التّنافس جار على مرّ الزّمان بين أولئك الذين يستخدمون الزّبدة في مطابخهم، وأولئك الذين يفضلّون الطّهي بزيت الزّيتون. فلمن تنتصر الحقيقة السّاطعة يا ترى؟
الفريق الثّاني ينسجم اختياره زيت الزّيتون مع تقرير حديث يفيد بأنّ زيت الزّيتون هو سرّ الحياة الصّحيّة الطّويلة. وهذا ما يجعلنا نميل بالدّليل المقنع إلى وجوب الاستغناء عن الزّبدة لمصلحة زيت الزّيتون عبر تناوله يوميًا في السّلطات وتتبيلاتها المتنوّعة، أو في شوي الخضار، أو على الأطباق المطبوخة بعد طهيها مثل المعكرونة والخضر والبطاطا المهروسة.
يبدو مغريا أن يكون زيت الزّيتون سببا للعيش حياة أطول! لذلك ليس من المستغرب أن يبلغ متوسط استهلاك الفرنسيين منه سنويا 105000 طن، وفقا لما أقرّته Afidol جمعيّة الزّيتون المهنيّة
مزايا استخدامه
لا يغيب عنّا أنّ زيت الزّيتون الذي ينبت في حوض البحر الأبيض المتوسط له مزاياه العديدة، وفقا للدّراسات التي تثبت حقيقة مفادها أنّ هذا «الذّهب الأخضر» يرفع متوسّط العمر المتوقّع للإنسان. وهذا الاستنتاج لم يأتِ من فراغ، وإنّما جاء بعد أبحاث أجراها علماء أميركيّون، حين حلّلوا آثار استهلاك زيت الزّيتون على طول عمر الإنسان.
واستمرّت هذه الدّراسة زهاء ثلاثين عاما، جمعوا خلالها بيانات 60562 امرأة و31801 رجلاً يتمتّعون بصحّة جيّدة، من أرشيفين اثنين هما: دراسة صحّة الممرضات، ودراسة متابعة المهنيّين الصّحيّين.
وكان هؤلاء المشاركون المتطوّعون يخضعون لمجموعة من الأسئلة المتعلّقة بنظامهم الغذائيّ كلّ أربع سنوات إلى أن تمّ الأمر، ونُشرت نتائج الدّراسة في شهر يناير من عام 2022، في مجلة الكليّة الأميركيّة لأمراض القلب.
وفي الحصيلة، سجّل العلماء 36856 حالة وفاة بين عاميْ 1990 و2018 لهؤلاء المشاركين. لذلك قارنوا النّظام الغذائيّ للمتطوّعين الذين ما زالوا على قيد الحياة بالنّظام الغذائيّ للمتطوّعين الذين توفّاهم الله. فلاحظ العلماء انخفاض خطر الوفاة عند مرضى القلب والأوعية الدمويّة بنسبة %29 وليس هذا فحسب، فلقد تبيّن أنّ الاستهلاك اليوميّ لما لا يقلّ عن سبعة غرامات من زيت الزّيتون يوميّا، أي بمقدار نصف ملعقة كبيرة، يقلّل من خطر وفاة مرضى القلب والأوعية الدموية والسّرطان بنسبة %17، ومن خطر التنكّس العصبي بنسبة %29، ومن مشاكل الجهاز التّنفسي بنسبة %18.
الزبدة أم زيت الزيتون؟
هذه النّتائج تقودنا إلى وضع الزبدة مقابل زيت الزيتون، فأيّهما الأنجع للحياة التي نريدها؟
بين الزبدة وزيت الزّيتون، يتفوّق زيت الزيتون على المنتجات الدّهنية، حيث أثبتت الدّراسة أن استبدال عشرة غرامات من المارجرين أو الزبدة أو المايونيز يوميّا بما يعادلها من زيت الزيتون يقلّل من خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 8 و%34.
هذه الدّراسة التي أثبتت أنّ زيت الزّيتون هو الدواء السّحريّ لحياة أطول هي المحفّز الذي سيجعلنا نقول نعم لزيت الزيتون مدى الحياة!
اترك تعليق