صدر ديوان صبر العارفين للشاعر الأمير صلاح سالم عن مؤسسة صهيل الأدبية وللشاعر اعمال سابقة مجموعة شعرية بعنوان " لحن شارد من الكمان"، والديوان للشاعر الأمير صلاح سالم
قصيدة قيثارة الشموخ
هي ميتةٌ أُخرى فَخضْها شَامخًا
وَاخفضْ جَناحَ رؤاكَ كي تتأوَّلكْ
لا ردةٌ فيما ترى
لن يعرفَ الإبحارَ فيك سواكَ هذا مُنزلكْ
من قبلِ بابلَ والحقيقةُ كِذبةٌ
فالأرضُ لم تُحمل على قرنِ المَلَك
والحبُّ لم يَقتل
ولا " نينورتا " بالحقِّ خاضَ حُروبهُ حَتى هَلكْ
فامنح فؤادك بُرهةً
كي يدخلَ المعنى كرمزٍ عابرٍ يطوي الفلَك
واتركْ هُنالِكَ في الغيابَ حَقائبًا
تُخفي مَلامحُها حَقيقةَ أوَّلكْ
كُنْ أنْتَ رمزُك َوالمجازُ
كَأنمَّا لم تعرفِ الدُنيا سِواكَ لتسْأَلكْ
واغمسْ حُروفَكَ في الخيالِ فرُبّما
تحَتاجُ ألفَ مدىً لكي يتأملك!
أو رُبما تَحتَاجُ مَوْتًا
كي تعودَ مُوضّحًا للأرْضِ ماذا أَشْغَلَكْ
فالشّعرُ أوّلُ رابحٍ في التّيهِ
أوّلُ خاسرٍ مَن ظَنّهُ قدْ يُمتَلكْ
بعضُ الحروفِ مَقاصلٌ
فاخْترْ لنِفسكَ مِيتةً قُربَ النّجومِ لتشْمَلكْ
السّيفُ أصْدقُ ؟ رُبما،
أوْ رُبما هَذا التشظّي وَحْدهُ مَن شَكلّكْ
لا تَركبنَّ المَوجَ دونَ درايةٍ
ماذا سَيبْقَى إنْ تَركتَ تعقلّكْ؟
فالوَردُ أجْمَلُهُ يُداري شَوكهُ في دلهِ
يا وَردُ مَنْ ذا دَلّلكْ؟
ليسَ انتصارًا أو هزيمةَ إِنّما
هّذا الجنونُ بزيفِهِ قد أثْقلكْ
سَنقولُ للتاريخِ رُغمَ شرودهِ
يا أيُها السّاهي عَلامَ توسّلكْ
فاخْرجْ إِليكَ فَما هُنا أَحْدٌ ..!
عَلى هَذي الضّفافِ فَخُذْ يَديكَ وَمعْولكْ
هَذا زَمانُ الزَيفِ مُوحشُ دَربُهُ
فاحملْ هُمُومكَ فوقَ ظَهرِ تحمُلِكْ
لا تسألِ الصُّبحَ انْهمارًا،
كنْ لهُ أنتَ انْهمارًا هَكذا قدْ يَقبَلكْ
وابحثْ لنفسكَ بينَ طَياتِ الضُحى
عَنْ وجْهةٍ أُخرى تُريدُ تَبتُلكْ
واكذبْ على كَفيكَ، والقَلبَ الذي
ما زالَ مُنتظرًا، يخافُ تَرجّلكْ
وَكَما تُوشْوشُ وَرْدةً اهمسْ لَهُ
- هَونْ عَليكَ فإنّ خَوفَكْ أّثملَكْ-
رُغمَ انْكسارِكَ لمْ تزلْ
بِنتٌ عَلى الشّباكِ تَرعى في المَساءِ قُرنْفُلَكْ
وَتعاتبَ الصُبحَ الذي قَد هَزهُ شَغفُ الحَنينِ،
- مَنْ الذي قَدْ أجلَكْ –
هيَ مِيتَةٌ أُخرى فَخُضْها شَامخًا
واخْفضْ جَنَاحَكَ وانْتَظِرْ أنْ تَقْبلكْ
اترك تعليق