بقلم: د. محمد شهاب الدين مجموعةٌ من البشر ألقى بهم حظهم العاثر فى أسانسير ,تعطل نتيجة تكدُّس وتجاوز عدد مُستقلّيه عن الحدّ المطلوب, ربما تكون الرُعونه أو التهاون وعدم الاكتراث, ربما عدم احترام النظام وتعمُّد مخالفة القانون , أيّاًً كان السبب الذى أدّى لتوقفه بين طابقين حتى أوشك المُحتجزين فيه على الاختناق , لكلٍ منم قصة منهم المجرم والمظلوم البرىء والدنس والطفيلىّ الذى يحركه نَزقه ..._x000D_
فى مساحةٍ ضئيلة تقاسَموا فيها الأنفاس فى جوٍ مُحتقن يكاد ينفذ الأكسيجين , أصبحوا جميعاً سكّان مدينةٍ صغيرة واحدة لا تتجاوز المترين توشك على السقوط , رغم اختلاف هوياتهم وتوجهاتهم جمعهم شىءٌ واحد , ربما انتظار النهاية والخوف من مصير مجهول أو الرغبة فى النجاة ._x000D_
الذى يجذبنى فى هذا (الفيلم )هو المحاولات المضنية من الجميع لاستنقاذ العالقين فى المصعد , تدور lمشاهده بين العالقين فى الداخل ومحاولات انقاذهم من الخارج بَذلها كل من علِم بالحادثة لحين وصول شرطة النجدة والإطفاء بإمكانياتهم الضئيلة وقتها وتكسير الجدار وأحد جوانب المصعد بعد الصعود على سُلّم متحرك لاستنقاذهم وعددهم لا يتجاوز العشرة بعامل الأسانسير , تشعر بقيمة أرواح البشر والحرص على إنقاذهم وبذل جهدٍ واضح فى سبيل ذلك...._x000D_
تذكّرت الفيلم حين رأيت الممر الحديدىّ الضيّق الذى حُشر فيه الآلاف كيوم الموقِف العظيم حتى تكسَّرت أعناقهم وانفجرت رئاتُهم ووطِأت أجسادهم بأحذية زملائهم التى تروم الخلاص ولا سبيل , وتخيّلت المساكين يحاولون الخروج من سجنهم الحديدى البشع كأنَّهم( آرثر) فى قفص جُنَّ فيه وهو يصيح أنا ملك أورشليم!!!!!!!!!!!_x000D_
قُنبلة الغاز التى تنطلق لتفريق التجمّعات وإقصاء مُحدثى الشغب , ودخانها الكثيف الكفيل بإحداث صعوبة فى التنفس لحد فُقدان الوعى والاختناق مع غزارة فى هطول الدموع الكثيفة واحمرار بالعين وتعذُّر الرؤية , تجعلُ من يستنشقها يبتعد بأقصى ما يستطيع عنْ دخانها ورائحته النفاذة , أتُُراهم فى سجنهم الحديدىّ حاولوا الفرار من هذا الهول وهم يعانون التدافع الهائل والتزاحم المرعب الرهيب؟؟؟؟؟؟؟_x000D_
الى متى كل يوم تشرق فيه شمس بلادى على دمٍ ودموع وثُكل وأحزان , نظلُ نحمل صناديق زُهور متفتحة وأخرى ذابلة وكأنَّها أصبحت عادة وطبع أصيل !!!!!!!!!أحذيتهم الممزقة التى افترشت مدخل الاستاد وجثثهم المسجاة فوق المناضد الرخامية بالمشرحة وهم يرتدون القُمصان البيضاء المصبوغة بالدم , حين تحوَّلت نزهتهم الى مأساة , بعد أنْ قضوا بدم بارد على مرأى ومسمع من الجميع دون أدنى محاولة لإنقاذهم ...._x000D_
وبكيتهم كما أبكى كل يوم ضحايانا من الشرطة والجيش والشعب المسكين , حتى المشاغبين منهم الذين ربما كانوا يستحقون عقاباً رادعاًً بالسجن أو المنع والاعتقال وليس الدَّهس فى قفصٍ كحيوان ........... _x000D_
اترك تعليق