الاكتئاب من مسببات المرض والعجز الرئيسية بين المراهقين، الذي يصل بهم في كثير من الحالات إلى الانتحار، الذي يعد ثالث سبب لوفاة من تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً عالمياً.

وتشير الإحصائيات إلى أن مشكلات الصحة النفسية تحتل %16 من العبء العالمي لأمراض هذه الفئة العمرية.

وهناك عدة عوامل تؤثر في صحة المراهقين العقلية، مثل: العنف والفقر والعزلة والعيش في ظروف قاسية.

وتمتد عواقب عدم علاج صحة المراهقين النفسية إلى مرحلة البلوغ لتسبب خللاً في الصحة البدنية والعقلية.

ويقدر أن ما لا يقل عن نصف اضطرابات الصحة النفسية في البالغين بدأت في سن الـ 14، لكن معظمها لم يُكتشف ولم يُعالج.

ويتطلب علاج هذه المشكلة وضع إستراتيجيات تزيد وعي وثقافة المجتمع بالأمراض النفسية، وتزيد فرصة اكتشاف الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين.

5 آلاف يومياً

وكشفت سجلات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 1.5 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً ماتوا خلال عام 2019، أي نحو 5000 شخص كل يوم.

إلا أن هذه الأرقام ليست موزعة بالتساوي على جميع أنحاء العالم، فقد بينت الإحصائيات أن احتمال الوفاة بين المراهقين هو الأعلى في أفريقيا ووسط وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية.

وللمقارنة، فإن متوسط احتمال وفاة طفل يبلغ 10 سنوات قبل بلوغه 24 عاماً يتضاعف 6 مرات في أفريقيا عن أميركا الشمالية وأوروبا.

ويتعرض المراهقون على امتداد العالم للكثير من المشاكل الصحية التي يصل بعضها إلى حد الإعاقة أو الوفاة في سن مبكرة، ومن هذه المشاكل:

1 - إصابات وحوادث

الإصابات غير المقصودة هي السبب الرئيسي الأول للوفاة والعجز بين المراهقين. ففي عام 2019، توفي أكثر من 115 ألف مراهق بسبب حوادث المرور، ويشمل ذلك حوادث المشاة وراكبي الدراجات وقائدي السيارات. مما يؤكد على ضرورة تشديد قوانين سلامة الطرق والمرور بشكل أكثر شمولاً. ومن جانب آخر فإن الغرق أيضاً من مسببات وفاة المراهقين، فالإحصائيات سجلت غرق أكثر من 30 ألف مراهق. مما يؤكد على أهمية تعليم الأطفال والمراهقين السباحة كتدخل أساسي للحد من هذه الوفيات.

2 - سوء التغذية وفقر الدم

كان فقر الدم الناجم عن نقص الحديد السبب الرئيسي الثاني لتدهور صحة المراهقين والموت المبكر في عام 2016، إلا أن دعم المنتجات الغذائية (خصوصاً حليب الرضاعة الصناعي) بمكملات الحديد وحمض الفوليك ساهم في تقليص هذه المشكلة في الطفولة قبل أن يصبحوا مراهقين. وحالياً، تشير الإحصائيات إلى وجود نقيضين في مشكلة سوء التغذية، هما: نقص التغذية في البلدان النامية، وفرط التغذية وانتشار السمنة في البلدان الغنية، وهما حالتان تجعلان الطفل والمراهق أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والإعاقة والتدهور الحياتي والنفسي والوفاة مبكراً. ولمكافحة هذه المشكلة تركز خطة خبراء منظمة الصحة على دعم جهود مكافحة سوء التغذية (النقص أو الإفراط) عبر تعزيز ثقافة وعادات التغذية الصحية ووضع إستراتيجيات تساعد الدول على تطوير مناهج وأنشطة وقوانين تشجع عادات الأكل الصحية وتحد من تسويق الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات.

3 - العنف والاعتداء

العنف بين الأشخاص هو رابع سبب للوفاة بين المراهقين والشباب على مستوى العالم. فهو سبب أكثر من ثلث وفيات الذكور المراهقين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ووفقاً للمسح العالمي لطلاب المدارس، تعرض %42 من الفتيان المراهقين و%37 من الفتيات المراهقات للعنف والاعتداء (اللفظي أو الجسدي).

وتشمل إستراتيجيات الوقاية والعلاج التركيز على تنمية الطفولة الآمنة، وكشف المتنمرين والمتحرشين مع تطبيق عقوبات رادعة لهم. يضاف إلى ذلك توفير رعاية فعالة ومتعاطفة للمراهقين الناجين من العنف والتحرش والدعم المستمر حتى يتغلبوا على العواقب الجسدية والنفسية.

4 - تعاطي المخدرات

تعاطي المراهقين للمخدرات مصدر قلق كبير في بلدان عدة، فهو يقلل من ضبط النفس ويزيد السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل القيادة الخطرة. لذا، فهو سبب أساسي للإصابات، مثل حوادث المرور والعنف والوفيات المبكرة، كما يزيد فرصة الإصابة بمشاكل صحية مستقبلاً ويقصر العمر.

5 - التدخين

أشارت الإحصائية إلى أن ما لا يقل عن 1 من كل 10 مراهقين يدخن السجائر يومياً.

صحة المراهقين في أرقام

◄ وفاة أكثر من 1.5 مليون مراهق أعمارهم بين 10 و24 عاماً في 2019.

◄ نصف اضطرابات البالغين النفسية تبدأ في سن 14 عاماً، معظمها لم يُكتشف ولم يعالج.

◄ الانتحار ثالث سبب لوفاة من تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً عالمياً.

◄ 1 من كل 10 مراهقين يدخن السجائر يومياً.

◄ تعرض %42 من الفتيان و%37 من الفتيات للعنف والاعتداء.