شرع الله سبحانه وتعالي الأضحية وجعلها توسعة علي النفس والتصدق علي ذوي الحاجات وإكرام الجار.. وهي من أحب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لنيل رضا خالقه عز وجل فقال "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم".. فالأضحية من الشعائر التي حث عليها الإسلام وهي سنة مؤكدة في حق القادر المستطيع.. وقد ذكرت هذه الشعيرة في أكثر من موضع بكتاب الله الحكيم وسنة رسوله الكريم وإجماع الأئمة والفقهاء والمسلمين حيث قال جل شأنه"ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين".
يقول د.حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الأضحية سنة من سنن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقيل إنها واجب علي كل مقتدر وذلك لجبر خواطر الفقراء والمساكين في يوم الأضحي ولقد بين النبي صلي الله عليه وسلم منزلتها عند الله عندما دخل علي السيدة فاطمة وقال لها: "أي بنيتي قومي فاشهدي ضحيتك" وكان ذلك في يوم العيد بعد الصلاة فإنها مع أول دفقة دم منها يغفر الله لصاحبها وإنها تأتي يوم القيامة بلحمها وشحمها وأمعائها وأظلافها في ميزان العبد يوم القيامة.. وكان صلي الله عليه وسلم يأتي بكبشين أقرنين أملحين فيقول في الأول "اللهم فهذا عني وعن أمتي" والثاني "اللهم هذا عني وعن أهل بيتي".
أكد د.عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن ذبح الأضاحي أو نحرها في يوم عيد الأضحي شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة علي شرعيتها يقول الله سبحانه "فصل لربك وانحر".. وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحي بكبشين سمينين عظيمين أملحين أقرنين موجوءين "مخصيين" فجاء أحدهما وقال: "بسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وآل محمد" ثم أضجع الآخر وقال: "بسم الله والله أكبر. اللهم عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ".. وقد رغب رسول الله صلي الله عليه وسلم في الأضحية فروت عنه عائشة رضي الله عنها أنه قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب من إهراق الدم. وإنها لتأتي يوم القيامة في فرشه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا".
وأكثر العلماء يرون أن الأضحية سنة مؤكدة لما روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاث كتبت عليّ وهن لكم تطوع: الوتر والنحر وركعتا الفجر".. ولأنه رسول الله صلي الله عليه وسلم علق الأضحية علي إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه: "إذا دخل العشر -أي العشر الأوائل من ذي الحجة- وأراد أحدهم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتي يضحي" والواجب لا يعلق علي إرادة المكلف بأدائه.
ويجزئ المضحي أن يذبح عن نفسه وأهل بيته بشاة واحدة لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحي بشاة عن نفسه وآل بيته الأطهار.. وله كذلك أن يضحي بما فوق الشاة كالبدنة والبقرة ويجزئ عند جمهور الفقهاء أن يشترك سبعة في بدنة أو بقرة فيذبحوها عنهم سواء كانوا من أهل بيت واحد أو لم يكونوا لما روي عن جابر قال: "نحرنا بالحديبية مع النبي صلي الله عليه وسلم البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة".. وما يجزئ في الأضحية مع الشاه ما اكتمل له ستة أشهر ودخل في السابع.. ومن البقر ما كمل له سنتان ودخل في الثالثة ومن الإبل ما كمل له خمس سنين ودخل في السادسة ويستحب أن تكون الأضحية سمينة عظيمة حسنة ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها وجودته.. ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء أو المريضة التي لا يرجي برؤها أو العجفاء المهزولة أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها لما روي عن البراء قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أربع لا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقي".
ووقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لما روي عن البراء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من صلي صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن ذلك قبل أن يصلي فليعد مكانها أخري".. ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها لما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في الأضحية: "واحضروها إذا ذبحتم فإنه يغفر لكم عند أو قطرة من دمها".
الشيخ خالد أبو عيد الهاشمي من علماء الأوقاف يقول إنه من المعلوم أولا أن الأضحية سنة مؤكدة كما يري أكثر العلماءيثاب فاعلها ولا يعاقب تاركهالما روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاث كتبت عليّ وهن لكم تطوع الوتر والنحر وركعتا الفجر" ولأن رسول الله صلي الله عليه وسلم علق الأضحية علي إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه "إذا دخل العشر أي العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتي يضحي" والواجب لا يعلق علي إرادة المكلف بأدائه آداب المضحي وجمهور العلماء يقولون يكره لمن أراد أن يضحي أن يقص شعره أو يقلم أظفاره إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة حتي يضحي لحديث أم سلمة السابق الذي حمل فيه النهي علي الكراهية.
وكما روي عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتي ينحر الهدي وهذا يقتضي جواز قص الشعر وتقليم الأظفار لأنها مما أحل الله فعله.
ومن آداب الأضحية حضور المضحي لأضحيته ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها لما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في الأضحية "واحضروها إذا ذبحتم. فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها" وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة: "احضري أضحيتك. يغفر لك بأول قطر من دمها" ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح: "بسم الله والله أكبر" ويستحسن أن يزيد علي هذا فيقول: "اللهم هذا منك ولك اللهم تقبل مني أو من فلان" لما روي أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي بكبش له ليذبحه فأضجعه ثم قال: "اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد ثم ضحي".
اترك تعليق