هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء الدين: تجديد الخطاب الديني ومواجهة فوضي الفتاوي.. مطالب عاجلة

أكد علماء الدين أن هناك قضايا دينية عديدة تفرض نفسها علي الساحة لابد للقائمين علي الحوار الوطني مناقشتها والتوصل لحلول عاجلة لها في مقدمتها قضية تجديد الخطاب الديني التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي وفوضي الفتاوي الهدامة التي تثير البلبلة والرأي العام وغيرها.


استطلعنا رأي بعض العلماء وكانت هذه آراءهم:

د. شوقي علام:

نحن في أمسِّ الحاجةِ إلي أن نَضْطَلِعَ بمهامِّ الإصلاحِ والتجديدِ والاجتهادِ بكلِّ وضوحِ وجُرْأَة

أكد الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - أن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوي قضية شديدة الأهمية وعظيمة الخطر. وهي دور المؤسسات الدينية. علي رأسها الأزهر الشريف تلك المؤسسةُ العريقةُ الكبيرةُ. التي نفخرُ بالتخرجِ فيها. ونعتز غاية الاعتزاز بالانتماء إليها. فالأزهرُ الشريفُ منارةُ العلم. وحصنُ الإسلام. ومنبعُ الوطنيةِ والفداء. وقاعدةُ الاعتدالِ والوسطية. وحامل لواء التجديد والإصلاح. وحامي الأمةِ من التطرفِ والإرهاب. وناشرُ العلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها.

وأوضح مفتي الجمهورية أن أهم ما نحتاجُ إليه في تحريرِ معني التجديد والاتفاقِ عليه في هذا الإطار. منهجيةُ التجديدِ التي تنتهجها المؤسساتُ الدينية. لتجديد الخطاب الفكري والدعوي. وموقفُنا من قضايا التراث. وكيفيةُ الموازنةِ الدقيقة بين الثابت والمتغير.

وقال: "نحن نحتاج إلي استعادة المنهج العلمي الصحيح. الذي حاد عنه طرفا النقيض: دعاة التطرف والجمود من ناحية. ودعاة الانفلات والتغريب من ناحية أخري. مؤكدا أننا جميعًا بأمسِّ الحاجةِ. إلي أن نَضْطَلِعَ بمهامِّ الإصلاحِ والتجديدِ والاجتهادِ بكلِّ وضوحِ وجُرْأَةي. وبأقصي درجاتِ الصراحةِ والمكاشفةِ. فقدِ انجَلَتِ الأمورُ لكلِّ ذِي عينينِ. وباتتْ قَضايا الأمَّةِ العادلةُ واضحةً لِمَنْ كانَ له قلبى أَوْ أَلْقَي السمعَ وهو شهيدى. فنحنُ نَري الأحداثَ تتسارعُ مِنْ حولِنا. وقد تحوَّلَتِ الأفكارُ الإرهابيةُ إلي مخططي دوليّي خبيثي ضِدَّ مصرَ ودولِ المنطقةِ بأسرِها. وعَلي المؤسساتِ الدينيةِ أنْ تتكاتفَ وتتعاونَ لِتعملَ بمُقتضي الميثاقِ الَّذي أخذهُ اللهُ تعالي عَلي أهلِ العلمِ في القرآنِ الكريمِ. حيث قال: "وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ". قالَ قتادةُ: هَذَا مِيثَاقى أَخَذَهُ الله عَلَي أَهْلِ الْعِلْمِ.

د. محمد مختار جمعة:

لقاءات مع شباب المحافظات لتحديد كيفية تجديد الخطاب الدعوي ومواجهة التطرف

قال الدكتور محمد مختار جمعة. وزير الأوقاف. إن لقاءات الحوار الوطني هدفها دعم القيم والأخلاق والهوية وتجديد الخطاب الديني. مؤكداً أنه قام بعقد لقاءات مفتوحة مع أكثر من 500 شاب. في المحافظات. للحوار مع الشباب والأئمة والعمل علي ترسيخ المبادئ وقيم التسامح والوسطية داخلهم. مشيرا إلي أن هذه اللقاءات تشمل جلسات للعصف الذهني. بحضور متخصصين. ومن المقرر أن تخرج الأوقاف من تلك اللقاءات بورقة متخصصة عن كيفية تجديد الخطاب الدعوي. مضيفاً: "الأزهر. ومجمع البحوث. والمعاهد الأزهرية. ستقدم هي الأخري أوراقاً بحثية في هذا الشأن".

وأوضح الوزير أن لجنة الحوار الوطني سترفع تقريراً عن اللقاءات والأعمال إلي مجلس الوزراء. تمهيداً لعرضه علي رئاسة الجمهورية. متابعاً: "بعض الجماعات. ومنها الإخوان. تنتهك المنهج الديني القويم. وتؤصل للقتل والإرهاب واستهداف رجال الجيش والشرطة والإعلاميين. ويطالبون الناس بالتوبة والانضمام إليهم لإنهاك الدولة. وفي ظل تلك الدعوات البعيدة عن الدين. أصبحت مواجهة التطرف واجباً شرعياً. لذا تم الاتفاق علي تشكيل فريق متخصص في الأوقاف للرد علي أفكار الإخوان وشبهاتهم. إضافة لتشكيل لجنة أخري لمتابعة تنفيذ توصيات لقاءات الحوار والتجديد".

د. أحمد كريمة:

تنقية الخطاب الإسلامي من الطائفيات.. حظر الإفتاء الفقهي لغير المتخصصين.. تقوية دور الأزهر

يقول د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: أقترح أن يتناول الحوار الوطني تنقية الخطاب الإسلامي من طائفيات ومذهبيات أيا كانت عقائدية أو فقهية وغيرها لأن الشارع أمرنا اتباع الإسلام الدين وليس مذهبا في الدين قال صلي الله عليه وسلم "تركتكم علي المحبة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك".. ويجب تنقيته بمنهجية علمية من بعض الآراء الاجتهادية في التراث حتي لا تنسب هذه الآراء إلي الدين الحق.

كذلك التطبيق العملي لما نص عليه الدستور الساري من أن الأزهر الشريف وحده المسئول عن الشئون الإسلامية فليس من المقبول ولا المعقول وجود تيارات مذهبية طائفية لها أجندتها وأشياخها ولهم تواجد بفعل الوهج الإعلامي لدي جماهير الناس "المتسلفة نموذجا" ثم يا ليت تتم تقوية الأزهر الشريف كأكبر قوة ناعمة لمصر في المنطقة والعالم.

ثم أقترح تفعيل حظر الإفتاء الفقهي إلا لأهل الاختصاص المشهود لهم بالرسوخ في العلم وحظر الذين يميعون الأحكام الفقهية حتي لو كانوا من مسئولي الأزهر أو الأوقاف وختاما أقترح الإسراع في إعلام إسلامي متخصص يقوم علي الكفاءة وليس علي الشللية أو المحسوبية لحسن فهم الدين وحسن عرضه وذلك من التدابير الوقائية الاحترازية من باب "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله".. وقول النبي صلي الله عليه وسلم "يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وأباطيل المضلين".

الشيخ خالد أبوعيد الهاشمي:

التصدي لفوضي الفتاوي وشائعات السوشيال ميديا

أكد الشيخ خالد أبوعيد الهاشمي من علماء الأوقاف أننا نعيش في زمن فوضي الفتاوي والشائعات التي انتشرت بشكل كبير ومخيف عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بارتداء جهلاء ثوب المتخصصين من أهل الذكر فأصبح الناس في حيرة من أمرهم من الخلط والفوضي في الإفتاء والهدم في ثوابت الدين فأصبحوا في حاجة ماسة للإجابة عن أسئلتهم المرتبطة بواقع حياتهم من رجال متخصصين في الفتوي.

فكان لابد من مواجهة هذه الفتاوي الهدامة والشائعات المغرضة والمضللة والمسيئة للإسلام والخارجة عن نطاق التفكير العقلاني والإدراك المنطقي لكافة الأمور بالرجوع إلي القواعد والضوابط التي تبني عليها الفتوي من فقه الواقع من خلال الفقهاء والاصوليين أهل الذكر المنوطين بالفتوي والاختصاص العلمي قال تعالي "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ".

لذا وجب تفعيل مشروع قانون تنظيم الفتوي وقصرها علي الهيئات المعنية بالفتوي في الأزهر الشريف أو دار الإفتاء إذ نحن بحاجة إلي نظرة عصرية للخطاب الديني تتواكب مع معطيات الحياة.

ولابد من الاعتراف الصريح بأن قضية تجديد الخطاب الديني تلك القضية الخطيرة الجليلة التي اسيء فهمها حين تصور البعض انها قضية طارئة فرضتها السياسة وتقلباتها واحدي موجات التغريب التي تعصف بالاصول والثوابت فهدف التجديد هو مواكبة العصر والنوازل ولا علاقة له بالثوابت مما دلت عليه النصوص لكن هؤلاء صموا آذانهم واعموا عيونهم عن السنة وما فعله أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم بعد رحيله من تجديد لهذا الخطاب.

أضاف أن بعض المغرضين أوهم الناس بأن الدين ليس إلا خصومة وجدال وإثارة لقضايا هامشية خلافيه تتعدد فيها وجهات النظر طلباً وإدهاش الناس بالغرائب وليس طريقا للنجاة بقارب الامة من متاهات الحيرة والالتباس ومنهم الذين أوهم الناس أن الدين مجرد ألفاظ براقة وعواطف وبكاء وأصوات زاعقة يتوصلون بها إلي استدراج العوام واللعب بمشاعرهم واستدرار دموعهم وانفعالاتهم الوقتية وكل اولئك غافلون عن أن المهمة العظمي للدين الاسلامي هو غرس القيم والأخلاق والمبادئ ومراقبة الله سبحانه وتعالي في السر والعلن عن ارتكاب الخطايا والاثام سرا وجهرا وحفز العقول لبناء نهضة الأمة وقيادتها الي الحق والعدل الذي هو اساس تكوين الامم ومنطلقها الي الحضارة والتقدم.

وفي نهاية الأمر يطالب أن تبدأ موسسات الدولة المنوطة بأمرها التجديد لضبط سير الفرد والمجتمع والأمة مع التأكيد علي مراعاة اختلاف الازمنة والأمكنة والأحوال والأعراف لدي تكييف الحكم الشرعي مع تحقيق الارتباط الوثيق بين الأصل والعصر ومراعاة ان النصوص تتناهي والوقائع لا تتناهي وما لا يتناهي لا يتم ضبطه بما يتناهي وهو كيفية تطبيق النص علي الواقعة وإنزاله عليها وهو ما عبر عنه علماء الأصول بتحقيق المناط وما دامت الشريعة تحيط بجميع افعال المكلفين فقد صار لزاما علي علماء الدين اليوم أن يجتهدوا فيما يكون له عظيم النفع علي العباد والبلاد.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق