أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك ما يشبه بالإجماع على أن زيارة نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان، لم يكن لها أي مبرر يذكر، مشيرا إلى أن بعض الكتاب الأمريكيين وصفوها بالسخيفة وغير المسؤولة من حيث التوقيت.
وأضاف السفير عزت سعد، في مؤتمر صحفي عقدته سفارة الصين بالقاهرة صباح اليوم الخميس، أن بعض الكتاب المعروف عنهم التشدد قالو إن هذه الزيارة تمثل انتهاكا صارخا وإهانة مباشرة لمبدأ الصين الواحدة المنصوص عليها في بيان شنجهاي ١٩٧٢.
وتابع: "إن الجدل حول هذه الزيارة قبل أن تتم عكست لنا أزمة صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نصحها الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم إتمام تلك الزيارة، كما صدرت تحذيرات من مستشار الأمن القومي الأمريكي بعدم إجراء تلك الزيارة، ولكن خرجت المؤسسة العسكرية عكس ذلك تؤكد تأمينها الكامل لتلك الزيارة الأمر الذي يشير إلى ذلك التضارب".
وأشار " هناك تضارب عجيب يفترض الرئيس بايدن أنه صاحب القرار الأعلى في الولايات المتحدة لكن الأمور تركت بهذا الشكل، و هناك أيضا جوانب متعلقة بخطابات الداخل واللغط حول قضايا فساد تورط فيها زوج بيلوسي بالإضافة إلى انتخابات التجديد النصفي المقرر لها في نوفمبر المقبل".
واستطرد: " هناك تقدير عام بأنه للأسف الشديد منذ الإدارة السابقة لترامب والسياسية الخارجية لأمريكا تتسم بالتهور وانعدام الحكمة تجاه الصين وهذا ليس في صالح امريكا، ومنذ تولي الرىيس بايدن السلطة جرت خمسة اتصالات هاتفية مع الرئيس شي جين بينج و كانت هناك مجرد مرحلة أولى لتخفيف الجمارك التي فرضت على بعض الصادرات الصينية، ولكن يظل الهدف الأمريكي لترامب لم يتحقق لوجود فشل في تخفيض العجز التجاري الهائل في أمريكا".
وواصل: " مصر والدول النامية نأمل أن يجد البلدان الصين وأمريكا مخرجا لهذه الأزمة واستىناف التواصل بينهما لأن هذا ليس في مصلحة العالم لأنهما القوتين الاعظم في العالم وهذا التوتر سيكون له آثار سلبية على المجتمع الدولي بصفة عامة، وفي الوقت الذي نؤكد فيه جميعا على حق الصين المطلق في اتخاذ ما تراه من إجراءات بشأن تايوان، نامل أن يوفق البلدان في تخفيف حدة التوتر والعودة إلى مسار أكثر هدوءا لأن هذا من مصلحتنا جميعا".
واختتم: "الكتاب الأبيض الثالث بشأن تايوان، تضمن بعض العناصر الجديدة المهمة بالمقارنة بالكتابين السابقين على سبيل المثال التأكيد على أن الاعتماد على القوى الخارجية لن يحقق شيىا للإنفصاليين في تايوان، وهناك رأي عام في تايوان لا يستهان به خاصة مجتمع الأعمال الذي نجح في إقامة نوع من التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري المثمر مع الصين الأم، وأثناء زيارة بيلوسي قالوا أن وجودها كان عبئا ثقيلا على الشعب الصيني في تايوان وأن هذا الشعب تنفس الصعداء عندما غادرت طائرتها للإقليم".
اترك تعليق