هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

شوق الدرويش بصمة هامة للكاتب والروائى السودانى "حمور زيادة" فى الثقافة والأدب العربي .

بقلم : سميحة المناسترلى
حمور زياده هو كاتب سوداني له العديد من الإصدارات السابقة مثل: "سيرة أم درمانية" مجموعة قصصية عام 2008 , "الكونج" رواية عام 2010 , "النوم عند قدمى الجبل" مجموعة قصصية عام 2014 و أخيراً " شوق الدرويش" الحائزة على جائزة نجيب محفوظ عام 2014 و المرشحة للمشاركة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2015 "البوكر" .. و هى الرواية التى نحن بصددها الآن ._x000D_ _x000D_ مما لاشك فيه أن رواية "شوق الدرويش" هى رواية تمتلك كل مقومات الرواية الأدبية التى تحتوي على الإبداع بكل صنوفه أولاً: فإن الكاتب يقوم بتأريخ مرحلى لفترة هامة بتاريخ السودان والتى كان لها عظيم الأثر والتى ربما لا يعلم عنها الأجيال الجديدة الكثير وهى فترة الدولة المهدية والتى كان يتعامل بها المهدى بإسم الدين من عام (1844-1885) وهنا يمتلك الكاتب القدرة على السرد التاريخى حيث نقل القارئ داخل مناخ و أحياء وشوارع أم درمان والخرطوم ومناحى السودان من قرى و صحراء مترامية الأطراف , فتشعر بالإقتتال و العراك و التناحر الدموى بين الفئات المختلفة بعد موت المهدى و إختلاف اتباعه بصورة ادت الى تفاقم الوضع بالسودان وانتشار الفوضى و الإقتتال فيستعرض الكاتب أمامك الجثث المسجاة وتشتم مع بطل الرواية "بخيت منديل" رائحة الدماء فى الأروقة ومن بين السطورو تستشف القسوة و الوحشية من كم العذابات المختلفة التى عاناها المواطن السودانى البسيط بدون أن يفهم لها أسباب أو هدف " هنا نشعر في وصفه بتشابه الأمس مع اليوم فيما يحدث على الساحة العربية من إرهاب و تطرف" فكان تلاطم المواطن فى جو من الفقر و الرعب و الجوع و المرض هى الصورة التى يعيشها القارئ مع البطل و كأنه أحد شخوص الرواية .. حتى عندما ينتقل به الى الخط الرومانسى و قصة حبه الأبدية بحواء الفتاة المسيحية اليونانية الأصل و التى ذهبت للسودان للتبشيرو يصف طهارتها و نقاءها هنا قائلاً : "يليق بها خدمة الرب " , " لكنه يرتاح إلى البهاء الكنسى الذى يكسوها" أذن فأنت تعيش معه قمة التعاطف و الرومانسية ثم تعيش قدرته على خلق القوة من قمة الضعف حين يفقدها و يقرر الإنتقام لها, هناك أيضاً نجد شخصية "مريسيله " و هى الفتاة السودانية التى تعشقه و التى لم تستطع الحصول عليه برغم ما أمتلكت من مقومات و قد كان وصفها على لسان بطل الرواية " الحب صناعتها .. بالسحر لها نسب . و لها مرؤة فارس قبيلة " و قد تساءل الكثير عن حالة العنف التى كانت تعترى بطل الرواية بالرغم من ثراء شخصيته بتلك المشاعر القوية الفياضة و ذاك الحس المرهف و هنا يظهر براعة الكاتب في التعليل حينما نرى حبيبته الراحلة ثيودورا أو حواء تظهرله فى مخيلته معاتبة إياه على الإنتقام لها متساءلة:_x000D_ _x000D_ هى: كيف هو قتل الثأر يا بخيت ؟_x000D_ مسح شفتيه بظهر كفه مجيباً : كالحياة_x000D_ صمت هنيهه ثم شرح:_x000D_ _x000D_ تحس القوة , تمتلىء بالحياة و تطير , يصبح جسدك خفيفاً حتى توشك أن تحلق .. هو كخمر لم يصنعها بشر .. إلى آخره_x000D_ _x000D_ هى: أهو احلى من الحب ؟ !!_x000D_ إنتفض بخيت قائلاً: هو الحب ._x000D_ _x000D_ كان هذا هو إجابة على سر القسوة و العنف و تواجد لذة الإنتقام بداخله عندما قام بالقتل من أجل الثأر ممن قتلوا حبيبته الأبدية "ثيودورا" .._x000D_ _x000D_ ثانياً: أثبت الكاتب مهارته في تضفير الحدث التاريخي بصورة سردية سلسة و ناعمة عندما غزله بالخط الدرامي - الرومانسى بإنسيابية و عبقرية متداخلا معه الخط الديني و القيم و الموروثات القديمة من خلال الشخصيات المحورية و الثانوية .. فيفوز القارئ بالمعلومة التاريخية الممزوجة بالخط الدرامى الرومانسى من خلال بخيط منديل الذى يجعلنا نتسابق مع الوقت لننهل من الأحداث للوصول إلى نهايتها._x000D_ _x000D_ كما يحسب للكاتب إستشهاده بالآيات القرآنية و فقرات من الأنجيل تأكياً منه على ما تحتويه الرسالات السماوية من نشر للخير و الوفاق و السلام بين البشر._x000D_ _x000D_ هنا وجب إلقاء الضوء على نقطة الغزو المصرى للسودان التى تعرض لها الكاتب بالرواية و هى حقيقة يجب أن تذكر من وجهة نظرى كمواطنة مصرية تحرص على عدم وجود أى غصة أو توتر فى العلاقات بيننا كشعبين نمتاز بدفئ المشاعر المتبادلة نظراً لحقيقة تاريخية واقعة و هى أن مصر و سائر المنطقة العربية لم تكن تمتلك حرية إتخاذ القرار نظراً لتواجدنا تحت السيطرة التركية ثم الغربية ذلك الحين , لعل أبرز دليل على إحترام الإرادة السودانية و حق شعبه فى تحقيق تقرير مصيره كان ترحيب الئيس الراحل جمال عبد الناصر بإنفصال السودان عن مصر ._x000D_ _x000D_ أخيراً رواية ذات قيمة لكاتب استطاع أن يضع نفسه فى مصاف كبار الكتاب الذين يفخر بهم المناخ الثقافى الأدبى العربي كأحد البارزين فى الأدب السودانى على الساحة العربية بعد الأديب الراحل الطيب صالح " عبقرى الرواية العربية و الطبيب الروائي أمير تاج السر ._x000D_ شكراً حمور زيادة ._x000D_




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق