عندما يصعب النوم بشكل طبيعي، أول ما يفكر به الكثيرون هو الميلاتونين، لدور هذا الهرمون القوي في عمليات الجسم الحيوية، لا سيما النعاس والنوم. ويباع هذا الهرمون كمكمل غذائي يساعد على النوم من دون وصفة طبية، حيث يتم شراؤه كحبوب للبالغين، وتشير تقارير الأسواق الأميركية إلى إقبال أولياء الأمور على شراء الميلاتونين المبيع بنكهات فواكه للأطفال أيضاً، مما يدل على استخدامه من قبل الكبار والصغار.
ولكن البعض يتساءل إن كان تناول هذا العقار وارتفاع تركيزه في الجسم يضر أكثر مما ينفع؟
ولتسليط الضوء على هذا الأمر، بيّن د. محمد عديل ريشي نائب رئيس لجنة السلامة العامة للأكاديمية الأميركية لطب النوم أن تزايد الإقبال على شراء الميلاتونين بدأ خلال الجائحة نتيجة مواجهة الكثيرين صعوبات في النوم ليلاً، وتوفر هذا العقار من دون وصفة طبية. لذا، أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب النوم تقريراً يفصل سلامة الميلاتونين، وأوصت بعدم استخدام الميلاتونين لعلاج الأرق عند البالغين أو الأطفال.
الأرق
يعرف الأرق بعدم القدرة على النوم بسبب العادات التي تشجع على السهر، كالتي نعيشها اليوم في رمضان، إلا أن هذا الأرق لا يعتبر مرضياً. أما الأرق كمرض، فهو عدم القدرة على النوم ليلاً أو اضطراب النوم ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لأكثر من 3 أشهر، مما يؤدي إلى المعاناة من الشعور بالتعب وقلة التركيز والنعاس وأعراض أخرى أثناء النهار.
الميلاتونين
يمكن تسمية الميلاتونين بهرمون النعاس، حيث يبدأ إنتاجه ليلاً مع الظلام لتحفيز خمول العمليات الحيوية وارتخاء الجسم. ويتم تحديد موعد إفراز الميلاتونين بواسطة الغدة الصنوبرية الموجودة تحت الدماغ.
ويرى د. محمد أن هناك أسباباً مهمة لعدم استخدام الميلاتونين لعلاج الأرق، وذلك لأن هذا الهرمون لا يؤثر في النوم فقط بل في وظائف حيوية أخرى مثل درجة حرارة الجسم، وسكر الدم، وحتى في توتر الأوعية الدموية.
وفي ما يلي أسباب أخرى تدفعك إلى الحذر واستشارة الطبيب قبل تناوله:
1 - جرعات غير دقيقة
كشفت دراسة أن عدم وجود رقابة دوائية على منتجات الميلاتونين تسببت في وجود تباين في الجرعات الموجودة في منتجات الميلاتونين. ففي حين أن جرعات الميلاتونين تتراوح عادة من 1 إلى 5 ملليغرام، إلا أن فحص وتحليل مكونات منتجات تحتوي على الميلاتونين أظهرت أن كمية الهرمون تكون أحياناً أكثر أو أقل بكثير مما هو مذكور في الملصق.
2 - وجود الشوائب
وجد الباحثون شوائب ومواد أخرى في منتجات الميلاتونين لم يرد ذكرها في الملصقات، مثل هرمون السيروتونين (ناقل كيميائي عصبي يسمى هرمون السعادة). وبالرغم من دوره في اتزان الحالة المزاجية والمساعدة على دخول مرحلة النوم العميق، فإن تناول السيروتونين بكميات كبيرة قد يسبب اضطرابات في المزاج والحالة النفسية، كما يؤثر في صحة القلب.
3 - تأخير البلوغ
في حين يعتبر استخدام الميلاتونين على المدى القصير آمناً، أشار الباحثون إلى مخاوف من أن الاستخدام طويل الأمد قد يؤخر النضج الجنسي للأطفال، حيث إن استخدام الميلاتونين الصناعي قد يؤدي الى انخفاض مستويات إفراز هذا الهرمون الطبيعي مما يثبط بداية سن البلوغ. كما أن وجود شوائب في المنتجات سبب مهم لعدم إعطاء الأطفال عقاقير هذا الهرمون.
4 - حوادث التسمم
أشار باحثون من مستشفى الأطفال في ميشيغان في ديترويت إلى حدوث زيادة في حالات تسمم بسبب زيادة تناول حبوب الميلاتونين من قبل الأطفال.
وأضاف د. محمد قائلاً: «نحتاج إلى مزيد من البحث لتقييم الاستخدام الآمن للميلاتونين عند الأطفال.
اترك تعليق