كشفت دراسة جديدة أن المشي يمكن أن يقي من آلام الركبة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام، حيث أجرى الباحثون مسحاً على أكثر من ألف شخص أعمارهم تبدأ من 50 عاماً وأكثر، ممن يعانون هشاشة العظام في الركبة، وهو النوع الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل في الولايات المتحدة. وكان البعض منهم يعاني آلاما مزمنة في البداية وبعد أربع سنوات، تبين أن الذين بدأوا نشاطهم ومارسوا الرياضة 10 مرات على الأقل كانوا أقل عرضة لتصلب الركبة أو الشعور بآلام حولها.
وأشارت الدراسة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الأشخاص الذين يعانون هشاشة العظام في الركبة وتقوس القدمين قد يستفيدون بشكل خاص من المشي.
وأوضحت الدكتورة جريس هسياو وي لوو، الأستاذة المساعدة في كلية بايلور للطب في هيوستن والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن النتائج تمثل نقلة «نوعية»، لأن البحث يشير إلى أن التمرينات يمكن أن تساعد في علاج هشاشة العظام في المفاصل الأخرى، مثل تلك الموجودة في الوركين واليدين والقدمين.
المشي في المقام الأول
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أكثر من 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة فقط يصابون بهشاشة العظام، الذي يشار إليه أحياناً باسم التهاب المفاصل العظمي، ويحدث عندما ينهار غضروف المفصل ويبدأ العظم الكامن في التغير، ويزداد خطر الإصابة بهذه الحالة مع التقدم في العمر، وحوالي ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا يعانون هشاشة العظام في الركبة. وأوضحت د. لوو أن العديد من المرضى يتناولون أدوية مثل «الإيبوبروفين» أو «النابروكسين» لعلاج الألم، والتي يمكن أن يؤدي تناول جرعات كبيرة منها إلى مشكلات في الكلى وتقرحات في المعدة، وبدلاً من ذلك، يمكنهم التركيز على التمرين.
في السياق، أكدت الدكتورة إيلين حسني، اختصاصية أمراض الروماتيزم في كليفلاند كلينك، أنه على مدى عقود رأى خبراء الصحة أن المشي في المقام الأول وسيلة لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة لما بحثه الأطباء في السنوات الأخيرة في التدريبات منخفضة التأثير لعلاج حالات مثل الاكتئاب والضعف الإدراكي والتهاب المفاصل الخفيف.
لكن الدراسة الجديدة تظهر أن المشي يمكن أن يكون أيضاً إجراءً وقائيًا. لذا نصحت لوو الأشخاص المعرضين لخطر أكبر للإصابة بهذه الحالة بإدخال المشي المنتظم في روتينهم اليومي، وبناءً على النتائج التي توصلت إليها الدراسة، بدأت الدكتورة لوو تطبيقها على نفسها لتمشي أكثر، مع والدتها المصابة بالتهاب المفاصل.
تمرينات منتظمة
بدأت الدراسة منذ عام 2004 ووثقت آلام الركبة الأساسية للمشاركين باستخدام الصور الشعاعية لتقييم هشاشة العظام لديهم. ثم طلب الباحثون من المشاركين توثيق عاداتهم في ممارسة الرياضة ومراجعة أعراضهم في زيارات متابعة منتظمة، وسؤالهم عن مدى تكرار إصابة ركبهم وبعد أربع سنوات، أصيب %37 من المشاركين في الدراسة الذين لم يمارسوا تمرينات رياضية بألم جديد متكرر في الركبة، مقارنة بـ%26 ممن مارسوا المشي بانتظام. وفيما لم يجزم الباحثون بشكل قاطع أن المشي يقي من آلام الركبة نهائياً، أكدت الدكتورة إلين أن الحركة المنتظمة والمتسقة يمكن أن تساعد في تكوين كتلة عضلية وتقوية الأربطة حول المفاصل التي تعاني هشاشة العظام، فالمشي هو تمرين منخفض الكثافة ومنخفض التأثير لذا يسمح للناس بالحفاظ على القوة والمرونة الضروريين لصحة المفاصل.
6 فوائد للمشي وفق الدراسة
1 - يقي من آلام الركبة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام
2 - يفيد من يعانون هشاشة العظام في الركبة وتقوس القدمين
3 - وسيلة لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
4 - يقلل الاكتئاب والضعف الإدراكي والتهاب المفاصل
5 - كثرة تناول أدوية مثل «الإيبوبروفين» أو «النابروكسين» قد تؤدي إلى مشكلات في الكلى
6 - الحركة المنتظمة والمتسقة تساعد في تكوين كتلة عضلية وتقوية الأربطة حول المفاصل
اترك تعليق