بقلم: د. محمد شهاب الدين وأغمضت عيناى ينساب فى أذنى صوت أم كلثوم العملاق يشدو بلحن شجى لكلمات غاية فى الروعة.........................._x000D_
كانت حواسى كلها تحتضن المكان , وكان صوت أم كلثوم المنطلق من مذياع قديم جدا من محل تخصص فى بيع كل ماهو قديم _هواتف قديمة وساعات حائط وآلات كاتبة وجرامافون _ من زمن فات بجوار (مدرسة النحاسين الأبتدائية ) (شارع المعز ) يضفى على نشوة أضافت على قيمة احساسى بالمكان معنى عميق عمق هذا الأثر المنحوت فى ثنايا الزمان وعلى الجدران , لينطق الحجر والبناء بقصة الماضى الجميل والزمن الغابر ........................_x000D_
نعم أغمضت عيناى لعلى أستحضر من الماضى شخوصه وحكاويه وأنا أستعرض بعينى قباب ومآذن و حمامات ودروب سلكها التاريخ بأقدام الأولين !!_x000D_
وكأنى أسمع دبيب أقدامهم فوق هذه الأرض منذ مئات السنين , وأريج خاص _x000D_
يحمل عبق التاريخ حيث رائحة البخور والعطارة تملأ الأرجاء تغمرك بالنشوة وتحملك الى الماضى بكل جلاله , كل مافى المكان ينطق بالعظمة , شىء فيه يغمرك بالنشوة حتى شخوصه كأنها قطع أثرية وسط هذا المكان تنبض بالحركة والحياة ._x000D_
_x000D_
فى شارع المعز _x000D_
-----------------_x000D_
تواجه مجموعة قلاوون بقايا بناء لمسجد دفن فيه الملك الصالح نجم الدين زوج شجر الدور و بناء آخر للظاهر بيبرس ..._x000D_
كان الشارع يعج بالحياة ومكتبة أثرية من العشرينيات لا زالت بحالها منذ تأسيسها وكأن أصحابها استملحوا فكرة جمال كل ماهو قديم , كذا صاحب أحد المحلات الذى حن له أن يجمع كل ماهو أثرى قديم من أدوات الحياة اليومية فى ما مضى ويعيد اليها روحها وكأنه يبعثه من موات حين ترى الراديو الضخم القديم ينطق بصوت جلى والهواتف السوداء الطويلة والهاتف البدائى الأول الذى تمسك بالسماعة على أذنك والجزء الخاص بالتحدث مثبت فى نهاية وحدة التليفون الطولية الثابته وساعات بندول دولابية ضخمة وجرامافون وآلات كاتبة ربما كانت أول جيلها حيث البدائية والبساطة لكنها جميعا تعمل بكفاءة .. كنت أتجول بعينى بينما قلبى يتحسس عالما آخر قد مضى وترك أثره على البناء والأشخاص .. وكأنى سألتقى بابن النفيس العالم الفذ وقد خرج من بيته الذى لايزال أثره فى هذا الشارع الى الآن .. كانت علبة الطاولة مسجاة مفتوحة على منضدة صغيرة وكانا يجلسان كل فى جهة يتبادلان اللعب ورمى الزهر فى أحضان هذه الهيبة وعلى أعتاب سلاطين مصر ومماليكها الأبطال لا يأبهان وكأنهما منحا صكا باللهو المباح فى حضرة الملوك والأمراء أم تراهما اختلسا وقتا غابت فيه أعين الرقباء من الحرس المماليك الأشداء ...ههه ربما هكذا شط بى خيالى حين رأيت العجوزين يلعبان الطاولة على أحد أرصفة الشارع العتيق ._x000D_
اترك تعليق