عائلة شهيد لقمة العيش تروي تفاصيل مأساة مقتل الابن الوحيد.. "أحمد عاطف" طالب بحقه من مقاول يعمل معه فقتله قبل أيام من زفافه.. ووالدته أكدت أن مرتكب الجريمة استخدم الشطة و"البوتاس" لإخفاء معالم وجه نجلي.
"تحول فرحنا إلي مأتم فكنا نستعد لإتمام زفاف نجلي الوحيد لكن فرحتي سرقت مني على يد مقاول وصديقه وربنا عالم بالنار اللي حرقت قلبي، ومش هرتاح وأنام غير بتنفيذ حكم الاعدام في المتهمين ليرتاح ابني كمان في قبره"، كلمات قالتها كريمة محمود أبوزيد- 46 سنة- ربة منزل، مقيمة بقرية كفر العزازي، دائرة مركز أبوحماد، بمحافظة الشرقية، والدة المجني عليه أحمد عاطف 23 سنة حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر الشريف.
قالت والدة الشاب الضحية والدموع تملأ أعينها، إن الإعدام هو العقوبة الوحيدة المناسبة للجريمة التي ارتكبها المتهمان، مطالبة بسرعة تنفيذها خاصة بعد إحالة أوراقهما لفضيلة المفتي حتي تهدأ النار التي أصابت قلبها وأفراد أسرتها بعد فقدها نجلها الوحيد دون ذنب، خاصة أن ابنها كان يستعد لحفل زفافه خلال عيد الأضحي.
أحمد ابني الوحيد على أربعة بنات أصغرهمپمن ذوي الاحتياجات الخاصة وكان يرعاها، بدموغ غزيرة روت الأم قصة نجلها الوحيد قائلة: ربنا رزقني بأحمد و4 بنات أصغرهم طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة اسمها "شفاء" وكان هو من يرعاها ويحضر لها كافة متطلباتها ويحملها عني عند الذهاب بها إلي الأطباء، وزوجي عامل بإحدي شركات العاشر من رمضان، وابني حافظ للقرآن الكريم منذ أن كان في الصف السادس الابتدائي والجميع يشهد بأخلاقه، ومرتبط بفتاه من القاهرة، واشترينا كافة متطلبات العرس والأساس، وكان مقررا أن يكون حفل زفافه خلال عيد الأضحي، وأنهي العام الماضي كلية الشريعة والقانون، والده اشتري له سيارة، بالقسط الشهري لكي يساعد والده على المعيشة، وذلك منذ 8 شهور، وكان يعمل في حمل فنطاس مياه إلي المدن الجديدة في القاهرة".
أضافت الأم المكلومة: كان يذهب نجلي بداية الأسبوع ويعود يوم الخميس، لكن منذ 18 يوما اكتشفنا غيابه وعدم الرد على هاتفه، وتوجه والده وأصحابه للبحث عنه وحررنا محضر غياب، وبعدها بـ3پأيام عثر والده وأصحابه على سيارته بدائرة محافظة الجيزة معطلة بالطريق، وبعد 7 أيام من اختفائه عثر على جثته بطريق "الكريمات- المنيا"، وتبين بعد ذلك قيام شخص يعمل مقاول اسمه "فضل" عمره 33 سنة بارتكاب الجريمة، بسبب خلاف مالي بين نجلي وبينه..حيث طالب نجلي بحقه فرفض فتركه وتوجه للعمل مع مقاول أكبر، فعزم على الانتقام.
تلتقط أنفاسها لمعاودة الحديث قائلة: "يوم الحادث استدرج فضل وصديق له نجلي بحجة توصيلهما وفي الطريق قاما بوضع مسحوق الشطة على وجهه وشل حركته بخنقه بالحبال، ثم تخلص من الجثة بدفنها بالصحراء بعد وضع مسحوق البطاس على وجهه لإخفاء معالمه، وبعدها حاول بيع السيارة لتاجر ليقطعها أجزاء وعندما شاهد آثار دماء بها رفض شرائها، فتوجه المتهمين بها إلي تاجر آخر لكن شاء القدر أن تعطل منهما في الطريق فقام بتركها وعثرنا عليها، وبعد أيام عثرنا على جثة نجلي بعد أن نهشت الكلاب جزء منه، وهي من كشفت مكان الجثة.
وتنهمر في الدموع قائله منهم لله المجرمين الي حرموني من ابني حتي اخر العمر الحياه اصبحت بدون طعم وعاوزه ابني يرتاح في قبره بسرعه إعدام القتله.
قالت "سناء" شقيقه القتيل: أخويا "أحمد" كان أباً وأخاً في آن واحد، وكان حنين علينا. وكنت بجهز ملابس الفرح، لكن فرحنا تبدل لحزن وارتديت الأسود، ولن أخلعه حزنا على أخويا العريس، اللي كان نفسنا نفرح بيه وكان سند لينا لكن هنعمل ايه مقدر ومكتوب وربنا يصبرنا.
كانت قد تلقت شرطة النجدة، بمديرية أمن الجيزة بلاغا من أسرة المجني عليه بالعثور على جثة أحمد عاطف 23 سنة مقيم كفر العزازي، مركز أبو حماد، بعد 7 أيام من غيابه عن المنزل وغلق هاتفه المحمول.. حيث عثر على الجثة بالقرب بمنطقة الإرسال، بالقرب من الطريق الدولي وجانبه الأيمن مغطي بالرمال وفي حالة تحلل كامل، وذكر والده بغياب ابنه عقب خروجه بالسيارة قيادته، والعثور على السيارة بالطريق الدولي بدائرة المركز مُعطلة وبها جميع محتوياتها.
أسفرت جهود فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة الإدارة العامة لمباحث الجيزة أن مرتكبي الواقعة، سائقَين، أحدهما سبق اتهامه في 13 قضية "مخدرات، تبديد، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما بالاشتراك مع مديريتي أمن القاهرة والمنيا وضبطهما، بمواجهتهما إعترفا بارتكاب الواقعة.
وقرر أحدهما أنه نظراً لحدوث خلافات مالية بينه والمجني عليه في العمل بمجال نقل المياه لخلاطات الأسمنت عقد العزم على التخلص منه وسرقة سيارته، وفي سبيل ذلك استعان بالمتهم الثاني وقيامهما بإعداد كمية من مسحوق الشطة وحبل بتاريخ يوم 27 يونيو، وعقب خروج المجني عليه بسيارته من أحد مواقع التشغيل قاما باستيقافه بزعم توصيلهما وحال سيرهم قام أحدهما برش مسحوق الشطة عليه، وقام الثاني بلف الحبل حول رقبته إلا أنه قاومهما، فتعدي أحدهما عليه بالضرب بقطعة حديدية على رأسه فأودي بحياته وقام بقيادة السيارة حتي وصلا لمكان العثور على الجثة، وألقياه بجانب الطريق وقاما بتغطيته بالرمال وأستولي الثاني على هاتفه المحمول.
وتوجه المتهم الأول بالسيارة لأحد الأشخاص، 31 سنة، سائق، مقيم بأطفيح، بناء على إتفاق مسبق بينهما لتقطيع السيارة لأجزاء إلا أن الأخير رفض لوجود آثار دماء بها فقام المتهم الأول بقيادتها والتخلى عنها بالطريق الدولى، وأقر المتهمان بتخلصهما من الحبل والقطعة الحديدية المستخدمان فى ارتكاب الواقعة بإلقائهما بالطريق العام، وتم بإرشاد أحد المتهمين ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين وإحالتهما لمحكمة جنايات جنوب الجيزة التى أحالت أوراقهم لفضيلة مفتى الديار المصرية، لاستطلاع الرأى الشرعى فى إعدامهما، وحددت المحكمة جلسة 7 من شهر المقبل للنطق بالحكم.
اترك تعليق