شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، انطلاق فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الأول "صحة إفريقيا"، المنعقد بمركز مصر للمعارض الدولية "مركز المنارة للمؤتمرات الدولية" بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.. وذلك بمشاركة أكثر من 400 عضو من غرفة الرعاية الصحية وعدد من الشركات العالمية والمحلية التي تعمل في مختلف خدمات القطاع الطبي.
ألقي رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي اللواء طبيب بهاء زيدان كلمة - خلال فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي - أكد خلالها أن المعرض والمؤتمر هو منصة حوار بين الدول الإفريقية لتبادل الخبرات فيما بينها، والتنسيق مع الشركات العالمية للمساعدة في وضع حلول للمشاكل الصحية على مستوي القارة الإفريقية.
عقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "مستقبل الصحة في إفريقيا" والذي يسلط الضوء على الصحة في إفريقيا.
أشار الفيلم التسجيلي إلي أن إفريقيا تعتبر درة قارات العالم، ومهد أول الحضارات، وتعد الأرض الحاضنة لما تبقي من مظاهر الحياة الحرة وموطنا لأكبر مزيج من الأعراق واللغات والديانات، لافتا إلي أن القارة تواجه تحديات جسيمة فرضتها مساحتها الشاسعة وصحاريها الممتدة وعدد السكان الهائل فضلا عن الخلل الهيكلي لإدارة مواردها بسبب الاستعمار والتناحر الداخلي وهو ما جعل منها موطنا لنحو 25% من الأمراض، والأكثر انتشارا للأمراض الوبائية والمعدية والأعلي في معدلات الوفاة إذ تستحوذ وحدها على نسبة 40 % من إجمالي الحالات عالميا.
أظهر الفيلم التسجيلي أن القارة الإفريقية رغم هذه المؤشرات الخطيرة تظل الأقل حظا في عدد الأطباء والأكثر عجزا بالمنشآت العلاجية والأشد خللا في سلاسل الإمدادات الطبية، وأنه رغم تحقيق العديد من دولها نموا اقتصاديا مذهلا إلا أن معظم دولها الناشئة لا تزال تواجه معوقات حالت دون تحقيق النمو الكافي الذي يمكنها من توفير رعاية صحية لائقة أو إقرار برامج تأمين صحية جيدة لمواطنيها.
قال نائب رئيس زيمبابوي ووزير الصحة دكتور كونستانتينو شيونجا، إننا "في إفريقيا نحتاج إلي المساندة من أجل بناء القطاع الصحي في القارة، وأن جائحة كورونا التي واجهناها جميعا أعطتنا درسا كبيرا جدا للتعلم منها".
أضاف: اننا نحتاج أن نتعلم من خلال وجودنا هنا كيف كانت خبرة مصر وكيف تمكنت من التعامل مع الأمراض التي تأتي مع المياه وكيف تمكنت معالجة هذه الإشكاليات.
وأكد أنه ينبغي أن يكون لدينا الاكتفاء الذاتي في كل شيء نقوم به، ولا سيما في مجال الدواء، مبينا أنه إذا تمكنا من صناعة الدواء وصناعة اللقاحات في إفريقيا، حينئذ نستطيع القول "إننا حققنا إنجازا كبيرا".
أكد البروفيسور هارفي جيمس أولتر العالم الأمريكي في الفيروسات الحائز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، أن مصر يجب أن تفتخر بالإنجاز العظيم، الذي حققته في مكافحة فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي".
قال البروفيسور أولتر: "إن العمل الشامل الذي يبدأ من القيادة السياسية والمنظومة الصحية في مصر ومصانع الأدوية حقق هذا الإنجاز العظيم".
قالت وزيرة الدولة للصحة في أوغندا حنيفة بنجرانا: إن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على جميع الأنظمة الصحية في دول العالم أجمع، ولا سيما في الدول النامية، وأثرت على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأبرزت عدم المساواة وعدم العدالة بين الناس.
أعرب مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية الدكتور محمد عوض تاج الدين عن شكره وتقديره للرئيس السيسي.. لما شهدته مصر من إنجازات خلال الفترة الماضية في مجال الرعاية الصحية.
قال الدكتور محمد عوض تاج الدين: إن "ما شهدناه من إنجازات في قطاع الرعاية الصحية لم يحدث في تاريخ مصر، فنحن عشنا فترات طويلة نشهد مشاكل القطاع الصحي التي كانت لا تنتهي.. وما حدث في مصر أثناء أزمة كورونا ثم ما تبعها من أزمة روسيا وأوكرانيا ثم المشاكل المتوقعة القادمة يدل على فكر صائب وثاقب وعلى إرادة فولاذية سياسية لم تحدث في دعم القطاع الصحي بمصر".
أكد رئيس هيئة الدواء المصرية الدكتور تامر محمد عصام، أن رؤية مصر 2030 والجمهورية الجديدة، كانت نتيجة وجود رؤية واضحة وإرادة فولاذية لامتلاك قدرات حقيقية، وهذا تم من خلال أدوات عدة للدولة المصرية كان أهمها العمل المؤسسي والاستثمار الجاد.
أكد المدير العام لشركة "فارماكسيل" دكتور رافي باشكار، أهمية التنسيق بين الحكومات والشركات المصعنة للأدوية من أجل خدمة المنظومة الصحية.
قال باشكار إن الهند كانت دولة تستورد في الثمانينات والآن أصبحت دولة مصدرة للأدوية بأكثر من 50 مليار دولار في هذا المجال، مضيفا: إن هذا الأمر تحقق بقرارات وسياسيات استراتيجية من الحكومة.. مشيرا إلي أن الحكومة الهندية قامت بمساندة المجال الصناعي لإنتاج الأمصال مع المعاهد الوطنية وذلك خلال فترة الجائحة، مؤكدا أهمية التنسيق بين الهيئات المختلفة.
من جانبها، تحدثت مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية لإتاحة الأدوية والمنتجات الصحية ماريا انجلا سيماو. خلال الجلسة، قائلة: إن جائحة كورونا أكدت ضرورة تنويع القدرات الصحية للدول.. حيث إن القدرات الصحية فيما يخص بعض الأدوية متمركزة في بعض المجالات فقط.
أضافت سيماو: إن مصر قامت بجهود ريادية في مجال تصنيع الدواء واللقاحات.. مشيرة إلي أن مصر يمكنها إلي جانب 5 دول إفريقية أخري تعزيز ونقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات.
قال القائم بأعمال مدير الوكالة الإفريقية لمكافحة المراض والأوبئة الدكتور أحمد جويل أوم": تعلمنا درسين من خلال جائحة كورونا، وهو أنه حينما يكون هناك مشكلة كبيرة عبر العالم فإن إفريقيا تقف دائما وحدها، والثاني أنه حينما تجمتع إفريقيا معاً فأمور كثيرة جيدة تحدث".
اترك تعليق