أحدث اغتيال زعيم القاعدة أيمن الظواهري موجات من الصدمة في مجتمع الأمن القومي الأمريكي . في خطاب متلفز. عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاصيل الضربة بصاروخ هيلفاير التي قتلت الظواهري بينما كان يقف علي شرفة منزل آمن حيث كان يقيم في وسط العاصمة الأفغانية كابول.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. أن موقع الظواهري دليل علي أن طالبان وشبكة حقاني والقاعدة لا يزالون يشكلون ثلاثي إرهابي. علي الرغم من بنود اتفاقية الدوحة لعام 2020 التي ساعدت في وصول طالبان إلي السلطة العام الماضي. وبموجب هذا الاتفاق. تعهدت طالبان بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا للإرهابيين الدوليين.
بالنظر إلي صعود تنظيم داعش في خراسان في أفغانستان والذي تعارضه حركة طالبان وهو منافس للقاعدة. تحتاج طالبان إلي القوة البشرية للقاعدة -التي تقدر بنحو 400 مقاتل نشط في أفغانستان- لمحاربة التنظيم المتنامي علي طول الحدود الأفغانية الباكستانية. مما يجعل الانقسام أقل احتمالًا.
القاعدة بدورها. بحاجة إلي طالبان للحفاظ علي ملاذ يمكنها من خلاله إعادة بناء شبكتها وقدراتها الهجومية الخارجية. ورفض البعض مقتل الظواهري ووصفه بأنه أمر تافه. بينما وصفه بعض آخر بأنه "غير ذي صلة " و أن موته سيكون له تأثير ضئيل نسبيًا علي الحركة المسلحة العالمية. لكن هذا التحليل يتجاهل الدور الحاسم الذي لعبه الظواهري في الحفاظ علي تماسك القاعدة.
بينما كان الظواهري يتعرض للسخرية منذ فترة طويلة بسبب افتقاره إلي الكاريزما. فقد عمل خلف الكواليس لتكوين إجماع بين فروع القاعدة وفروعها. عندما قُتل بن لادن في مايو 2011 في أبوت آباد بباكستان. أمسك الظواهري بزمام التنظيم. وتمكن من الحفاظ علي المجموعة متماسكة خلال التحدي الهائل الذي شكله صعود داعش - علي الرغم من أنه كان تحت قيادته وانفصل عن فرع القاعدة في العراق وتحول إلي داعش في العراق.
ومنع الظواهري المزيد من الانشقاقات بالقاعدة وتمكن من الاحتفاظ بولاء الفروع المتبقية وحتي الترحيب بفروع جديدة في التنظيم . بما في ذلك القاعدة في شبه القارة الهندية.. وكما لاحظ خبير القاعدة أسفنديار مير. فإن الظواهري نجح في غرس الإحساس في الجماعة بأنهم طليعة عالمية. وأخيراً. حافظ علي علاقة القاعدة مع طالبان.
أدي مقتل الظواهري إلي تكهنات حول من سيكون أمير القاعدة المقبل. فلطالما اعتبر أن سيف العدل. مثل الظواهري. سيكون الزعيم الجديد للجماعة.علاوة علي ذلك. قُتل زعيم آخر رفيع المستوي في تنظيم القاعدة. وهو أبو محمد المصري. في إيران في هجوم عام 2020.. كما ورد ذكر عبد الرحمن المغربي كزعيم محتمل للقاعدة في أعقاب مقتل الظواهري. والمغربي هوصهر الظواهري وقائد بارز.
ومثلما كانت عملية القضاء علي الظواهري مفاجئة. فهي لن توقف التهديد المستمر المنبثق من أفغانستان. وفقًا لإدارة بايدن. كان الظواهري حتي وفاته يوجه القاعدة و يحث باستمرار علي شن هجمات علي الولايات المتحدة ويعزز إعطاء الأولوية للولايات المتحدة كعدو أساسي للقاعدة. في حين لم يتم تنفيذ أي من هذه الهجمات. قد يكون زعيم القاعدة التالي أكثر نجاحًا في حث أتباع الجماعة وإلهام المتطرفين ليقوموا بذلك.
إذا بقيت طالبان في السلطة في أفغانستان وظلت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقاعدة. كما يتوقع العديد من المراقبين. فإن احتمال وقوع هجوم كبير في الغرب يمكن أن يصبح مرة أخري حقيقة واقعة. مما يعيد عقارب الساعة إلي الوراء.
اترك تعليق