تري صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية. أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها تحقيق مكاسب من وراء أزمة الطاقة العالمية التي تفاقمت منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
واستعرضت الصحيفة الأزمة الحالية من جميع جوانبها ومدي تأثيرها علي كافة أطرافها. وخلصت إلي أن الاتحاد الأوروبي متضرر بشدة من الأزمة الحالية بسبب بدء روسيا في خفض كميات الغاز الذي تصدره إلي المنطقة الأوروبية. وهو الخفض الذي تزيد موسكو من حدته بمرور الوقت في إطار استخدام منتجات الطاقة كسلاح لتخفف عن نفسها الضغوط الناتجة عن العقوبات المفروضة عليها.
كانت دعوة ألمانيا الرسمية للتوفير في استهلاك الطاقة سببا في إثارة الذعر في أوروبا كلها حيال إمكانية التعرض للمزيد من العجز في منتجات الطاقة. وهو الأمر الذي يزيد من وطأته أن شهورا قليلة تفصل القارة العجوز عن فصل الشتاء والبرد القارس الذي ينتظره الأوروبيون وسط قلق إزاء إمكانية ألا يجدوا ما يساعدهم علي التدفئة الأساسية.
وذكرت الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعلم جيدا من درس سلاح الطاقة الذي شهدته سبعينيات القرن العشرين عندما ضغطت الدول الأكثر إنتاجا للنفط في منطقة الخليج علي الولايات المتحدة. التي تدعم إسرائيل في حرب 1973. وأن بوتين يجيد حتي الآن استخدام سلاح الطاقة من أجل الإفلات من العقوبات المفروضة عليه بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلي أن أغلب المؤشرات المتوافرة في المشهد الحالي ترجح أن روسيا تتمتع بموقف قوي علي المدي القصير فيما يتعلق بإمدادات منتجات الطاقة. لكنها قد تواجه الكثير من المتاعب وتتحول إلي موقف سيء خلال السنوات الثلاث المقبلة.
علي النقيض من ذلك. تري "فاينانشال تايمز" أن العكس ينطبق علي الولايات المتحدة التي قد تعاني علي المدي القصير من أزمة الطاقة الحالية. لكنها قد تحقق مكاسب كبيرة علي المدي الطويل من تلك الأزمة.
فالولايات المتحدة تجاوزت روسيا لتكون أكبر مصدر لمنتجات الطاقة عالميا. ورغم المعاناة التي يعيشها المستهلك الأمريكي من ارتفاع أسعار الطاقة. تعتبر الارتفاعات الأخيرة في الأسعار عمودا فقريا لقطاع استخراج النفط الصخري الأمريكي.
كما تشير الإحصائيات الحالية إلي أن الولايات المتحدة تحولت إلي مصدر للطاقة وأنها لا تستورد سوي نسبة ضئيلة جدا من منتجات الطاقة من خارج البلاد في الوقت الذي يزداد فيه اعتماد الصين. ثاني أكبر اقتصادات العالم علي واردات النفط من دول أخري.
وتخلص الصحيفة إلي أن أزمة الطاقة العالمية. التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا. أدت إلي زيادة الطلب علي الوقود الأحفوري -بما في ذلك الفحم- غير الروسي. مما يفتح الباب علي مصراعيه أمام منتجي النفط الصخري الأمريكي للاستحواذ علي نصيب أكبر من السوق العالمية علي حساب روسيا.
اترك تعليق