هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عم عوض فران الداخلة بالوادي الجديد

والدي هو صاحب فكرة اختراع خبز البطاطا

نعمل بها منذ 8 سنوات.. ونجاح الإنتاج يعتمد على مهارة العجان
التجربة نجحت.. ووفرت 30% من حصة دقيق القمح
المحافظ أكثر الداعمين لفكرتي.. وجميله على رأسي

أثار خبز "البطاطا" العديد من تساؤلات المواطنين بين مؤيد ومتسائل، حول إمكانية صنع الخبز من مصدر آخر غير القمح، وذلك عقب إعلان، الدكتور علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، اعتزام الوزارة إنتاج الخبز عن طريق طحن البطاطا وإدخالها ضمن مكونات إنتاج الخبز البلدي المدعم لتقليل استهلاك القمح وذلك في ضوء جهود الدولة المبذولة للتعامل مع أزمة الغذاء العالمية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.


"" رصدت أول تجربة لإنتاج خبز البطاطا سواء من "البيرو جارد" أو "الجولد"  لأحد أصحاب المخابز البلدية بمركز الداخلة في محافظة الوادي الجديد بعد نتائج مبشرة بلغت 25 إلي 30% نسبة ترشيد  الإستهلاك الكلية من إجمالي إستخدام منسوب القمح لإنتاج الخبز، فضلا عن جودة المواصفات قياسا بتعدد الأذواق وملائمة الطعم لكل الأغراض بهدف تعميم التجربة وتحقيق وفرة في استهلاك دقيق القمح على مستوي الجمهورية.


يروي عوض جمعة مبارز، أول منتج لخبز البطاطا البلدي عن طريق فكرة إدخال مهروس البطاطا البيضاء على دقيق القمح لإنتاج الخبز، صاحب إحدي مخابز قرية الشيخوالي بالوادي الجديد في تصريحات خاصة لـ""، أن فكرة إستثمار محصول البطاطا لترشيد إستهلاك الدولة من القمح ليست وليدة الساعة أو الأمس، إنما هي عادة كانت متوارثة لدي عائلته في استخدامات أخري منها الغذائية ومنها للأغراض العلاجية مثل "الترياق" أحد أقدم الوصفات الطبية لرفع مستوي كفاءة المناعة بالجسم وهو مشروب غذائي سائل يصنع من مطحون البطاطا بعد تجفيفها وخلطه مع اللبن الطبيعي وبعض "الخميرة"البلدي، ومع مرور تطورت الفكرة بعد سنوات بفضل ربات المنازل اللاتي نجحن في سلق "البطاطا"ومزجها بالدقيق لصناعة الذلابية الشهية كوجبة دسمة بالمنازل.

أوضح جمعة، أن تطبيق منظومة البطاطا المسلوقة مع الدقيق البلدي ليس بالأمر اليسير قبل الوصول إلي منتج نهائي من الخبز البلدي طبقا للمواصفات القياسية المطلوبة..مشيرا إلي أهمية اختيار افضل أنواع البطاطا ملائمة للمشروع  كالبيرو جارد، والجولد البيضاويتين، مع مراعاة نسب استخدام المياه أثناء دوران العجين "لحام" مع التقليل حسب درجة اللون والصلابة، فضلا عن اتباع الخطوات حسب الترتيب بداية من إضافة نسبة الدقيق البلدي يليه مسلوق البطاطا "الدلعة" ثم المياه تدريجيا مع الملح والخميرة، لافتاً إلي أن استخدام 100 كيلو دقيق مع البطاطا يعادل أو يقل حسب الحصة بنسبة توفير تصل إلي 25 كيلو قمح تقريباً.


وتابع صاحب مخبز الشيخوالي، أنه منذ صغره وهو يتابع منظومة الخبز ويبحث عن وسائل بديلة تدعم فكرة تطوير منتجات جديدة وأخري تتلاءم مع كافة الأذواق، فكان يجلس بجوار والده 'الفران" يرصد ويتعلم ثم يطبق خلال أوقات فراغه، حتي جاء يوم الإختبار والذي كان بمثابة نقطة التحول في حياته العملية عندما قام بسلق كميات من البطاطا البيضاء وتجهيزها بعد تصفيتها من المياه وعجنها بنسبة متساوية مع دقيق الخبز وتركها لتختمر ثم قام بتقطيعها كأقراص جاهزة للخبز في الفرن على مستوي معين من درجة الحرارة  ليفاجئ بخروج رغيف خبر يميل لونه للأصفر ويتسم بمذاق حسن الطعم وله قيمة غذائية عالية.


أضاف، أن نجاح إنتاج رغيف البطاطا مع القمح يعتمد كليا على مهارة العجان الذي يحدد نسبة الخليط لكلا الصنفين بصورة دقيقة حتي يحقق التماسك والمزوجية الجيدة لعجينة الخبز..مشيرا إلي أن فكرة إنتاج رغيف خبز من خليط البطاطا تعود إلي والده الذي كان يعمل فرانا ولم تتسني له الفرصة لتنفيذها، بعد عدة محاولات اكتسبته الخبرات حتي تمكن من إنتاج رغيف خبز من عجين البطاطا بنسبة وتناسب مع دقيق القمح بجودة عالية وقرص غني بالبروتينات والمواد الغذائية بجانب تحقيق وفرة كبيرة في دقيق القمح المستهلك، متنميا تعميمها على مستوي المخابز المدعمة لما سينتج عنها من توفير هائل في نفقات شراء وتصنيع دقيق القمح.


وجه عوض الشكر والتقدير إلي اللواء الدكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، الداعم الأول لتطبيق فكرة مشروعه والذي قام بزيارته في مخبزه لمتابعة مستوي الإنتاج وتشجيعه دائما في ظل التيسيرات التي كان يمنحها في إطار يدفع لمزيد من بذل الجهد لتحقيق أفضل النتائج الجيدة على مستوي خدمة المجتمع والمواطن الواحاتي، مضيفا أن المحافظ هو المحرك الرئيسي لتنفيذ كافة المشروعات التنموية والخدمية على مستوي المحافظة في جميع المجالات والذي يحتضن بقرارته تطلعات الشباب من خلال مواقفه الإنسانية والنبيلة منها موافقته على دعم التجربة بتخصيص مساحة 35 فدانا كمرحلة أولية لزراعة البطاطا عليها لكي يتم توفير المادة الخام للتصنيع وفي حال نجاح التجربة سوف يتم تخصيص 10 آلاف فدان لتعميم المشروع علي مستوي المحافظة.


مع الأهالي

أعرب أهالي مركز الداخلة عن سعادتهم وتقديرهم لجهود القيادة التنفيذية بالمحافظة والتي تعمل دائما على خدمة المواطن وترجمة الأفكار إلي خدمات ومشروعات تحقق الأكتفاء وتؤسس مفاهيم التنمية المستدامة للمستقبل البعيد، معربين عن تفاؤلهم الشديد بفكرة تطبيق خبز البطاطا، والذي ينقسم لشقين أولها إنتاج الخبز المدعم من البطاطا البيضاء والتي تقل فيها نسبة السكريات والثاني إنتاج رغيف الفينو من البطاطا الحلوة، علما بأن الدولة تستورد ثلث استهلاك المواطنين من الأقماح، وهو ما يستدعي التفكير في إدخال عجين البطاطا ضمن مكونات الخبز  وخاصة أن  فدان البطاطا ينتج عشرين ضعف فدان القمح لكونه يزرع 3 مرات خلال العام في الواحات الداخلة والتي تعد الأفضل في إنتاج البطاطا البيضاء نظرا لحجم ما توفره من قيمة التكلفة التي يستهلكها القمح في إنتاج الخبز بنسبة 50% على الأقل في حجم التكلفة وربما أكثر من ذلك لانخفاض سعر كيلو البطاطا مقارنة بسعر القمح.


وقال الباحث عبدالمنعم الجندي صاحب الفكرة أن التجربة أثبتا إمكانية استخدام 50% دقيقا و50% بطاطا بعد سلقها مباشرة لإنتاج خبز بجودة عالية ويتضمن عناصر غذائية كبيرة بجانب سعره المنخفض وما سيعود على الدولة من اكتفاء ذاتي خلال عامين من تجربته، مؤكدا إن المشروع البحثي استغرق منه سنوات قبل أن يصل إلي شكله النهائي، لافتا إلي أنه عرض مشروعه في شكله المبدئي على وزير التموين الدكتور علي المصيلحي لأول مرة في 2017.

أضاف الجندي، أن تنفيذ الفكرة والوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الخبز يمكن تنفيذها خلال عامين فقط. نظرا لاحتياج مصر إلي زراعة البطاطا بـ10% فقط من المساحات المنزرعة بالقمح، ما يؤمن جميع احتياجات المواطنين من الخبز بأفضل سعر وجودة وعناصر غذائية، لافتاً إلي أنه في حالة نجاح المنظومة سوف تتمكن مصر من تصدير البطاطا وتوفير مليارات الجنيهات التي تنفقها الحكومة لشراء القمح المستورد، منوها إلي أن كل ما تحتاجه مصر زراعة 350 ألف فدان بالبطاطا للاكتفاء ذاتيا من الخبز.


تابع أن هناك عدة أنواع فقط صالحة لتنفيذ عملية الخلط وبقية الأنواع لن تكون صالحة لتلك العملية.. مشيرا إلي استعداده الكامل لمد الدولة المصرية بكل احتياجاتها المعلوماتية بشأن هذا الأمر، خاصة أنه عكف سنوات طويلة على هذا البحث دون كلل لإيمانه بإمكانية تنفيذ الفكرة، حتي استطاع اختراع نوع بطاطا جديد سمي على اسمه "الجنداوي".

علي الجانب الآخر، يتمني مهندس أحمد مناع استشاري خدمات زراعية نجاح فكرة عمل الخبز من البطاطا  لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، إلا أن هناك بعض النقاط قد تشكل عقبة تعرقل سير تعميم التجربة على مستوي الجمهورية، منها أن محصول القمح يحمل نسبة الرطوبة تصل إلي 13%.


بواقع 870 كجم مادة جافة، أما البطاطا نسبة الرطوبة حوالى 85% ليحمل طن البطاطا ما يعادل 150 كجم مادة جافة، لأفتا إلى ضرورة توفير وسائل تخزين تستوعب الكميات الضخمة على مستوى الجمهورية، والية توزيع كميات المسلوق وتعبئته كحصة الى المخابز أم سيتم الإعتماد على خبرات الفران جميعها تساؤلات تحتاج إلى إجابات شافية منطقية وتجارب عديدة قبل دخولها حيز التنفيذ.

خبز البطاطا في سطور

* صاحب فكرة انتاج الخبز من البطاطا هو الدكتور عبدالمنعم الجندي استاذ بمعهد البحوث الزراعية.

* الرغيف المخبوز يكون 40% من البطاطا و60% من القمح.

* كل فدان من البطاطا يضف 20 طناً اي ان الفدان من البطاطا يساوي انتاجية 10 افدانة من القمح.

* صنف البطاطا المستخدم منزوع المادة السكرية وعالي البروتين والكربوهيدرات والنشويات ومضاد الاكسدة.

* البطاطا هي البديل الافضل للقمح والاكثر اماناً.

* يوجد في مصر ثلاثة اصناف تصلح فقط لانتاج الخبز وهي هجن البطاطا الجنداوي لانخفاض تركيز السكر بها وتميزها بأنها الاعلي في المادة الجافة وهو ما يجعلها صالحة لانتاج الخبز بمختلف انواعه حيث يمكن تجفيف البطاطا او سلقها في انتاج الخبز.

* رغيف الخبز يتميز بطعمه اللذيذ وشكله ابيض اللون مائل للاصفر وهو اطري واطول عمراً.

* يعتبر الرغيف المنتج بديل ممتاز لمرضي حساسية جلوتين القمح.

* تم تفعيل عمل رغيف البطاطا فى محافظة الوادى الجديد ومن المتوقع ان تحقق مصر اكتفاءاً ذاتياً فى الخبز خلال 3 سنوات.


دكتور سيد حماد:
المهم اختيار نوع البطاطا

قال الدكتور سيد حماد استشاري مساعد التغذية بالمعهد القومي للتغذية، ان اضافة البطاطا إلي الدقيق من الناحية الصحية هو مفيد جداً لانه يحتوي على مصدر عالي من النشويات وطبعاً النشويات معقدة لها مؤشر سكري منخفض وتعتبر من ضمن المصادر الجيدة للاليفاف الغذائية وفي نفس الوقت اذا كانت البطاطا من النوع الاصفر او البطاطا السكري تكون غنية جداً بالصورة النباتية لفيتامين "أ" وذلك من ضمن الفيتامينات المهمة جداً والتي لها فوائد كثيرة اولها ان لها دوراً كبيراً في تقوية المناعة بالجسم من خلال عمله كمطاق للاكسدة قوي ثانياً له دور في النمو والتطور في اطفالنا في مرحلة النمو ويطلق عليه هذا الفيتامين عامل من عوامل النمو وبالتالي له دور مهم جداً ونقصه وراء وجود ظاهرة قصر القامة في مصر وبالتالي وجوده في مصدر من مصادر الخبز نقدر نحصل علي قدر جيد من هذا الفيتامين اضف إلي ذلك دور فيتامين "أ" الرئيس في الابصار وسلامة العين بشكل كبير وايضاً دوره في نضارة وحيوية الجلد والبشرة ومقاومة العدوي بشكل كبير وبالتالي له فوائد عديدة وخاصة في حالة استخدام البطاطا ذات اللون الاصفر وما يعرف بغني محتواه بالكراتونات او الصورة النباتية لفيتامين "أ" وبالتالي يكون فيه فائدة كبيرة من الالياف الغذائية واحتوائه علي بعض العناصر المعدنية مثل الحديد والزنك والبوتاسيوم طالما تم تناولها في الحدود المسموحة.

اضاف، انه بعيداً عن الجدوي الاقتصادي وطرحه التصنيع هو اذا تم تصنع البطاطا لانتاج الخبز سوف يكون لها قيمة غذائية عالية لاتقل عن الخبز المصنع من القمح والذرة بأي حال من الاحوال وبل في بعض الاحيان قد تفوقه كقيمة غذائية اذا نظرنا إلي اجمالي الفوائد والقيم الغذائية المختلفة الموجودة في البطاطا.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق