كتب د. عبدالعزيز آدم
عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية
صدر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب، العدد الثاني عشر من سلسلة ثلاث حواديت، وهذا العدد تحديدًا يحمل رسالة هادفة تتعلق بأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة. لقد سعدت كثيرًا بالمشاركة في هذا العدد المميز لتقديم بعض الدعم لذوي الهمم من الجانب النفسي، لأن هذه الفئة الملهمة من مجتمعنا ليسوا بحاجة للتعاطف أو التعامل بشكل يختلف عن الشخص الطبيعي بل إنهم لديهم العديد من قصص النجاح التي نفتخر بها جميعًا وقد صارت مصدرًا عمليًا ملموسا للإلهام.
إني متحمس لدعم أصحاب الهمم أيما حماسة وقد شرفت بأن تبنيت هذه القضية في شتي وسائل الإعلام الهادف في برامج دعمت قضيتهم في صورة مبادرات أتمنى أن تلاقي الصدى والدعم المطلوب من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني
وكعادة هذه السلسلة المتميزة في تبني قضية التجديد بشكل عام والثورة على المألوف والسرد المتعارف عليه في قصص الناشئة، فقد كانت أفكارها جميعًا -في هذا العدد وكذلك في الأعداد السابقة- خارج الصندوق وتواكب التطور العالمي في القصة، فلن تجدها متشابهة أبدًا مع القصص المتعارف عليها سلفًا من قصص الناشئة.
أما عن هذا العدد من سلسلة ثلاث حواديت "رحلة إلى النور" فقد جمع بين ثلاث قصص تتناول الجانب الشعوري والإنساني والنفسي لأصحاب الهمم من منظور مختلف، تبدأ بقصة "البحث عن القمر" للكاتبة المبدعة شيماء عزت، مستلهمة أحداثها من قصة حياة أحد الرموز الملهمة من متحدي الإعاقة البصرية، الموسيقار (الغواص في بحر النغم) عمار الشريعي ومتعمقة في المعنى الحقيقي والقيمة الحقيقية للنور، فلكل منا نوره وهنا تتحدث نور القلوب المتمثل في المعنى والهدف من وجودنا في الحياة، فلم يحرم أبدًا أصحاب الهمم من المكفوفين نعمة الإبصار بقلوبهم النقية التي تتقد بالبصيرة التي ملأت قلوبنا وأرواحنا نورًا.
والقصة الثانية "أشباح كوكب بروكسيما ب" والتي شرفت بالمشاركة بها، تتحدث عن التفاؤل الذي يملأ قلوب ذوي الهمم من المكفوفين وكيف أن دعمهم نفسيًا هو السبيل لدمجهم بشكلٍ فعال في المجتمع بعد أن سهلت لهم التكنولوجيا سبل التواصل والتفاعل والإبداع، كل ذلك في قصة تدور أحداثها في إطار الخيال العلمي تثور عن المألوف وتأخذنا في مغامرة جامحة إلى خارج حدود الأرض لاستكشاف الحياة في كواكب أخرى من خلال مركبة خيالية صنعتها بطلة القصة .. أحداث مثيرة جدًا ونهاية غير متوقعة…
أما القصة الثالثة بقلم الكاتب المبدع د. هشام عباس بعنوان "أرض الأحلام" والتي تتناول الجانب الشعوري لمتحدي الاعاقة الحركية في إطار من التشويق ورحلة ممتعة للخيال الذي تتحق فيه الأحلام ورسالتها الهادفة أن تحقيق الأحلام يحتاج إلى السعي الحثيث بأمل ويقين في تحقيقه
إن هذا العدد من سلسلة ثلاث حواديت يعد مثال راقي نبيل لرسالة الأعمال القصصية الهادفة، وتلك السلسلة بشكل عام يجب دعمها والمساهمة في نشرها ليمتد أثرها الطيب إلى النهوض بشتى ألوان الأدب المختلفة، بعد أن تبنت الهيية العامة للكتاب فكرة التطور والتجديد في الأدب العربي لتواكب التطور المتسارع في الأدب العالمي
اترك تعليق