جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلي الشرق الأوسط في هذا التوقيت. حاملا في جعبته حزمة من الأهداف استعرضها بنفسه في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل أيام تحت عنوان "سبب زيارتي للسعودية".
قال الرئيس الأمريكي إنه يزور الشرق الأوسط لبدء فصل جديد وواعد لدور بلاده في المنطقة. وقال إن رحلته للشرق الأوسط تأتي في وقت حيوي للمنطقة. كما ستساهم في تعزيز المصالح الأمريكية. لافتا إن الشرق الأوسط الذي يزوره أصبح أكثر استقرارا من الذي ورثته إدارته قبل عام ونصف العام. كما أن وجود شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا يعود بالفائدة علي الأمريكيين من نواح عديدة.
أضاف بايدن أن ممرات الشرق الأوسط المائية ضرورية للتجارة العالمية. وأن مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير علي الإمدادات العالمية لحرب روسيا في أوكرانيا.
تابع الرئيس الأمريكي إن هدفه من اللقاء بقيادة السعودية هو تعزيز شراكة تستند إلي مصالح مع التمسك بالقيم الأمريكية. كما قال إن المملكة ساعدت في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي. مضيفا أنها تعمل الآن مع خبراء إدارته للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".
في موضوع آخر. قال الرئيس الأمريكي إن إدارته عملت مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ علي السلام. وفيما يخص العلاقات مع إسرائيل. أشار بايدن إلي أن إدارته قامت بتمرير أكبر حزمة دعم لتل أبيب في التاريخ تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار.
اعتبر بايدن في مقاله بواشنطن بوست. أن إيران أصبحت معزولة حتي تعود إلي الاتفاق النووي لعام 2015 وقال إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتي تعود إيران إلي الامتثال للاتفاق.
من جهته. أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. أن الهدف من زيارة بايدن للشرق الأوسط هو التركيز علي بحث المصالح المشتركة.
قال بلينكن إن الرئيس الأمريكي سيبحث مع القادة العرب في السعودية الأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات المشتركة. كما قال إن بايدن سيعمل علي تمديد الهدنة في اليمن. حيث تشهد البلاد هدنة إنسانية بدأت في 2 أبريل وتنتهي في 2 أغسطس المقبل. كما يعتزم رئيس الولايات المتحدة مناقشة أمن الطاقة مع قادة مجلس التعاون في جدة. كذلك سيتم بحث تكامل الدفاعات الجوية مع دول الشرق الأوسط لمواجهة تهديد إيران.
لكن الهدف الرئيسي لرحلة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط. هو تعزيز الشراكة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق. في الوقت الراهن. تحاول إدارة بايدن ترتيب أولوياتها في عدد من القضايا التالية:
1- حسم الجدل الدائر. منذ عقدين من الزمان علي الأقل. حول مدي أهمية منطقة الشرق الأوسط للمصالح الأمريكية- بين ثلاثة اتجاهات ميزت توجهات النخبة السياسية الأمريكية: الانسحاب من المنطقة. تقليل الاهتمام والتواجد العسكري بها. أو الإبقاء علي السياسات المتبعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي نظرت إلي الشرق الأوسط كركيزة أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية.
2- كيفية مواجهة الصعود الصيني الذي بات يهدد انفراد الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي.
3- صياغة سياسة ردع قوية تجاه روسيا خاصة بعد ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014 وصولاً إلي شنها حرباً شاملة ضد أوكرانيا وتهديدها للدول الأوروبية الأعضاء في الناتو. وحشد العديد من دول العالم خلفها تحت مسمي بناء نظام عالمي جديد لا تنفرد الولايات المتحدة بقيادته.
4- إعادة بناء القوة الأمريكية في الداخل بعد تعرض الولايات المتحدة لأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متوالية منذ مطلع الألفية الثانية إلي الحد الذي بات يهدد تماسكها الداخلي. كما يهدد مكانتها كقوة عظمي.
تلك القضايا الأربع لا يمكن معالجة كل منها علي حدة. أو ترتيبها تنازلياً أو تصاعدياً من حيث أولوية المعالجة. ومن هنا. تبرز أهمية زيارة بايدن لإسرائيل ولقائه بالقادة العرب في السعودية. حيث تؤكد إعادة اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط. وفي القلب منه المنطقة العربية. الأمر الذي يمكن أن يكون مدخلاً لبناء استراتيجية متكاملة لمعالجة المعضلات الثلاث الأخري المذكورة سابقا والتي تواجهها الولايات المتحدة حالياً.
فالسعي الأمريكي نحو تعزيز الشراكة مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق. مصدره القلق المتزايد في الإدارة الأمريكية من أن تلك الدول يمكن أن تقترب من الصين وروسيا وسط توترات مع الولايات المتحدة. فالرئيس الأمريكي يهدف إلي حشد الشرق الأوسط خلف الولايات المتحدة لمواجهة الصعود الصيني الروسي والتمدد الإيراني.
يري المراقبون أن نجاح بايدن في كسب ثقة الدول العربية المحورية في المنطقة. يمكنه أن يعزز من قوة السياسة الأمريكية الهادفة لحصار روسيا وعرقلة الطموحات الصينية وردع السياسة الإيرانية المثيرة للاضطرابات في المنطقة والعالم. إذ يمكن أن تتراجع الدول العربية عن السياسات التي اتبعتها مؤخراً والتي تشكل تحدياً للأهداف الأمريكية. مثل زيادة التعاون العسكري والأمني مع روسيا.
والاهتمام بمشروع الحزام والطريق الذي تعول عليه الصين كثيراً لضرب النفوذ الأمريكي في العديد من مناطق العالم وعلي الأخص منطقة الشرق الأوسط.
لكن تحقيق تلك الأهداف يقتضي من إدارة بايدن التعهد أمام دول المنطقة بالمشاركة في ردع إيران عبر استخدام نفوذها "أي الولايات المتحدة" وقوتها الاقتصادية. بدلاً من سياسة أوباما التي قامت علي تقديم التنازلات لطهران دون التفات لمخاوف الدول العربية وإسرائيل من الطموحات الإيرانية. وبدلاً من سياسة ترامب التي تأسست علي ترك الدول العربية لتدفع تكلفة مواجهة إيران وحدها. أو ابتزازها مالياً وسياسياً باسم دفع تكلفة حماية هذه الدول بشكل مبالغ فيه.
من المقرر أن يناقش الرئيس الأمريكي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق. سبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني والإقليمي. بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ. فضلا عن ردع التهديدات الإيرانية والضمان العالمي للطاقة والأمن الغذائي.
فمن المعروف أن بايدن الذي يتعرض لضغوط في الداخل لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي أضرت بمكانته في استطلاعات الرأي العام. يتطلع إلي قيام حلفاء الخليج لتوسيع إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين. وإبقاء أسعار الطاقة العالمية تحت السيطرة.
تمر الولايات المتحدة بأزمة اقتصادية حادة. بسبب تداعيات جائحة كورونا. وبسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار الطاقة ومعدلات التضخم التي ترتبت عليه والتي تنذر بوقوع الاقتصاد الأمريكي والعالمي في الركود لسنوات طويلة.
وعليه. فإن دور الدول العربية الغنية بالنفط في معالجة هذا الوضع يصبح محوريا. حيث يمكنها أن تزيد من إنتاجها لدفع أسعار النفط نحو الانخفاض. والتأثير علي فرص روسيا في زيادة دخلها من صادرات الغاز والنف
يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم زيارته لجدة. يلتقي بايدن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وكذلك ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
يشارك بايدن في اليوم الثاني في قمة جدة. التي تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي. والرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. ورئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي.
قال الرئيس الأمريكي. جو بايدن. امس. إن الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية يتمثل في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.
أضاف أن سبب زيارته إلي المملكة أكبر من مجرد مراعاة المصالح الأمريكية. مشيراً إلي أن الزيارة فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لابيد. ضمن زيارته لتل أبيب.
وفي إجابته علي سؤال مراسلة قناة "العربية". خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع لابيد أن "واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". قال بايدن إنه "علي إيران قبول الاتفاق النووي. الذي وضعناه علي الطاولة".
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن. بحماية الأمن الإسرائيلي في الحاضر والمستقبل. معتبرا أن أمن إسرائيل "شأن لا يتعلق به أو بأي رئيس أمريكي آخر". وقال إن "إسرائيل لن تكون لوحدها طالما أن أمريكا موجودة".
أضاف الرئيس الأمريكي - خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوج امس - أن الولايات المتحدة الأمريكية تري إسرائيل الآن أكثر أمنا واستقرارا. مؤكدا التواصل القوي "بين شعوبنا ومسئوليتنا. لكي نعززه ونعمقه خلال مواجهتنا للعديد من التحديات".
ومنح الرئيس الإسرائيلي. وسام "الشرف الرئاسي" للرئيس الأمريكي. وقال هرتسوج. إن بايدن هو الرئيس الـ 15. الذي حظي بشرف لقائه. فكان دوما صديقا لإسرائيل وشعبها لمدة سنوات.
وأضاف أن زيارة بايدن تأتي في وقت مهم خلال فترة تعان "البلاد" الحرب في أوكرانيا. وجائحة كورونا. وتحديات أخري. مشيرا إلي أن علاقة إسرائيل والولايات المتحدة لم تكن بالأهمية التي هي عليها اليوم فيما يتعلق بالازدهار والديمقراطية.
أكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعملان علي تحقيق الاستقرار والاندماج في المنطقة. مشددا علي أن الشراكة مع الولايات المتحدة حاسمة للغاية في هذه الفترة ومهمة للشرق الأوسط.
وأكد الرئيس الإسرائيلي أن البلدين متحدان في موقفهما تجاه إيران وأذرعها في المنطقة.
وفي سياق اخر قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا تعد تحديا للاستقرار والسلام في كل مكان في العالم.
أكد بايدن - خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته الحالية للمنطقة ونقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية - "أن حرب بوتين في أوكرانيا يجب أن تمثل فشلا استراتيجيا. مشددا علي أهمية استمرار العالم الحر في دعم أوكرانيا خلال الدفاع عن ديمقراطيتها. وعلي استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعم هذا البلد والشعب الأوكراني الذي تدمرت حياته بسبب العنف الروسي".
كما تعهد بايدن مجددا بالالتزام الأمريكي لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي. مؤكدا أن هذا ضروري لأمن وسلام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لتحقيق هذا الهدف. مشيرا إلي أن بلاده ستستمر في العمل مع إسرائيل لمواجهة التهديدات الأخري من إيران في المنطقة ومنها دعم الإرهاب وبرنامج الصواريخ النووية.
أشار بايدن إلي أنه سيكون أول رئيس أمريكي يتوجه من إسرائيل إلي جدة بالمملكة العربية السعودية ـ اليوم ـ "الجمعة". معتبرا ذلك تقدما مهما. مضيفا : "عند لقائي القيادة السعودية سأقوم بتوصيل رسالة مباشرة وهي رسالة سلام للمنطقة وعالم أكثر استقرارا وأمنا وسلاما".
أكد بايدن أنه يجب أن تظل إسرائيل دولة يهودية مستقلة . مشيرا إلي أن أفضل طريق لتحقيق هذا الهدف هو حل الدولتين لشعبين يعيشون جنبا إلي جنب في أمن واستقرار. دولتان تحترم كل منهما حقوق المواطنين ويمارس شعبيهما الحرية بشكل كامل.
اترك تعليق