هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء الدين : الأضحية شعيرة اسلامية .. وتعظيمها من تقوي القلوب

سُنَّة مؤكدة علي القادر المستطيع .. وأفضل الأعمال الصالحة

ثلثان للأهل والجيران الفقراء .. والباقي للمساكين


شرع الله سبحانه وتعالي الأضحية وجعلها توسعة علي النفس والتصدق علي ذوي الحاجات وإكرام الجار.. وهي من أحب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لنيل رضا خالقه عز وجل فقال "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم".. فالأضحية من الشعائر التي حث عليها الإسلام وهي سنة مؤكدة في حق القادر المستطيع.. وقد ذكرت هذه الشعيرة في أكثر من موضع بكتاب الله الحكيم وسنة رسوله الكريم وإجماع الأئمة والفقهاء والمسلمين حيث قال جل شأنه"ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين".

حول شعيرة الأضحية والحكمة منها ووقتها ناقشنا آراء العلماء:
      
د.حمدي طه:

جبر خواطر الفقراء والمساكين .. في يوم الأضحي

يقول د.حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الأضحية سنة من سنن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقيل إنها واجب علي كل مقتدر وذلك لجبر خواطر الفقراء والمساكين في يوم الأضحي ولقد بين النبي صلي الله عليه وسلم منزلتها عند الله عندما دخل علي السيدة فاطمة وقال لها: "أي بنيتي قومي فاشهدي ضحيتك" وكان ذلك في يوم العيد بعد الصلاة فإنها مع أول دفقة دم منها يغفر الله لصاحبها وإنها تأتي يوم القيامة بلحمها وشحمها وأمعائها وأظلافها في ميزان العبد يوم القيامة.. وكان صلي الله عليه وسلم يأتي بكبشين أقرنين أملحين فيقول في الأول "اللهم فهذا عني وعن أمتي" والثاني "اللهم هذا عني وعن أهل بيتي".

وكان من دأب صحابة رسول الله أن يفعلوا ذلك في يوم الأضحي وكان الذي لا يجد ما يذبحه يأتي بديك كما حدث مع سيدنا أبو هريرة عندما كان يربي ديكا ويقول هذا أضحيتي ولذلك شرع الله لنا أن نأكل منها وأن نطعم الجيران والفقراء والمساكين لقوله تعالي "وكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" ولا تعتبر أضحية إلا إذا ذبحت بعد صلاة العيد فإذا ذبحت قبل الصلاة كانت صدقة ولكن يجب أن تذبح بعد الصلاة لقول الله سبحانه وتعالي "فصل لربك وانحر".
وهي من سنن سيدنا إبراهيم بعد أن أنجا الله سيدنا إسماعيل من الذبح وفداه الله بكبش عظيم "وفديناه بكبش عظيم" وكان من عادة سيدنا إبراهيم ومن أتي خلفه من أبنائه أن يقيموا تلك الشعيرة طاعة لله فالأضحية شعيرة من شعائر الله "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب" وفيها ذكر لله سبحانه وتعالي عند ذبحها وفيها ذكر لله عند توزيعها علي الفقراء والمساكين وهي من الإنفاق الطيب "وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه".
      
د.عبد الفتاح إدريس:

شعيرة اسلامية واجبة .. وهذه شروطها وأوقاتها وآدابها

أكد د.عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن ذبح الأضاحي أو نحرها في يوم عيد الأضحي شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة علي شرعيتها يقول الله سبحانه "فصل لربك وانحر".. وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحي بكبشين سمينين عظيمين أملحين أقرنين موجوءين "مخصيين" فجاء أحدهما وقال: "بسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وآل محمد" ثم أضجع الآخر وقال: "بسم الله والله أكبر. اللهم عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ".. وقد رغب رسول الله صلي الله عليه وسلم في الأضحية فروت عنه عائشة رضي الله عنها أنه قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب من إهراق الدم. وإنها لتأتي يوم القيامة في فرشه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا".

وأكثر العلماء يرون أن الأضحية سنة مؤكدة لما روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاث كتبت عليّ وهن لكم تطوع: الوتر والنحر وركعتا الفجر".. ولأنه رسول الله صلي الله عليه وسلم علق الأضحية علي إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه: "إذا دخل العشر -أي العشر الأوائل من ذي الحجة- وأراد أحدهم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتي يضحي" والواجب لا يعلق علي إرادة المكلف بأدائه.

ويجزئ المضحي أن يذبح عن نفسه وأهل بيته بشاة واحدة لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحي بشاة عن نفسه وآل بيته الأطهار.. وله كذلك أن يضحي بما فوق الشاة كالبدنة والبقرة ويجزئ عند جمهور الفقهاء أن يشترك سبعة في بدنة أو بقرة فيذبحوها عنهم سواء كانوا من أهل بيت واحد أو لم يكونوا لما روي عن جابر قال: "نحرنا بالحديبية مع النبي صلي الله عليه وسلم البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة".. وما يجزئ في الأضحية مع الشاه ما اكتمل له ستة أشهر ودخل في السابع.. ومن البقر ما كمل له سنتان ودخل في الثالثة ومن الإبل ما كمل له خمس سنين ودخل في السادسة ويستحب أن تكون الأضحية سمينة عظيمة حسنة ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها وجودته.. ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء أو المريضة التي لا يرجي برؤها أو العجفاء المهزولة أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها لما روي عن البراء قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أربع لا تجوز في الأضاحي العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقي".

ووقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد لما روي عن البراء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من صلي صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن ذلك قبل أن يصلي فليعد مكانها أخري".. ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها لما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في الأضحية: "واحضروها إذا ذبحتم فإنه يغفر لكم عند أو قطرة من دمها".

ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح "بسم الله والله أكبر" ويستحسن أن يزيد علي هذا فيقول "اللهم هذا منك ولك اللهم تقبل مني أو من فلان".. ويستحب أن يطعم المضحي أهل بيته ثلثها ويهدي ثلثها للفقراء من جيرانه وأقارنه ويتصدق بالثلث علي من يسألها لقول الحق سبحانه: "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" والقانع هو السائل والمعتر هو الذي يعتري الناس أي يتعرض لهم ليطعموه ولا يسألهم ذلك.. ولما روي عن ابن عباس في صفة أضحية النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ويطعم أهل بيته الثلث ويطعم فقراء جيرانه الثلث ويتصدق علي السؤال بالثلث" وروي عن ابن عمر أنه قال: الضحايا والهدايا ثلث لك وثلث لأهلك وثلث للمساكين.
وليس للمضحي أن يعطي الجزار شيئا منها أجره له علي عمله ولكن إذا دفع إليه شيئا منها لفقره أو علي سبيل الهدية فلا بأس فقد روي عن علي قال: "أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أقوم علي بدنه وأن أقسم جلودها وجلالها وألا أعطي الجازر شيئا منها وقال: نحن نعطيه من عندنا".
ولا يجوز للمضحي كذلك أن يبيع شيئا من الأضحية لحما كان أو جلدا أو غيرهما وله أن ينتفع بجلدها وفضلاتها بلا خلاف لما روي عن عائشة قال: قد كانوا ينتفعون من ضحاياهم ويجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية. قال: وما ذلك؟ قلت: نهيت عن إمساك لحوم الأضاحي فوق الثلث. قال: إنما نهيتكم للدافة التي دفت فكلوا وتزودوا وتصدقوا وادخروا".
      
الشيخ خالد أبو عيد الهاشمي:

يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها

الشيخ خالد أبو عيد الهاشمي من علماء الأوقاف يقول إنه من المعلوم أولا أن الأضحية سنة مؤكدة كما يري أكثر العلماءيثاب فاعلها ولا يعاقب تاركهالما روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاث كتبت عليّ وهن لكم تطوع الوتر والنحر وركعتا الفجر" ولأن رسول الله صلي الله عليه وسلم علق الأضحية علي إرادة المضحي في حديثه الذي روته عنه أم سلمة الذي يقول فيه "إذا دخل العشر أي العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتي يضحي" والواجب لا يعلق علي إرادة المكلف بأدائه آداب المضحي وجمهور العلماء يقولون يكره لمن أراد أن يضحي أن يقص شعره أو يقلم أظفاره إذا دخل العشر الأوائل من ذي الحجة حتي يضحي لحديث أم سلمة السابق الذي حمل فيه النهي علي الكراهية.

وكما روي عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده ثم يبعث بها ولا يحرم عليه شيء أحله الله له حتي ينحر الهدي وهذا يقتضي جواز قص الشعر وتقليم الأظفار لأنها مما أحل الله فعله.

ومن آداب الأضحية حضور المضحي لأضحيته ويستحب للمضحي إن لم يذبح أضحيته بنفسه أن يحضر ذبحها لما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في الأضحية "واحضروها إذا ذبحتم. فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها" وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة: "احضري أضحيتك. يغفر لك بأول قطر من دمها" ويستحب أن يقول المضحي عند الذبح: "بسم الله والله أكبر" ويستحسن أن يزيد علي هذا فيقول: "اللهم هذا منك ولك اللهم تقبل مني أو من فلان" لما روي أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي بكبش له ليذبحه فأضجعه ثم قال: "اللهم تقبل من محمد وآل محمد وأمة محمد ثم ضحي".

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق