما أكدت مصادر المجلس الوطني للتغيرات المناخية، الذي يضم مسؤولين وخبراء وفنيين من الوزارات والأجهزة المعنية.
وبحسب تلك المصادر،تضم الحزمة الأولى من البرامج والمشروعات المقترحة للتمويل لمواجهة تغير المناخ، مشروعات متعلقة بالهيدروجين الأخضر، والنقل الكهربائي، وبرامج لما يُعرف بـ«التقاط الكربون وتخزينه»، وإنتاج محاصيل متوائمة مناخياً، وحماية الشواطئ، وتحلية مياه البحر، وتستهدف الدولة الانتهاء من مشروعين آخرين بحلول عام 2050، وهما تنمية المحاصيل، وإنتاج تراكيب وراثية وأصناف متوائمة مناخياً، لعدد 200 نوع نباتي.
يصل إجمالي التكلفة المطلوبة لبرامج ومشروعات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، إلى 324 مليار دولار، وفق دراسات رسمية، من بينها 211 مليار دولار للتخفيف، و113 مليار للتكيف.
لماذا غاب البعد الصحي؟؟
ما زال البعد الصحي غائبا عن أولويات مشروعات مكافحة تغير المناخ!! رغم ما أورده موقع الأمم المتحدة من حقائق رئيسية عن أثر تغير المناخ على الصحة هي:
يؤثر تغير المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة- الهواء النقي، ومياه الشرب المأمونة، والغذاء الكافي والمأوى الآمن.
يتوقع أن يسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، نحو 000 250 وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
يقدر أن تتراوح التكاليف المباشرة للضرر على الصحة (أي دون احتساب التكاليف في القطاعات المحددة للصحة مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحي) بين 2 و4 مليارات دولار أمريكي/ في العام بحلول عام 2030.
ستكون المجالات التي تفتقر إلى البنية التحتية المتينة في مجال الصحة- ومعظمها في البلدان النامية- أقل قدرة على التعامل دون الحصول على مساعدة من أجل التأهب والاستجابة.
يمكن أن يؤدي الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال تحسين خدمات النقل وخيارات الغذاء واستخدام الطاقة، إلى تحسن الصحة، ولا سيما من خلال الحد من تلوث الهواء.
يؤثر تغير المناخ بالفعل على الصحة بطرق عديدة، منها التسبب في الوفاة والمرض نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة التي تزداد تواترا، مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات وتعطل النظم الغذائية، وزيادة الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه والنواقل، ومشاكل الصحة النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، يقوض تغير المناخ العديد من المحددات الاجتماعية للصحة الجيدة، مثل سبل العيش والمساواة وإتاحة الرعاية الصحية وهياكل الدعم الاجتماعي. وتؤثر مخاطر تغير المناخ على صحة أكثر الفئات ضعفا وحرمانا، بمن في ذلك النساء والأطفال والأقليات الإثنية والمجتمعات الفقيرة ولمهاجرون أو المشردون وكبار السن، الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية كامنة.
ورغم أن تغير المناخ يؤثر تأثيرا واضحا على صحة الإنسان، فإنه يظل من الصعب تقدير حجم وتأثير العديد من مخاطر تغير المناخ على الصحة على نحو دقيق. ومع ذلك فإن أوجه التقدم العلمي تتيح لنا تدريجيا نسب الزيادة في معدلات الاعتلال والوفيات إلى الاحترار الناتج عن أنشطة بشرية، وتحديد المخاطر التي تنطوي عليها هذه التهديدات الصحية ونطاقها على نحو أدق.
وفي المديين القصير والمتوسط، ستتوقف آثار تغير المناخ على الصحة أساسا على قابلية تأثر السكان وقدرتهم على التكيف مع المعدل الحالي لتغير المناخ، ومدى وسرعة التكيف. وفي الأمد الأبعد، ستتوقف التأثيرات بشكل متزايد على اتخاذ إجراءات فورية قادرة على إحداث التحول للحد من الانبعاثات وتجنب تجاوز عتبات درجة الحرارة الخطيرة ونقاط حرجة محتملة لا سبيل إلى تداركها. لمن يريد تفاصيل أكثر تغير المناخ والصحة (who.int)
وذكر مركز تغير المناخ التابع لجامعة هارفارد، أن درجات الحرارة المرتفعة والأحداث المناخية القاسية تساهم في العديد من الامراض، منها زيادة أمراض القلب والرئة والشرايين، إلى جانب الأمراض المعدية، مصاعب الحمل والولادة، الجفاف ومشاكل في الكلى، الأمراض الجلدية، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض العصبية، الصحة العقلية، والتغذية.
ولتفادي حدوث تداعيات صحية خطيرة في المستقبل القريب تفاقم الوضع الصحي، أدعو إلى إدراج مشروعات الخريطة الصحية في المشروعات ذات الأولوية، وهو أمر ينبغي الاستعداد له مسبقاً، نظراً لنتائج العديد من الدراسات التي تشير إلى أن تغيرات المناخ قد تؤثر على خريطة الأمراض.
اترك تعليق