لدينا قيادة حكيمة قادرة علي مواجهة أي أزمات والتغلب عليها
المشروعات القومية وفرت ملايين فرص العمل للمواطنين
الأمن القومي الحديث لا يعتمد على النواحي العسكرية فقط
الجامعات العلمية والعربية تلعب دوراً كبيراً في الوعي العربي
الأجهزة المعادية لا تريد للعرب تحديث إمكانياتهم العسكرية
التنمية المستدامة .. هدف أساسي للجامعة العربية

في ظل التحديات العالمية التي تواجه مصر والعالم العربي، وحرب المعلومات التي تشن علينا من قوي معادية لزعزعة الأمن والاستقرار كان من المهم إجراء حوار مع أحد أهم الخبراء الاستراتيجيين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة ومواقف وطنية عظيمة.

اللواء محمود خليفة مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون العسكرية حيث تحدث عن العديد من الموضوعات المهمه وخاصة التعاون العسكري بين مصر والدول العربية وحرب المعلومات التي تواجهنا حاليا.

كشف اللواء خليفة في حواره عن الأدوات والآليات الخمسة لحرب المعلومات والإجراءات ضرورية لمواجهتها، مؤكداً أن مصر يقودها قائد وطني حكيم نفخر به وإنجازاته غير المسبوقة وقدرته علي مواجهة أي أزمات والتغلب عليها.

كما أكد اللواء خليفة أن المشروعات القومية الكبري التي أقامتها مصر خلال السنوات الماضية وفرت فرص عمل لملايين المصريين الذين عادوا من ليبيا والعراق وغيرها.. مشيرا إلي أن الدور المصري من خلال جامعة الدول العربية ساهم في تقوية الروابط بين مصر والدول العربية كلها في البداية سألنا اللواء محمود خليفة.

* كيف ترون الدور العسكري في تحقيق الأمن القومي العربي من خلال جامعة الدول العربية؟
- الجامعة العربية بها مجموعة من القطاعات الرئيسة والتي تقوم بالمهام الرئيسة منها، القطاع السياسي، القطاع الاقتصادي، القطاع الاجتماعي، وقطاع الشئون العربية والأمن القومي العربي، القطاع الإعلامي، القطاع القانوني، وأخيرا القطاع الفلسطيني بالنسبة للقطاع المحور الحديث هو قطاع الشئون العربية والأمن القومي، فهو مثل باقي قطاعات جامعة الدول العربية به مجموعة من الإدارات، أحد هذه الإدارات هي الإدارة العسكرية، هذه الإدارة معنية بعقد مؤتمرات ودورات بين ممثلين من القوات المسلحة من جميع الدول العربية من كافة المجالات، هناك أيضا لقاءات يحضر فيها رؤساء هيئات تدريب القوات المسلحة العربية، لعرض ومنافشة كافة الموضوعات المتعلقة بالنشاطات الرياضية العسكرية بين الدول العربية.

هذه المؤتمرات التي تعقدها الإدارة تكون على مدار العام فكل شهر او شهرين يكون هناك دوره تدريبية.

هذه الدورات تكون معنية بتوحيد المفاهيم و المصطلحات وتعميم الخبرات العسكرية بين الدول العربية في كافة المجالات العسكرية، وسبق أن تم عقد الدورات والمؤتمرات وعرض الدراسات وتحليل نتائج البحوث العلمية العسكرية في كل القضايا التي تواجه العالم العربي.

فضمن هذه الدورات التدريبية كانت هناك دورة لمكافحة الإرهاب.. فكل دولة قدمت الدراسة البحثية الخاصة بها ضمن ملف مكافحة الإرهاب وقد تم تحليل النتائج لتعميم وتعظيم الإستفادة بها للحفاظ علي الأمن القومي العربي.

وقد تمت مناقشة نتائج الدراسات الخاصة بحرب المعلومات ومنها الحروب الهجينة والحديثة سواء حروب الجيل الرابع أو الخامس.

بالإضافة الي دراسة مواجهة "الصواريخ البالستية" مع كل ممثلي الدول العربية، وهذا النوع من الصواريخ "البالستية" تتعرض لها الدول الشقيقة المملكة العربية السعودية من الانقلاب الحوثي في اليمن.

نحن هنا نناقش أسلوب مواجهة هذا النوع من الحروب، علاوة على توحيد المفاهيم والمصطلحات العسكرية بين الدول العربية، أيضا نعلم انه هناك تدريبات عسكرية مشتركة مستمرة بين الدول العربية.. حيث كان هناك تدريب مصري- سعودي، مصري- كويتي، مصري- إماراتي، مصري- بحريني، ومناورات عسكرية مشتركة بين هذه الدول.. وفي النهاية هناك تدريب مشترك بين مصر وكافة الدول العربية.

وبالتالي هذه الأنشطة العسكرية والتدريبات المشتركة ساهمت في تدعيم وتقوية العلاقات بين الدول العربية وتؤكد مقولة رئيس الجمهورية أن أمن الخليج من أمن مصر وأمن مصر من أمن الخليج علاوة على تبادل الدراسات العسكرية بالمعاهد والكليات العسكرية بين الدول العربية لتوحيد المفاهيم والثقافات العسكرية.

ولأننا نعي ونعلم تماما أن الأمن القومي العربي هو القضية الأهم، وأن خبرة كل دولة تستفيد منها الدول الأخري في إطار التعاون العسكري سواء كان معلوماتي "الأبحاث العلمية العسكرية"، أو خبرات عسكرية حول كيفية مجابهة كافة التحديات والمخاطر والتهديدات.

تحديات عديدة

* هل قضايا الأمن القومي تتطلب النواحي العسكرية فقط أم أن هناك قضايا أخري؟ وما هو الدور المصري في هذه المنظومة؟ 
- إضافة إلي كل ما سبق من التبادل الثقافي وعقد المؤتمرات لتبادل المعلومات والتدريب العسكري، ليس دور جامعة الدول يقتصر على مواجهة الأزمات والإرهاب فقط وإنما هناك العديد من التحديات السياسية والاقتصادية الآن والتي يعاني العالم كله منها، وهناك تحديات اجتماعية، قطاعات الجامعة تواجه كافة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، وبالطبع دور مصر كبير وفعال في كافة القطاعات بالمشاركة العلمية والعسكرية، في المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وليس فقط في قطاع الشئون العربية والأمن القومي العربي.

وساهم بالتأكيد في تقوية وتعميق الروابط بين مصر وكافة الدول العربية بمشاركة التحديات والأزمات وكذلك التبادل الثقافي والعلمي على كافة القطاعات والمجالات والذي ساهم بدوره بشكل كبير في تحقيق مفهوم الأمن القومي العربي.

تواجه مصر حاليا حربا إلكترونية من اطراف عديدة بهدف إحداث حالة من الاحباط والاكتئاب في صفوف الشعب مستغلين في ذلك تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية.. كيف نواجه هذه الحرب؟!.

إننا نسمي هذه الحرب "حرب المعلومات" بمفهوم أشمل وأوسع من مفهوم "الحرب الإلكترونية" لأن الحرب الإلكترونية تخص وسائل التواصل الإجتماعي والوسائل الأخري، حرب المعلومات هي استخدام معلومات مغلوطة تبث إلي المواطن العربي لكي يتم من خلالها إفقاد الثقة في قياداتها السياسية والأجهزة المعنية في الدولة ومؤسساتها.

الحرب الإلكترونية

* كيف نستطيع مواجهة الحرب الإلكترونية؟
- لكي نواجه هذا النوع من الحرب لابد أن نراعي:

* أن تهتم كافة جهات الدولة والشعوب للإرتقاء بالوعي والثقافة والإدراك.
* لابد أن تكون الكلمة الإعلامية والمحتوي الإعلامي المكتوب والمقروء والمسموع ذات مصداقية عالية، وان يكون الخطاب الإعلامي واضح المعالم حتي لا نعطي فرصة للمواطن ان يستقي معلوماته ويشوش من جهات أخري.
* تكثيف أعمال فنية درامية إذاعية وتليفزيونية ذات مصداقية وموضوعية في معالجة المشاكل بعيدا عن الإثارة والمعلومات الخيالية والغير حقيقية والتي تؤثر علي مصداقية الحدث.
* الجهات الدينية ومسئولوها عليهم دور مهم في الوعي التثقيفي والتنويري للارتقاء والإدراك.
واليقين أن جميع الأديان السماوية تدعو إلي التآلف والتسامح بين كافة أطياف البشر. بشكل واضح جدا.
* ثم يأتي الدور هنا علي التعليم يجب أن يشمل عقد محاضرات بعيدا عن المناهج التعليمية من خلال الندوات والمؤتمرات. يحضرها مختصون للتثقيف وإحداث نقلة فكرية وثقافية في المدارس والجامعات.

التثقيف والتنوير

* وكيف تري دور الجامعات العلمية والعربية؟
-  لابد ان تكون مسئوليتها التثقيف والتنوير ليس فقط في المادة العلمية التخصصية، وإنما في كل الموضوعات التي تخص الحياة السياسية والإجتماعية وأن يحضرها خبراء متخصصون لهم رؤية واضحة ودقيقة في شرح كافة الأبعاد من الأحداث الجارية المحلية والإقليمية والدولية لكي تتشكل لديهم الرؤية والثقافة والوعي.

بالإضافة إلي الدور التثقيفي لوزارات الدولة، فالبعض يعتقد ان الوزارات معنية بالدور الإنتاجي فقط فمثلا وزارة الزراعة تختص بالإنتاج الزراعي فقط وزارة الصناعة مختصة بالتطوير الصناعي فقط..الخ.

لكن لابد أن تهتم كل وزارة بعمل ندوات تثقيفية لكوادرها في كافة الموضوعات العامة وليس من الناحية التخصصية الإنتاجية فقط.. مثل ما تقوم به القوات المسلحة من ندوات تثقيفية لعناصرها، فلم يقتصر دور الجيش على تأمين الحدود والتنمية وإنما عقد الندوات والمؤتمرات التثقيفية، واري ان الدور التثقيفي والتوعوي لابد ان يبدأ داخل كل وزارة في مصر والعالم العربي واعتقد ان كل وزارة في كل دولة لديها القاعات والإمكانيات والخبرات والكوادر لتحقيق هذا الهدف.

الدور الأساسي لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والتي لديها عدد كبير من قصور الثقافة في كل مدن ومحافظات مصر، ليس مهمتها فقط اقتصارها على تقديم العروض الفنية، بالتأكيد العرض الفنيه له قيمته ودوره العظيم في رفع الذوق الفني ورسم الهوية لكل دولة، ولكن هناك دورا كبيرا وعظيما على التوعية بالمعلومات المباشرة، فكل شهر أو شهرين لابد لكل قصر من قصور الثقافة ان يعقد ندوة تثقيفية بحضور خبراء الدولة في كل مجال لعقد حوار مفتوح مع الشباب وعقد ندوات تثقيفية وتنويرية عن الاقتصاد المصري الزراعة والصناعة والإستثمار والتعليم ودور الشباب وكذا دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للإلمام بالأحداث السياسية والتهديدات والمخاطر للأمن القومي. للوصول للهدف الأسمي وهي الثقافة الشاملة والوعي الكامل لجموع الشعب المصري.

مادة رئيسية

* هل من الممكن ان تحدثنا عن الرؤية المصرية تجاه دول الشرق والغرب في الحروب والنزاعات الدولية؟ 
- على المستوي العربي أن ميثاق جامعة الدول العربية يتضمن مادة رئيسية وهي حل كافة النزاعات بين دول الأعضاء داخل الجامعة وبين الدول غير الأعضاء بالطرق السلمية فنحن نتعامل وفق الاستراتيجية السلمية في الأساس.

وفي حالة النزاعات الدولية العربية أيضا فنحن نوصي بالحلول السلمية، وفي حالة الحروب الدولية أيضا فإننا ندعو إلي الحلول السلمية والدبلوماسية بين الدول التي بينها صراعات ونزاعات في كافة المجالات، مصر من الدول التي تحظي بعلاقات طيبة مع كل دول في العالم سواء الدول الشرقية أو الغربية، فمصر بينها وبين كل دول العالم مصالح اقتصادية أو سياسية وفي عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي عمقنا وعززنا علاقاتنا بين دول العالم في الشرق والغرب، فنحن ننظر للنزاعات بين الدول ان يتم التدخل لحل هذه النزاعات بالحل السلمي، بعيدا عن الحروب والاستنزاف الاقتصادي الذي يعود بالسلب علي العالم كله.

وإذا كنا مازلنا كدولة مصرية نميل دائما الي السلم ولا نرضي بالحلول العسكرية أو الصراعات المسلحة.

لذلك ندعو أيضا ان يكون حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية ولكي يعم الاستقرار في المصالح بين الدول ذاتها اقتصاديا وسياسيا وللحفاظ أيضا على مصالحنا مع كل دول العالم، فنحن لدينا قيادة حكيمة سياستها التوازن في العلاقات بين دول الشرق والغرب فكل الدول بيننا وبينها مصالح مشتركة.

إعصار اقتصادي

* خرج رئيس أكبر بنك في أمريكا مؤخرا بتصريح قال فيه إن العالم مقدم على اعصار اقتصادي هائل يطيح بالعديد من الدول كيف تستعد مصر لمواجهة هذا الاعصار؟!.

- إن القيادة المصرية الحكيمة لا تنتظر تصريحاً من دولة او جهة تحذرنا عن مشاكل اقتصادية وخلافه.. لأن مصر تستبق وتراقب كافة الأحداث الإقليمية والدولية والنزاعات الموجودة، وتستشرف وتستشعر المستقبل وتتوقع، ويتم الاستعداد لها مسبقا باتخاذ الإجراءات المناسبة.

فعلي سبيل المثال وليس الحصر، عندما رأينا نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية، أن هناك مشكلة غذائية ستكون ممثلة في القمح فأغلب دول العالم تستورد من القمح الروسي والقمح الأوكراني، ومصر تستورد حوالي 80-70% من دولة روسيا ودولة أوكرانيا، وكذلك عدد من الدول العربية كالجزائر.

سأروي قصة قصيرة تثبت رؤية الحكيمة للقيادة سياسيا واقتصاديا، فمثلا مصر منذ ثماني سنوات عندما كنت محافظ الوادي الجديد، كانت تخزن القمح وعملية تشوينه كانت تتم في العراء، فكانت كمية كبيرة من القمح تتلف نتيجة تلوثه من الطيور، كما كانت طرق تخزين القمح آنذاك صعبة وبدائية ونخسر فيها مقدارا كبيرا من القمح، ولذلك بعد تولي الرئيس السيسي للمسئولية شرعنا في إنشاء الصوامع لتخزين الغلال وعدم هدر للمحصول الزراعي كما كان يحدث في السابق، وقتها لم تكن هناك حرب أوكرانية- روسية أو غيره، الآن بفضل التفكير المسبق والقيادة الحكيمة استطعنا أن نستفيد من كميات القمح كلها المنتجة محليا والمستوردة ونستغلها الاستغلال الأمثل باحترافية عالية جدا منذ ثماني سنوات، وحتي الآن.

وللدلالة أيضا على رؤية القيادة السياسية في معالجة كافة التحديات فقد كان لدينا حوالي 5 ملايين من العمالة المصرية يعملون في بعض الدول كالعراق وليبيا عندما اندلعت حروب الإرهاب في الدول العربية، فقبل رجوعهم لمصر كانت مصر قد شرعت في إنشاء المشروعات القومية، لتأخذ العمالة وتشغلها في المشروعات القومية، وكان عدم توفير عمل لهم كان من الممكن أن يستقطب عددا منهم من قبل الجماعات الإرهابية لأنهم عاطلون عن العمل.

والقصة الأخري المشاريع التي أقامها الرئيس من العاصمة الإدارية والبنية التحتية ساهمت في خلق فرص عمل في ظل تحديات كبيرة على المستوي العالمي منها تحديات الفيروسات والأمراض مثل الكوفيد وغيره، كما أن الدولة مازالت مصرة على إنشاء مشروعات تنموية وتطوير الصناعة لكي يستفيد منها الطلبة والخريجون بعد تخرجهم، وكذلك المدن الصناعية مثل مدن الأثاث ومدينة للصناعات الطبية ومدينة خاصة للحرفيين، ومدينة لصناعة الجلود.. وبالتالي المصانع والشركات والانتشار الأفقي يؤمن الأرض المصرية ويعمرها كما يواجه التحديات التي يمر بها الملف الاقتصادي ويزيد من الناتج القومي ويقضي على البطالة وبالتالي تحقيق مفهوم التنمية الشاملة، ورفع المستوي الاقتصادي لمصر على مستوي العالم. 

أجهزة معادية

* مصر مستمرة في استيراد أسلحة ومعدات كثيرة من دول العالم كان آخرها الصفقة الأمريكية والبعض في الشارع يتساءل لماذا نستورد الأسلحة رغم وجود ازمة وتحديات اقتصادية وبالإضافة أننا لسنا في حالة حرب؟!
- هناك أجهزة كاملة معادية تقوم بصناعات للأفكار المغلوطة للتشكيك في القرارات المصيرية، عندما نقوم بتطوير في تسليح القوات المسلحة لمواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات التي تواجة الأمن القومي فعلي سبيل المثال، عندما استوردت مصر حاملات الطائرات بعض من الشعب المصري شكك في جدوي شرائها في ذلك الوقت، و لكن وقتها كانت القيادة المصرية حكيمة لم ترد على مثل هذا التشكيك في حينه لهدف أسمي، لم ترد القيادة ان تعلن وقتها ما الهدف من استيراد حاملة للطائرات لأن وقتها مصر كانت تهدف التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط والذي تم اكتشافه فيما بعد وهو حقل "ظهر" لأن هذا الحقل لم يكن على مسافة 5 كلم عن شاطئ الإسكندرية ودمياط وبورسعيد بل كان على مسافة 200 كيلو متر في البحر المتوسط وبما يسمي المياه الاقتصادية أو المياه العميقة.

نحن حاليا بعد اكتشاف حقل ظهر، أعلنت وأظهرت القيادة عن هدفها الأساسي من استيراد حاملات الطائرات هي حماية المصالح الاقتصادية في البحر المتوسط وتأمين حقل ظهر.

وحينها أدرك الشعب المصري حكمة القيادة السياسية والعسكرية للرئيس عبدالفتاح السيسي في عدم إعلان الهدف الأساسي للاستيراد وقتها، إذن استخدام القوة العسكرية وتطويرها مطلوب لمواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب وحماية المصالح الاقتصادية وتأمين الحدود والاتجاهات الإستراتيجية المختلفة للدولة، ومن المهم الإشارة أن الدول التي تصنع هذه الشائعات وترسلها للتشكيك وإحداث الفوضي هم نفسهم من يلجأون لتقوية قدراتهم العسكرية، وهو التوجه الحالي لكل الدول في العالم لتقوية القدرات العسكرية فمثلا ألمانيا الآن بعد الحرب الروسية- الأوكرانية وجدت اهمية تطوير جيشها، تم رصد 100 مليار دولار لصالح تطوير الجيش الألماني، كما تقوم جميع الدول الكبري في العالم في استمرار تطوير قدراتها العسكرية سواء جيوشها والقواعد العسكرية المنتشرة في العالم وتطوير أسلحتها التقليدية والفوق تقليدية وتصدير الأفكار والشائعات لمصر ليس له أية مصلحة سوي افقاد مصر لقدرتها العسكرية ولكي يتمكنوا من الدولة المصرية واضعافها.

مصر يقظة ولديها القوة والحكمة ورسالتي الي الشعب المصري ألا ينصاع إلي صناعة الشائعات والرد على كل من يقول إن التهديدات على مصر ضعيفة، ولا حاجة لتطوير أن يكون يقظا مستوعبا للتهديدات والمخاطر والأحداث الجارية إقليميا ودوليا وكذا لحجم القوة والتطوير في جيوش دول العالم في صنع الصواريخ العابرة للقارات. وتجاربهم في توسيع لقدراتهم العسكرية.

حل اللغز

* بعد ظهور العديد من الفيروسات المندثرة و الفيروسات الغريبة التي تجمع بين أعراض الأمراض، هل السلاح البيولوجي مفعل في الحروب وهل هو حل اللغز وراء ظهور فيروسات مخلقة ومندثرة؟! 
- هناك عدد من الأسلحة التي يطلق عليها أسلحة الدمار الشامل، وهم ثلاثة أنواع:
النوع الأول الأسلحة النووية "الذرية" والتي تنتج عن انشطار نواة الذرة ويصنع منها القنابل الذرية، والتي يمتلكها الدول منها بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وهناك دول أخري إقليمية تمتلكها الهند وباكستان واسرائيل، وهناك دول تسعي لامتلاكها أيضا، وهي إحدي أسلحة الدمار الشامل.

النوع الثاني تسمي الأسلحة الكيميائية. "النابالم كمواد حارقة، الغازات الحربية مثل التابون والزارين، والزومان والآدميسيت".. وهي نوع من الأسلحة التي تستخدم في الحروب وتنتج مركبات كيميائية.

والنوع الثالث وهي الأسلحة البيولوجية وهي استخدام الفيروسات والجراثيم والبكتيريا وهي بكتيريا مصنعة في المعامل وهي موجودة بالفعل. مستغلين بذلك القوارض والحشرات وبعض الحيوانات وهي محملة بنوع معين من الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.

إذن السؤال هنا هل هذا النوع من الأسلحة موجود؟ نعم موجود، ولكن هل تم استخدامه في الحروب الدولية؟ لا توجد اجابة لأننا لايجوز أن نجزم بأشياء أو بأمور دون التحقق من صحتها بإثبات أو بدليل ان هذه الدول تستخدم هذه الأسلحة.. نحن نتابع الأخبار العالمية واتهامات كل دولة لغيرها ولكن الجزم بصحة هذه الأخبار يكون من خلال أصحاب الشأن ذاتهم. ومن لديه دليل.

فما قيل بشأن اتهام الصين بفيروس الكوفيد. أو اتهام الولايات المتحدة بتفعيل معمل أوكرانيا في حربها ضد روسيا لا يجوز فيها التأكيد او الجزم لأنها اتهامات مرسلة دون دليل يدين هذه الدول، فوارد أنها تكون فيروسات مصنعة كما أنه يكون وارد أيضا انها فيروسات من صنع الطبيعة.

وأدعو المجتمع المصري أن يتابع الأخبار العالمية ولا يقلقوا من هذه الفيروسات او فكرة وجودها، لأن أغلب الأخبار تنقل لبعض المجتمعات وتسويقها بالصورة التي تؤدي للقلق والخوف الذي يصل في بعض الأحيان الي حد الهلع.

ومن يتابع المؤتمرات الأخيرة للرئيس يطمئن، المؤتمر الأخير الذي وجد فيه ممثلون من 100 دولة حول العالم ورصد فيه سيادة الرئيس الوضع الصحي وامكانيات مصر الطبية من أدوات ومعدات ومستوي البحث الطبي مطمئن، كما ان مصر أعلنت عن تصدير أكثر من 30 مليون جرعة لدول أفريقيا، وهذا يطمئن الشعب المصري أن مصر قادرة من خلال القوة والقدرة العلمية في المجال الطبي وأن مصر مستوعبة تماما لحجم التحديات على المستوي العالمي.

ولمن يقرأ مصر كانت من أكثر الدول اصابة بأمراض الكبد والفيروسات الكبدية، وبعدها أطلقت القيادة السياسية مبادرة 100 مليون صحة للأمراض المزمنة، والتي ساهمت بالقضاء علي فيروس سي للكبد وحققت نجاحا كبيرا حتي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مصر خالية من فيروس C، والنجاح الكبير أيضا في مواجهة فيروس كورونا.

الإعلام المعادي

* ناصرت حرية الكلمة وأهميتها، من خلال دعمك لمهنة الصحافة والصحفيين حيث لمسنا تضامناً مع قضية التعدي على الصحفيين السلميين خاصة شهيدة الصحافة شرين أبوعاقلة ومن تبعها ماهي الكلمة التي تريد أن توجهها في هذا الصدد؟ 
- ان الآلة الإعلامية المعادية تنتظر أي حدث للتشكيك فيه، كيف يعقل الآن أن الشهيدة شيرين أبوعاقلة رحمة الله عليها وأؤكد انها شهيدة وأترحم عليها لأنها شهيدة وطن، انا كنا نشاهدها ونسمعها وهي تنقل الأحداث بالصوت والصورة قمع الإحتلال الإسرائيلي والممارسات العنيفة للشعب الفلسطيني، ويسعون إلي تشتيت الفكر العربي عن عملية الاغتيال والتفكير فقط فقط هل هي شهيدة أم لا؟! ولذلك كل من ردد مثل هذه الأقاويل فهو على خطأ.

الرسالة التي كانت تقدمها الشهيدة هي رسالة وطنية، وعمل باسل علينا ان تحييها ونترحم على تاريخها الحافل بالبطولات والتي وجب أن تكرم عليه. 

كيف تتحول الشعوب إلي هذه الثقافة الضعيفة ان يختفلون على الشهادة من عدمها؟! هنا أنا اترحم عليها وعلى كل من مثيلها من أبناء المهنة البواسل وعلى التاريخ أن يمجدها إلي الأبد.

كما انه لابد أن نلفت النظر أن الآلة الإعلامية الأجنبية تحاول ان تخترق الإعلام المحلي والإقليمي، لأنها وجدت النفوس الضعيفة ثقافيا وفكريا من تتضامن مع فكرها، على سبيل المثال كنا نتجمع جميعنا على مسلسل الاختيار، لأن مصر كلها متيقنة أن العمل يوثق الأعمال الوطنية لرجالنا، نفاجأ بأن بعض الأفكار ينتقد فكرة الاختيار ويصدرون انه هو من قام بالتحفيز للأعمال الإرهابية؟!.

بعد ان اتفقنا كمجتمع مصري أن مسلسل الاختيار من الأعمال العظيمة التي تجتمع عليها الأسرة المصرية ويفضح ألاعيب الإخوان وتصريحاتهم الفعلية، الآن يشككون في عملية التوثيق لتاريخ الإخوان وبسالة جيشنا المصري وشهداء الوطن ويربطون الأحداث الإرهابية بهذا العمل!.

هذا هو الإعلام الضعيف الذي يستهدف الضعاف فكريا، هنا يجب على الصحافة ذات الرسالة السامية، أن تحارب تلك الأفكار وأن تدقق في المضمون الإعلامي بموضوعية بما يعود على الوطن بالخير والاستقرار.

أخيرا.. دور الجامعة العربية في تحقيق التنمية المستدامة وقضايا المرأة والطفل.

التنمية المستدامة

* وماذا عند الأنشطة والمؤتمرات والندوات والفعاليات؟
- أحد القطاعات المعنية بهذا الشأن داخل جامعة الدول العربية، "القطاع الاقتصادي" والإدارة التابعة لها وهي إدارة التنمية المستدامة.. الدول العربية تتمتع بموارد وامكانيات اقتصادية جيدة.. حيث ادارة التنمية المستدامة والقطاع الاقتصادي خصص أسبوعاً يطلق عليه "أسبوع التنمية المستدامة" يحضر فيه كبار المسئولين في الدول العربية جميعها وتتم مناقشة كيفية استغلال الثروات الطبيعية والموارد والتنمية البشرية، واستغلال الطاقات الشبابية لصالح رفع مستوي المعيشة للمواطن العربي، في إطار أهداف التنمية لمستدامة الـ17 للمنظمة الدولية ورؤيتها 2030 لتحقيق هذه الأهداف ونحن نسير في جامعة الدول العربية في هذا الإطار لذلك لابد ان نستغل الإمكانيات والثروات الطبيعية الاستغلال الأمثل وزيادة التجارة البينية بين الدول العربية، لتحقيق التضامن والتكامل العربي الاقتصادي في كافة المجالات الاقتصادية.. وتعظيم استغلال كافة الكوادر البشرية الموجودة في الدول العربية أفضل استغلال ممكن ومبدأ التعاون الاقتصادي مع كافة الكيانات الدولية والإطار الإقليمي والإطار الدولي علي نفس الموضوع. لرفع مستوي المواطن العربي، لأننا إن لم نستغل الثروات المتاحة لن يحدث التطوير المنشود في كل القطاعات علي مستوي كل دولة.