انتهت امتحانات الثانوية العامة للدفعة الثانية التي تم تطبيق نظام التعليم الجديد "التابلت" عليها وكان علينا إعادة تقييم هذا النظام الجديد بعد مرور عامين علي تطبيقه لنعرف هل وزارة التربية والتعليم عملت علي تعظيم الايجابيات وتلافي السلبيات أم ان الوضع يسير في الطريق غير المخطط له. وتركنا أمر التقييم للخبراء وأيضا الطلاب والذين سيكون رأيهم مهم جداً علي اعتبار انهم عايشوا كل المزايا والعيوب وبالتالي هم الأقدر علي الحكم الصحيح بعيد عن مجاملات المسئولين والمنتفعين.
أكد الخبراء والطلاب ان نظام "التابلت" جيد ولكنه يعاني من سلبيات كثيرة لم يتم تلافيها بعد مرور عامين علي تطبيقه. والجميع التمس العذر للوزير د.طارق شوقي في العام الماضي لظروف الجائحة ولكن هذا العام كان أولي العمل علي تلافي السلبيات.
ذكر الخبراء والطلاب بعض المشاكل التي مازالت تعرقل المنظومة الجديدة مثل عدم جاهزية البنية التكنولوجية وأيضا وجود مناهج بدون تغيير تدعو إلي الحفظ والتلقين في حين ان المنظومة الجديدة تعمل علي الفهم.
كان يتمني الخبراء والطلاب تطبيق المنظومة تدريجيا علي تلاميذ الابتدائي والإعدادي وتقييمها قبل إلزام كل المدارس بها حتي نتلافي السلبيات أثناء عمليات التطبيق.
الخبير التربوي .. د.كمال مغيث: للأسف .. لا توجد خطة قومية مكتوبة لتطوير التعليم
يري د.كمال مغيث "الخبير التربوي" انه لا توجد خطة قومية مكتوبة لتطوير التعليم في مصر مطالبا الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالكشف عن هذه الخطة إن كانت موجودة حيث انه لم يتم نشرها علي موقع مجلس الوزراء أو في الجريدة الرسمية نحن أمام اهتمامات للوزير ينفذها وهذه الاهتمامات تنحصر في إنفاق مليارات الجنيهات بدون طائل وبدون فائدة أي خطة في الدنيا لها فلسفة وأهداف وآليات ومدي زمني وتمويل وتقييم وهذا كله غير موجود في الخطة القومية لتطوير التعليم التي يتحدث عنها الوزير.
أضاف بعد ان تم صرف أكثر من 4 مليارات جنيه علي "بنك المعرفة" هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلي إجابة مثل: هل الوزارة جمدت بنك المعرفة في العملية التعليمية وفي المناهج؟ وهل بنك المعرفة متاح للتلاميذ والمدرسين؟ وهل استفادت الوزارة من المادة المعرفية الموجودة علي شبكة الإنترنت قبل صرف هذه المليارات وهل الوزارة كأي وزارة بعد تطبيق بنك المعرفة نفذت استبيانا للمعلمين علي مستوي الجمهورية لمعرفة رأيهم ومدي استفادتهم من بنك المعرفة؟ كلها أسئلة نطرحها ولكن لم يرد علينا أحد!!!
أشار الي ان نظام التابلت كارثة قبل تطبيق هذا النظام كان لابد أن تتم الإجابة عن كثير من الأسئلة مثل: هل المدارس مجهزة بفيش كهرباء في الفصل لشحن التابلت؟ هل يوجد إنترنت يسمح بدخول 700 ألف طالب علي الموقع نفسه في نفس اللحظة؟ هل تم تطوير مناهج التعليم بحيث تتناسب مع التابلت؟ هل تم تدريب المدرسين والطلاب علي استخدام التابلت لأول مرة في تاريخ العملية التعليمية في مصر؟ يخرج الطلاب في "10" محافظات في مظاهرات ولأول مرة في تاريخ العملية التعليمية يذهب الطالب إلي المدرسة ولا يعرف هل الامتحان سيكون بـ"التابلت" أم بالورقي؟!!
وقال هل لنا أن نعرف إحصاءات وتقارير موثقة عن ما تم من خلال امتحانات التابلت في ثلاث سنوات سابقة؟ هل يقتصر دور التابلت بعد أن أنفقنا عليه المليارات في مدارس فقيرة ليس فيها عمال علي الدخول علي منصات المعرفة وهو ما يستطيعه التلميذ من خلال الموبايل الشخصي الذي يحمله.
تساءل د.مغيث.. أين نجد تلك المنظومة مكتوبة وأين نجد تعديلاتها ؟ وهل مازالت الدول المتقدمة تسعي لاقتباس منظومتنا العجيبة والتي لا وجود لها؟ وإلي متي يظل الطلاب وأولياء الأمور والناس مفعولا بهم؟
د.صفاء محمود .. رئيس قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس: توجد نقاط سلبية في نظام "التابلت" .. ولكن يمكن التغلب عليها
تقول د.صفاء سيد محمود رئيسة قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس إن الثانوية العامة صداع مزمن بالنسبة لكل الأسر المصرية والامتحان الورقي أو الإلكتروني كل له مزاياه وعيوبه وأفضل الطرق التقليدية في الامتحانات حتي لو كان سيستخدم فيها الطرق الحديثة فلا أقدر أن أغامر بمستقبل أبنائي الطلاب فالتجربة العملية أكدت علي أن هناك مشاكل مثل وقوع الشبكة أو قلة إمكانيات الطالب في الحصول علي هاتف محمول جيد وحديث أو أن شبكة الإنترنت لا تغطي كل الأماكن فلابد أن نلجأ إلي النظام التقليدي لما فيه من تكافؤ فرص مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحماية أولادنا.
أضافت ولو كنا نريد استخدام طرق إلكترونية في إجراء الامتحانات فلابد أن يكون هذا من خلال المدرسة وعن طريق معامل المدرسة وتكون مجهزة تجهيزا تاما بشكل يضمن عدم حصول مشاكل للطلاب وعقد الامتحان في أجواء توفر لهم العدالة والحماية في نفس الوقت.
لفتت إلي أن الطريقة الأكثر فعالية حاليا لتحقيق تطوير حقيقي للتعليم هي اللجوء للمجتمع المدني وعمل مناقشة مجتمعية مفتوحة يكون أطرافها أساتذة الجامعات والمدرسون القائمون علي العملية التعليمة حتي يتسني للوزارة وضع خطة تعليمية تتناسب مع طبيعة الشعب المصري موضحة أن كل ما يصدر حاليا عن الوزارة هو عبارة عن تضييع وقت ومحاولة للتغطية علي فشل المشروع الحالي "التابلت" والذي كلف الدولة من المال والامكانيات والوقت الكثير جدا.
اضافت كان لابد من يحدث تطبيق تدريجي وليس تطبيقا كليا علي كل المدارس خاصة الثانوية العامة بسبب القرارات التي كانت مفاجئة وهو الذي أدي إلي حدوث مشكلات عديدة وزيادة الضغط علي أولياء الأمور والطلاب وعدم قبول من المجتمع فهذه نقاط من السهل التغلب عليها ولكن النظام مجمله متميز.
أوضحت ان التابلت له أيضا إيجابيات وهي أنه عوَد الطالب علي ضرورة الاعتماد علي البحث ومحاولة الفهم والتحليل والاستنتاج والبحث في مواقع الإنترنت المختلفة لافتا إلي أن تنمية مهارات البحث ضرورية جدا والفهم أيضا مهم وهذا أفضل بكثير من الاعتماد علي حفظ المعلومات واسترجاعها في الامتحانات.
الخبير التربوي .. د.مجدي حمزة : له إيجابيات .. ولكن السلبيات أكثر
أوضح د.مجدي حمزة "الخبير التربوي" أن اتجاه وزارة التربية التعليم في استخدام التابلت في المدارس أمر له العديد من السلبيات بينها تعليم الطالب الكسل والاعتماد علي الإنترنت في تلقي المعلومات وليس البحث عنها وغياب المثل الأعلي واختفاء الدور الأساسي الذي كان يقوم به المعلم.
لفت إلي أن هناك تأثيرا سلبيا آخر حيث يشجع التابلت علي عدم الاعتماد علي المعلم داخل الفصل مضيفا أنه لا مخاوف من حصول الطفل علي الجهاز فيما يتعلق بالاستخدام الخاطئ لأن الطفل في ذلك العصر أصبحت الميديا والإنترنت بالنسبة إليه أمراً طبيعياً.
أضاف أنه يحقق الكثير من السلبيات أيضا والتي تتعلق باستخدامه داخل المدارس والتي من بينها استخدام شبكة الإنترنت لتصفح شبكة المعلومات بعيدا عن الناحية التعليمية والنظام المدرسي. مشيراً إلي أنه تم ضبط أكثر من حالة تستخدم "التابلت" في الألعاب ومشاهدة الأفلام والدخول علي مواقع التواصل الاجتماعي داخل المدارس مؤكدا أن التابلت يجب أن يبرمج للناحية التعليمية فقط كما يحدث في الدول المتقدمة لكي تمنع محاولات الخروج عن القواعد.
قال أيضا انه يوجد جوانب إيجابية لاستخدام التابلت في العملية التعليمية حيث انه خطوة تقدمية لتطوير المنظومة التعليمية وتحسينها وهو أمر هام جدًا لا سيما في المواد العلمية مثل مادة الكيمياء ومن الممكن الاعتماد عليه لمواجهة عدم وجود معامل مؤهلة لتقديم المادة العلمية بصورة عملية للطلاب.
النائب حسام المندوه .. عضو لجنة التعليم بالبرلمان : عدم جاهزية البنية التكنولوجية .. أهم المعوقات
يقول النائب حسام المندوه الحسيني عضو لجنة التعليم بمجلس النواب ان التطبيق والتطوير الذي حدث في التعليم ليس وقته حيث انه توجد مشكلات في التطبيق ولكن لابد ان نشيد بان هذا التطويرقد نجح بالفعل في تغيير نمط تفكير الطالب وجعله أكثر قدرة علي التفكير بدلاً من التركيز علي الحفظ فقط.
أضاف كان لابد قبل بدء التطوير ان يتم تعديل المناهج المكدسة وتعريف المعلم طرق التعليم والتلميذ كيف يستفيد من التعليم الذي حصل عليه لأن الطالب المصري تعلم فقط ان المنهج يستفيد منه في الامتحان فقط ولكن الوزارة لا تعطي اهتماما كبيرا بهذا العنصر المهم في العملية التعليمية وايضا لابد من تدريب المعلم وتقديره مادياً.
أشار الي أن المحتوي العلمي عبر المنصات الإلكترونية غير جاذب ويحتاج لتغيير المناهج بشكل فيه إبهار بصري. موضحا أن المنظومة الجديدة لم تحقق نجاحا كبيرا وبها العديد من الثغرات التي يجب أن نسعي لحلها في أسرع وقت مضيفا ان من أبرز هذه الثغرات هي عدم جاهزية البنية التكنولوجية والتي بدورها أدت لحدوث خلل أثناء أداء الأمتحانات علي التابلت لدي بعض الطلاب مما جعلهم يضطرون للامتحان بالشكل القديم.
اكد ان المعلمين يحتاجون لفترة تدريب علي أسئلة امتحانات النظام الجديد التي أصبحت تعتمد علي الفهم أكثر من الحفظ والتلقين علاوة علي توفير عدد أكبر من المدرسين بكافة المدارس ليتم حل هذه المشاكل حتي وإن كانت بشكل جزئي مثل مشكلة التكدس الطلابي بالفصول مؤكدا أن تدريب المعلمين علي طريقة التدريس و طرق وضع الامتحانات الحديثة سيحقق نجاحات كبيرة ويساهم في نجاح المنظومة الجديدة بنسبة أكبر مما هي عليه الآن.
الطلاب: "النظام الجديد" يعتمد علي الفهم .. والمقررات تعتمد علي الخطط والتلقين !!
اختلف طلاب الصف الثالث الثانوي خلال تقييم نظام التابلت ما بين من أكد ان له ايجابيات وهناك من رأي سلبيات كثيرة في النظام الجديد. مطالبين وزارة التعليم بالتدخل لتلافي كل السلبيات والبناء علي الايجابيات.
قالوا ان نظام التابلت يعتمد علي الفهم ولكن المقررات نفسها تعتمد علي الحفظ والتلقين مما يجعل هناك اختلافا دائما بين المقرر والاختبارات الموضوعة من قبل الوزارة. منوهين إلي ان المعلمين أنفسهم غير مؤهلين للتعامل مع التابلت علي الاطلاق.
* محمد مصطفي "الطالب في الصف الثالث الثانوي": نظام التعليم الجديد والذي يسمي "بنظام التابلت" سييء لم استفد منه بشيء
وذلك لان التابلت الخاص بي توقف من الصف الأول الثانوي ولم يعمل بعد توقفه علي مدار الصفين الثاني والثالث.
< مصطفي مجدي رجب "الطالب في الصف الثالث الثانوي": يعد فكرة جيدة للتطبيق العملي التي تعتمد بشكل كبير علي الفهم أكثر من الحفظ والتلقين ولكن لديه بعض المشاكل التي جعلته يظهر بصورة سلبية لدي طلاب دفعته المنصة المخصصة للإمتحانات تعطلت كثيرا أثناء الإختبارات في مرحلة 3 ثانوي أكثر من مرة وهو ما جعلني وزملائي في حالة اضطراب وقلق دائم من عدم وصول اجاباتنا وتولد لدينا مخاوف من استمرار النظام علي هذا النهج.
< يوسف أشرف جابر "طالب بالصف الثالث الثانوي": نحن غير مؤهلين للسير مع هذه المنظومة المعروفة "بمنظومة التابلت" نظرا لكونها اعتدنا علي الأسئلة المعتمدة علي الحفظ والتلقين فضلا أن المعلمين غير قادرين علي التعامل مع التابلت وعلي استيعاب أو توقع مثل هذه الأسئلة التي كانت بالورقة الإمتحانية في نهاية العام وشخصيا لم استفد من التابلت بشيء ولا من المنصات أيضا حيث كان لابد ان أسدد للمادة الواحدة مبلغ ما يقرب 700 جنيه حتي يتم فتح المنصة.
< شهد احمد حسان "الطالبة بالصف الثالث الثانوي": جيد ولكنه يحتاج إلي بعض التعديلات التي تجعله أكثر يسرا وتسهيلاً علي الطلاب قائلة: "النظام كويس بس كنا عايزين نعرف المصادر اللي نذاكر منها ايه لأن المذاكرة من الكتب طبعا مش هتنفع وعلشان كدة بنقول النظام صعب لأن مذاكرة الكتب ملهاش علاقة باللي بيجي في الامتحان والمناهج محتاجة تعديل".
< نادية خالد فتحي "الطالبة بالصف الثالث الثانوي": أن النظام الجديد سيكون له دور كبير في إصلاح منظومة التعليم في مصر لكن بشرط أن يتم معالجة كافة المشكلات التي ظهرت خلال الأعوام الماضية والمشكلة الأبرز خلال العام الماضي تتمثل في عدم جاهزية منصة الإمتحانات الإلكترونية مما أدي لحدوث خلل كبير وعلي وزارة التربية التعليم إصلاح مشاكل التابلت وعيوب السيستم المخصص لإداء الأمتحان بالإضافة إلي التخفيف من صعوبة الأسئلة وجعلها في مستوي الطالب المتوسط وفي حال حل هذه المشكلة سيكون لهذا النظام شأن كبير في المستقبل القريب.
< رضوي ناصر عيسي "الطالبة بالصف الثالث الثانوي": نظام التعليم الجديد غير جيد علي الإطلاق خاصة وأنه يعتمد علي الفهم في ظل عدم تعديل المقررات التي تعتمد علي الحفظ والتقلين فقط مما يجعل هناك اختلاف دائم بين المقرر وبين الاختبارات الموضوعة من قبل الوزارة والمدرسين غير مؤهلين للتعامل مع التابلت علي الإطلاق.
< أفادت جومانا أسامة إبراهيم "الطالبة بالصف الثالث الثانوي" النظام الجديد "التابلت" ليس له فائدة سوي اننا في السنوات الماضية تم اختبارنا في المنزل حفاظا علينا العدوي المنتشرة وغير ذلك فهو سيئ جدا لان به عيوب كثيرة في السيستم والمنصات الخاصة به واقترج بان يتم تفعيل النظام الجديد علي تلاميذ المرحلة الابتدائية وطلبة الاعدادي وذلك حتي يستفيدوا من هذه التجربة بالشكل الصحيح.
< ميرنا هيثم فاروق "الطالبة بالصف الثالث الثانوي": ان النظام الجديد "التابلت" له مميزات وعيوب ولكن اول مميزاته انه يعتمد علي التفكير البحث والفهم اكثر من الحفظ بدلا من النظام القديم مثل بنك المعرفه وطريقة التصفح الالكتروني وبالتالي لن يكون هنا ظلم في التصحيح ولابد من العمل علي إصلاح عيوب هذا النظام والمرتبطة جميعها بالسيستم حتي يتم القضاء علي الدروس الخصوصية.
اترك تعليق