هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هل كانت الزيارة عقابًا لبكين على موقفها من حرب أوكرانيا؟؟

رحلة بيلوسي لـ "تايوان".. تفجر براكين "الهادي"..!!
نُذُر صدام عسكري أمريكي صيني بالمنطقة خلال أسابيع
طائرات وسفن حربية أمريكية تعتزم عبور المضيق..
وبكين تحذر: هذه مياهنا الإقليمية
المناورات الصينية أطلقت صواريخها نحو اليابان..
وطوكيو تقترح استضافة صواريخ نووية أمريكية
مجلس الشيوخ يتحرك لإعلان تايوان حليفًا رئيسيًا
من خارج الناتو.. وإلغاء سياسة الصين الواحدة!!

زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلي تايوان، فجرت عمدًا أكبر أزمة في منطقة شرق آسيا، الشهيرة بالزلازل والبراكين والمطلة على المحيط الهادي، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن خطتها للاستفزاز القادم، وهو إرسال طائرات وسفن حربية عبر مضيق تايوان. 


قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة ستجري "عمليات عبور جوي وبحري عبر مضيق تايوان في الأسابيع القليلة المقبلة".

في يونيو، ذكرت مجلة فورشن Fortune أن بكين أبلغت المسئولين الأمريكيين أن الصين تري في مضيق تايوان مياهها الإقليمية، ومعني هذا احتمال أن تسعي القوات العسكرية الصينية إلي منع عبور أي سفينة حربية أمريكية، مما قد يؤدي إلي صدام عسكري.

جاء الإعلان الأمريكي أثناء المناورة العسكرية الصينية حول جزيرة تايوان، بعد زيارة بيلوسي.. حيث أجرت الصين تدريبات بالذخيرة الحية في المياه على جميع جوانب الجزيرة، مما أدي إلي إلغاء الرحلات الجوية وإعادة توجيه السفن.

نشرت الصين أكثر من 100 طائرة وأكثر من 10 سفن حربية في أكبر مناورات عسكرية على الاطلاق بمضيق تايوان، واطلقت ما لا يقل عن 11 صاروخًا باليستيًا، بعضها حلق مباشرة فوق تايوان، كما نشر الجيش الصيني طائرات بدون طيار حلقت فوق جزر كينمن التايوانية،
تم تعديل أكثر من 900 رحلة طيران تشمل 18 مسارًا جويًا دوليًا، وتم إلغاء 66 رحلة.

طائرات شبح

ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية أن التدريبات العسكرية "تضمنت أسلحة متطورة، بما في ذلك مدفعية صاروخية بعيدة المدي، وصواريخ باليستية مضادة للسفن، وطائرات شبح مقاتلة ومجموعة حاملة طائرات ومعها غواصة تعمل بالطاقة النووية، فضلاً عن تكتيكات واقعية تحاكي عملية حقيقية لإعادة التوحيد بالقوة".

لأول مرة، تضمنت التدريبات الصينية "تمرين ردع لمجموعة حاملات الطائرات"، حسبما ذكرت جلوبال تايمز".

أفادت التقارير أن حاملتي الطائرات الصينيتين كانتا تتجهان نحو تايوان، وشاركت إحداهما أو كلاهما في التدريبات.

اطلقت الصين أيضًا صواريخ على المياه الاقتصادية لليابان، فيما فُسر على أنه رسالة بقدرة بكين على ضرب القواعد الأمريكية في اليابان. 

وكتبت جلوبال تايمز: "تم تصميم مناطق تدريب جيش التحرير الشعبي في الشمال الشرقي والشرق والجنوب من جزيرة تايوان ليس فقط لحصار تايوان وضرب أهداف في الجزيرة، ولكن أيضًا لمنع القوي الخارجية مثل الولايات المتحدة من التدخل من قواعدها في اليابان وجزر جوام عبر بحر الفلبين".

اليابان مع أمريكا

انجرفت اليابان -التي يعارض سكانها بأغلبية ساحقة النزعة العسكرية بعد جرائمها في الحرب العالمية الثانية والقتل الجماعي الأمريكي لسكان مدينتي هيروشيما وناجازاكي- إلي حملة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الصين هذا العام، وتعهد المسئولون بمضاعفة الانفاق الدفاعي لليابان، بما يصل إلي 2% من الناتج المحلي الإجمالي، واقترح السياسيون وضع صواريخ نووية أمريكية في اليابان.

قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان: "التصعيد جاء من قبل بكين، لم يكن عليهم أن يتفاعلوا بهذه الطريقة مع السفر الطبيعي تمامًا لأعضاء الكونجرس إلي تايوان.. الصينيون هم من يصعدون الأمور".

لكن مزاعم كيربي دحضها مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بقلم تشين جانج، سفير الصين لدي الولايات المتحدة.. مشيرًا إلي أنه: "في الأشهر الـ 18 الماضية وحدها، أبرمت إدارة بايدن خمس صفقات من مبيعات الأسلحة إلي تايوان".

واختتم تشين: "إذا انفصلت ولاية أمريكية عن الولايات المتحدة وأعلنت استقلالها، ثم قدمت دولة أخري الدعم السياسي والأسلحة لتلك الولاية، فهل ستسمح حكومة واشنطن -أو الشعب الأمريكي -بحدوث ذلك؟".

وذكر أندريه دامون في تقرير على موقع wsws أنه وسط المواجهة العسكرية المستمرة، يتحرك مجلس الشيوخ الأمريكي لإلغاء سياسة الصين الواحدة رسميًا، والتي تعد بالفعل حبرًا على ورق من الناحية العملية.

وهناك ما يسمي بمشروع قانون سياسة تايوان لعام 2022، برعاية السناتور الديمقراطي بوب مينينديز والسيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، من شأنه أن يعلن تايوان "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو" إلي جانب اليابان، مما يمنحها اعترافًا دبلوماسيًا فعليًا وينهي سياسة الصين الواحدة.

سيوفر مشروع القانون لتايوان 4.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية، وهو رقم أكبر من النفقات الحالية.

قال جراهام: "مشروع قانوننا هو أكبر توسع للعلاقة العسكرية والاقتصادية بين "بلدينا" منذ عقود".. مشيرًا بشكل متعمد إلي تايوان كدولة.

وأضاف جراهام: "إذا تم عرض مشروع القانون على مجلس الشيوخ، فسيتم تمريره بأغلبية ساحقة".

تمثل الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة بايدن لإثارة حرب مع الصين خطراً هائلاً على سكان تايوان والصين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره.

أسوأ أزمة

على صعيد آخر، أدت زيارة بيلوسي للجزيرة، التي تعتبرها بكين مقاطعة انفصالية، إلي تدهور العلاقات الصينية الأمريكية إلي أعماق جديدة وتسببت في أسوأ أزمة على مضيق تايوان منذ عقود.

وردًا على الزيارة، استدعت وزارة الخارجية الصينية السفير الأمريكي نيكولاس بيرنز، بينما انتقد ما شياوجوانج، المتحدث باسم مكتب شئون تايوان بمجلس الدولة الصيني، تساي وحزبها التقدمي الديمقراطي الحاكم، قائلاً: إنهما "يدفعان الجزيرة في هاوية الكارثة"، وتعهد بأن تقدم الصين الذين يضغطون من أجل استقلال تايوان إلي العدالة.

كما أوقفت وزارة التجارة الصينية صادرات الرمال الطبيعية لتايوان، وهي ضرورية لصناعة الرقائق الإلكترونية التي تعد مصدر دخل كبير للجزيرة، كما حظرت الإدارة العامة للجمارك استيراد الحمضيات والاسكلوب الأبيض المبرد والماكريل المجمد من تايوان.

وتقول صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست، إن هذه الإجراءات الاقتصادية رمزية وتمثل جزءًا صغيرًا من التجارة عبر المضيق، لكن المحللين حذروا من أن بكين قد تصعد العقوبات الاقتصادية ضد تايوان، مما يؤثر على استثمارات تقدر بمئات المليارات من الدولارات، أشاروا أيضًا إلي أن مثل هذه الإجراءات العقابية ستضر بالجانبين.

يعتقد المراقبون أنه لا بكين ولا واشنطن ستخرج فائزة من رحلة بيلوسي القصيرة، والتي لم تفعل الكثير لتغيير ميزان القوي عبر المضيق ولكنها قللت بشكل كبير من الثقة بين القوتين العظميين في العالم.

زيارة في صالح الصين

قال بول فان دير بوتين، زميل أبحاث كبير ومنسق مركز الصين في معهد كلينجينديل، وهو مركز أبحاث هولندي، إن الزيارة أفادت الصين إلي حد ما لانها نبهت حلفاء الولايات المتحدة بأن سلوكها لا يمكن التنبؤ به.

أضاف: "تُظهر الزيارة أيضًا أن الولايات المتحدة لا تشرك حلفاءها في صنع القرار، رغم أنها تعتمد على دعمهم إذا حدثت أزمة أمريكية -صينية بشأن تايوان، وهذا قد يضعف محاولات بايدن بناء تحالف دولي واسع لمواجهة الصين كمنافس جيوسياسي".

قال لي دا جونج، أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية بجامعة تامكانج في نيو تايبيه، إن زيارة شخصية من الوزن الثقيل مثل بيلوسي سترفع مكانة تايوان الدولية وتقوي علاقاتها مع واشنطن، كما تزيد من المخاطر الأمنية، على الجزيرة وقال: "تايوان هي التي ستعاني من تداعيات الزيارة".

وفي تحليل لمايكل شومان على موقع ذي أتلانتيك، يقول إنه من المرجح أن تكون رحلة بيلوسي بداية، وليست نهاية، لأزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، قبل ساعات فقط من وصول بيلوسي، حذرت وزارة الخارجية الصينية من أن الولايات المتحدة "ستدفع الثمن" للإهانة، وقد يظل التأثير الحقيقي لزيارة بيلوسي غير واضح لسنوات.

عززت مقامرة بيلوسي في تايوان اتجاهات العلاقة بين الولايات المتحدة والصين التي تدفع كلا البلدين نحو الصراع في شرق آسيا، وتؤمن بكين، بأن للصين الحق في أن تكون القوة العظمي بالمنطقة وأن الولايات المتحدة تقف في طريقها، أما في واشنطن العاصمة، فيري صانعو السياسة أن مستقبل أمريكا يعتمد على آسيا والحفاظ على نظام تحالفاتها بالمنطقة أو حتي توسيعه لترسيخ النفوذ الأمريكي واحتواء الصين.

وبالنسبة للولايات المتحدة، فتايوان ليست مجرد صديق قديم، ولكنها أيضًا شريك اقتصادي مهم ورابط في شبكة الديمقراطيات التي تدعم القوة الأمريكية في المحيط الهادئ، أما بالنسبة للصين، فتعد تايوان عنصرًا لا غني عنه في صعود البلاد إلي مكانة القوة العظمي،
أدت زيارة بيلوسي إلي تايوان لزيادة انعدام الأمن بين قادة الصين بشأن تحقيق هذا الهدف، إنهم يخشون بالفعل من أن تنجرف حكومة تايبيه أكثر فأكثر إلي المدار الأمريكي، مما يجعل "إعادة التوحيد السلمي" أقل احتمالا.

ومن وجهة نظر بكين، فإن زيارة بيلوسي تضفي الشرعية على حكومة تايوان الديمقراطية، وإذا كانت كل التهديدات من بكين لا يمكن أن تخيف حتي بيلوسي صاحبة الثمانين من العمر، فما الذي يمنع مواكب الشخصيات الأجنبية من زيارة تايوان في تحدي للصين؟.

يخشي قادة الصين أن النتيجة قد تكون إعلان تايوان عن استقلالها الرسمي، وهي خطوة لا يمكنهم تحملها.

ومن هنا جاء رد فعل بكين الهستيري على زيارة بيلوسي، ويقول شومان: "بالنسبة لقادة الصين، فإن رحلة بيلوسي القصيرة إلي تايوان هي إهانة أخري ترتكبها الولايات المتحدة، وهي إهانة لا يمكن التغاضي عنها أو نسيانها بسهولة.

لكن تحدي بيلوسي التحذيرات الصينية أكد اقتناع بكين المتزايد بأن الصين قد لا تحقق العظمة الوطنية أبدًا طالما أن الولايات المتحدة مترسخة في شرق آسيا، وقد يدفع ذلك بكين إلي تكثيف جهودها لتقويض النظام العالمي المدعوم من واشنطن وتعزيز شراكة شي، المناهضة لأمريكا، مع فلاديمير بوتين، عندئذ يمكن أن يكون لرحلة بيلوسي إلي تايوان تداعيات تتجاوز مضيق تايوان وحتي شرق آسيا.

ولكن الأكثر إثارة للقلق، من وجهة نظر بكين، هو موقف تايوان نفسها من زيارة بيلوسي، فقد تجاهلت الرئيسة تساي التهديدات الصينية بشأن الزيارة، وبدلاً من الانزعاج أمام غضب الحزب الشيوعي، أعلن شعب تايوان تحديه علنًا في صورة إعلان ضوئي علي أطول ناطحة سحاب في تايبيه، يقول: "المتحدثة بيلوسي.. مرحبًا بك في تايوان"، ولا شك أن هذا مؤشر على أن زيارة بيلوسي شجعت الجزيرة على مقاومة الصين وحلمها في التوحيد.

أندريه دامون كتب على موقع wsws أن الادعاءات التي أدلي بها المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي بأن الرحلة "لا تمثل شيئًا" بشأن العلاقات الأمريكية مع الصين هي ادعاءات سخيفة.

حددت إدارتا ترامب وبايدن الإجراءات -التي تعتبرها الصين انتهاكات غير مقبولة لسيادتها -وشرعت في اتخاذ هذه الإجراءات واحدة تلو الأخري، في تفكيك منهجي لسياسة الصين الواحدة التي حكمت تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ السبعينيات.

يضيف: يعرف الرئيس الأمريكي جو بايدن جيدًا، وقد حذرت الصين علنًا، أنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن سياسة الصين الواحدة، وبالتالي اعترفت بتايوان كدولة مستقلة، فسوف تستعيد الصين الجزيرة عسكريًا، وقد تعهد بايدن نفسه بخوض حرب ضد الصين إذا حدث ذلك.

وفى النهاية يبقى السؤال: لماذا جرت الزيارة فى هذا التوقيت بالذات؟؟، وهل عقوبة أمريكية للصين على موقفها من الحرب فى أوكرانيا؟؟.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق