لم تستبعد وزيرة الخزانة الأمريكية، يوم أمس الأحد، وقوع "كارثة" الركود الاقتصادي، نتيجة التضخم المستمر.. حيث تخشى الأسواق من حدوث تداعيات سلبية نتيجة قرار الفيدرالي بشأن زيادة أسعار الفائدة بأعلى من التوقعات وبواقع 75 نقطة أساس، مع عدم استبعاد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ خطوة مشابهة في الاجتماع المقبل.
قال الدكتور صفوان قصي، خبير مالي، ردا إلى سؤال: هل دخل الاقتصاد الأمريكي في نفق مظلم؟ مجيبا: "منذ 40 سنة لم تصل معدلات التضخم في الولايات المتحدة إلى هذا المستوى، وإجراءات الخزانة الأمريكية قد تؤدي إلى انخفاض معدلات الإنتاج ودخول الاقتصاد الأمريكي في منطقة الانكماش، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تخفيض تكاليف الحصول على الطاقة عبر زيادة الضخ من دول منظمة أوبك وشركائها، من أجل خفض تكاليف الإنتاج وتعويض شركاتها الأرباح المفقودة، في ظل تأثير الأزمة الأوكرانية على الدول الغربية، كما أن الصين تقوم بتخزين النفط تفادياً لأي عقوبات أمريكية، فالولايات المتحدة استعجلت في فرض عقوبات على روسيا التي ردت بالمثل، مما بات المتضرر الأول في ذلك الاتحاد الأوروبي".
أشار الخبير المالى: "المملكة السعودية ومنظمة أوبك وشركاؤها ملتزمون بالحفاظ على سعر برميل النفط بمعدلات تقترب من الـ 100 دولار فما فوق، ولا أعتقد أن المملكة ستستجيب لمطالب الولايات المتحدة، بعدما تخلت الأخيرة عن المملكة في حرب اليمن، فالرياض تتجه اليوم إلى خلق نوع من التوازن في علاقاتها مع الصين وروسيا، حيث بدأت الولايات المتحدة تفقد القدرة في الهيمنة على العالم، إذ أصبحنا نقف اليوم على إدارة جديدة للعالم وبأقطاب متعددة، خصوصاً أن جائحة كورونا أثبتت أن الغرب يتخلى عن شركائه في حالة انخفاض الأسعار، فمثلا فقدت دول الخليج ما لا يقل عن 320 مليار دولار منذ العام 2014 لغاية العام 2021، ولا تستطيع هذه الدول اليوم بيع برميل النفط بأقل من 100 دولار".
اترك تعليق