هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

متى يجب أن نقلق من الأحلام المزعجة؟

غالباً ما تعكس الأحلام الأحداث التي نواجهها يومياً. لكن الكوابيس تحملنا لنعيش حالات مقلقة ومرعبة أحياناً. وتقول بيرين روبي الباحثة في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فرنسا في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو، إن الكوابيس ما تزال لغزاً، لم يفسرها العلم، خاصة ما يحدث على مستوى الدماغ عند وقوعها، لكن بعض الأعراض الجسدية والنفسية يمكن ان تؤكد ان هذه الأحلام كانت سيئة.


يقال إن الدماغ مستقر العواطف والمشاعر، وهو يعمل حتى في الليل لتنظيم وامتصاص شدة العواطف التي نشعر بها، وفق الباحثة بيرين روبي. وبحسب نظرية تم تطويرها عام 2007 من قبل العالمين الكنديين المتخصصين في علم الأعصاب على يد روس ليفان وتور نيلسون فإن الكابوس يعني فشلاً في هذا التنظيم العاطفي.

وحتى تفهم هذه الآلية، اهتمت الباحثة الفرنسية بنشاط الانسان اثناء الحلم، خلال فترة مثيرة للقلق. ولاحظت خلال الدراسة زيادة عدد الكوابيس منذ بداية وباء كورونا، وعزت جزءاً من هذا الارتفاع الى نظامنا العاطفي الذي كان منهكاً ومرهقاً خلال فترة الإغلاق الأولى.

وتشعرنا الكوابيس أحياناً برعب شديد، غير أن اختصاصي الامراض النفسية باتريك لوموان المتخصص في النوم يطمئن بهذا الشأن ويقول «يتعلق الأمر بظاهرة إيجابية تسمح للجسم بالتعامل مع وضع مؤلم ومخيف».

ويمكن ملاحظة هذا الميكانيزم منذ الطفولة، ففي المدرسة نواجه دوماً حالات من الظلم بدرجات متباينة، وتعد الكوابيس من المفاتيح التي تساعد الطفل في تجاوز هذه الاحداث.

الشعور بالقلق

غالبا ما يكون الجسم خاملاً بشكل عام في الليل كما يفقد قوة العضلات. فيأتي الكابوس ليهدم هذا الهدوء الى درجة يمكن ان توقظ النائم. ويوضح الطبيب النفسي باتريك لوموان أن «المشاعر السلبية التي يولدها هذا الحلم ستؤدي بشكل منهجي إلى الاستيقاظ، وأحيانًا الى القفز، إذ يبدأ القلب في الخفقان بشكل غير منتظم وكذلك التنفس ويصاحب هذه الأحاسيس أحياناً شعور بالقلق».

إذا كانت هذه الظاهرة مؤقتة وليس لها عواقب على صحة القلب، فيجب عدم الخلط بينها وبين الرعب الليلي، إذ غالباً ما تحدث لدى الأطفال وتتميز بالتعرق المفرط وغياب ذاكرة الأحلام عند الاستيقاظ.

دائرة مفرغة

إذا تكرر الكابوس بشكل دوري فـإنه يؤثر بشكل واضح في النوم وجودته. وتقول الباحثة بيرين روبي ان كنت تعاني أكثر من كابوس واحد في الأسبوع فهذا سيدخلك في حلقة مفرغة، إذ ستزيد مخاوفك من النوم ومن الاحلام المزعجة. وتوضح الباحثة ان الشخص البالغ غالبا ما يرى 9 كوابيس في السنة.

لذلك يجب عدم تجاهل المعاناة المرتبطة بالكوابيس بحسب الطبيب النفسي باتريك لوموان، الذي ينصح بزيارة طبيب متخصص في الامراض النفسية أو اختصاصي نفساني لفهم سبب الكوابيس وتقليل عددها، أما الباحثة بيرين روبي فتوصي بالعلاجات السلوكية التي تهدف الى تحويل سيناريو الكابوس.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق