يصيب حب الشباب ما يقرب من %85 من الشباب بدءاً من عمر الـ 12 عاماً إلى 24 عاماً، ولكن قد لا يعلم البعض أن نحو %3 من الرجال و%12 من النساء سيصابون بحب الشباب حتى سن الأربعين لأسباب مختلفة. وقد يعاني الأطفال والرضع من حب الشباب أيضاً،
وهذا ما أكده د. عبدالهادي جفري اختصاصي أمراض جلدية والمختص بأمراض الجلد المعقدة من جامعة هارفارد حيث قال: «قد يوحي لنا الاسم (حب الشباب) بأنه يؤثر فقط في البالغين، لكننا نراه كثيراً عند الأطفال، فمنذ الولادة وحتى عمر شهرين يمكن رؤيته على شكل بثور حمراء من دون رؤوس بيضاء وسوداء، وهذا ناتج عن استجابات التهابية لجسم الطفل لوجود نوع من الفطريات تسمى الملاسيزية». وذكر د. جفري أنه يمكن أن يصاب الأطفال من عمر شهرين إلى عام واحد بحب الشباب المشابه سريرياً للبالغين نتيجة زيادة عابرة في إنتاج هرمون الأندروجين.
أوضح د. جفري أن لحب الشباب العديد من الأنواع الفرعية، وقال: «حب الشباب الشائع هوالنوع الفرعي الأكثر شيوعاً، وهو يتميز بوجود آفات متعددة على الجلد، سواء كانت التهابية أو غير التهابية، كالبثور الحمراء والرؤوس السوداء والبيضاء وغيرها». وأشار إلى أنه غالباً ما يؤثر حب الشباب في منطقة الوجه، لكنه قد ينتشر ليشمل العنق والصدر والظهر، وقد تصل مضاعفات حب الشباب إلى الإصابة بفرط التصبغ الناتج عن التهاب الجلد، خصوصاً في البشرة الشرقية التي تميل إلى أن تكون أغمق.
ومن الآثار الأخرى الناتجة عن حب الشباب، ذكر د. جفري الندبات التي لها أنواع متعددة، بعضها سطحي والبعض الآخر يمكن أن يكون عميقاً، بالاضافة الى التأثير النفسي الذي قد يكون على الشخص الذي يعاني من حب الشباب. وعلى الرغم من أن حب الشباب شائع جداً، فإن التخلص منه يحتاج إلى جدية واهتمام، وقال د. جفري: «العلاج المبكر والاستمرار على العلاج عاملان مهمان لتفادي المضاعفات الناجمة عنه ومنع تكراره».
الأسباب
وأوضح د. جفري أن هناك أربعة أسباب رئيسية تقف خلف ظهور حب الشباب:
1 - زيادة في إنتاج الدهون بسبب تأثير هرموني.
2 - انسداد بصيلات الشعر بسبب تراكم هذه الدهون مع الكيراتين الذي يؤدي إلى ظهور الرؤوس السوداء والبيضاء.
3 - زيادة في نشاط بكتيريا تعيش على الجلد داخل الغدد الدهنية.
4 - الاستجابات الالتهابية للجسم.
وبيّن أن هناك أسباباً هرمونية لحب الشباب، خصوصاً عند الإناث اللائي يعانين من ظهور البثور في فترة الدورة الشهرية أو لديهن سمات هرمونية أخرى مثل الشعرانية وتساقط الشعر الهرموني، بالإضافة إلى عوامل عدة أخرى، مثل:
◄ تأثير الأطعمة عالية نسبة السكر في الدم.
◄ منتجات الألبان، خصوصاً الحليب.
◄ مستويات فيتامين ب 12.
◄ استخدام بروتين مصل اللبن بكثرة لبناء العضلات.
وأكد د. جفري أنه على الرغم من الاعتقاد بأن الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم لا يتسبب في ظهور حب الشباب، فإن الدراسات أظهرت أن استهلاك الحليب الخالي من الدسم يزيد من الإصابة بحب الشباب. لذا أشار إلى الحاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف ما إذا كان الحليب من مصدر غير حيواني، مثل حليب الشوفان أو اللوز، يمثل مشكلة أيضاً لمرضى حب الشباب أم لا، وأوصى الذين يعانون من حب الشباب بتجنب الأسباب الغذائية المذكورة أعلاه وملاحظة ما إذا كان ذلك يساعد في التقليل من ظهوره.
◄ العلاج
ذكر د. جفري أن علاج حب الشباب يعتمد على أمور عدة، منها:
◄ عمر الشخص وجنسه.
◄ ما إذا كانت المريضة حاملاً أم لا.
◄ مدى انتشار حب الشباب وشدته.
◄ نوع الآفات على الجلد، سواء كانت رؤوساً سوداء أو بيضاء أو بثوراً ملتهبة أو خراجات عميقة.
وأشار إلى أنه من خلال الفحص السريري يتم تحديد العلاج المناسب وفق الخطوات التالية:
1 - إعطاء العلاجات الفعالة: على سبيل المثال لعلاج البثور النشطة يوصف الغسول الطبي الذي يحتوي على مضاد للالتهابات ومضاد للميكروبات وتقشير، ثم العلاجات الموضعية مثل الكريمات (قد تحتوي على الريتينويدات، والمضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب، ومزيل القرنية، والتقشير)، وكذلك بعض الأدوية عن طريق الفم (مثل المضادات الحيوية، والعلاجات الهرمونية، والأكيوتان)، ويمكن اللجوء إلى العلاج بالضوء أو بالليزر.
2 - الاستمرار في العلاج: بعد تحقيق النتيجة المرغوب فيها، فلا بد من استخدام علاج موضعي بشكل دوري لتقليل مخاطر تكرار حب الشباب والحفاظ على النتائج الجيدة.
3 - علاج المضاعفات: على الرغم من أن الكثير من المرضى يرغبون في حل سريع لتأثيرات حب الشباب على بشرتهم، فإنه من المهم جداً التشافي التام من حب الشباب أولاً وإيقاف انتشاره ثم يأتي علاج مضاعفاته بناء على نوعها. على سبيل المثال، يتم علاج فرط التصبغ بالوقاية من الشمس وكريمات التبييض الموضعي وكريمات التقشير وأحياناً الليزر.
أما بالنسبة لندبات حب الشباب، فتعتمد على نوعها وعمقها، ويمكن استخدام التقشير لها أو الليزر أو الإجراءات الجراحية البسيطة التي يمكن إجراؤها في العيادة لإزالتها.
اترك تعليق