هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نقطة البداية والنهاية فى الصراع الفلسطينى

في يوم اقتحم عديد من المستوطنين الإسرائيليين، المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية، فيما صرّح مفتي القدس بأن المسجد يجب أن يظل للمسلمين وحدهم. إنه الصراع الفلسطيني، التي علت المنابر للدفاع عنه، إنها قضية شعب بلا أرضه، وأمة بلا دولة. شعب قاوم العدوان بالإرادة، وصدّ القنابل بالأمل .
 


بداية الحكاية: الصراع فكرياً
يظنّ البعض أن بداية الصراع هي وعد بلفور، الذي أسس لإقامة دولة يهودية بوعد بريطاني، وهي محطة مهمة، إلا أن هناك بداية أيديولوجية للصراع. أفكار تيودور هرتزل، الذي صرح: "في بازل وضعت الأسس لإقامة الدولة اليهودية... وربما خلال خمس سنوات، وبلا شك بعد خمسين عاماً، سيدرك الجميع ذلك". وأسس للصهيونية السياسية عام 1860 في بودبست، وكتب مسرحية الغيتو حي اليهود، الذي رفض اندماج اليهود في ديانات أخرى، ودول أخرى.
وفي ظل الأجواء المعادية لليهود دعا هرتزل إلى هجرة اليهود لأرض يعتبروها ملكاً لهم، ودعا لإقامة منظمة، وهي منظمة صهيونية للتخطيط لهذا، ونظم المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية 1897، واعتمدوا "خطة بازل"، وأن الهدف إقامة دولة يهودية في فلسطين، ونقل مقر الحركة الصهيونية إلى القدس.
وللتمعن في هذا الأمر يمكن الرجوع إلى كتاب "الصهيونية" (1995) للبروفسور بنيامين نويبرغير. والصهيونية أيديولوجياً هدفها إقامة دولة إسرائيلية. ولعل البداية هي وثيقة الاستقلال التي دعا فيها لإقامة دولة إسرائيلية ذات ثقافة موحدة، وتحقق الحلم عند إقامة دولة إسرائيل في 1948، التي دعت إلى توحيد الشعب اليهودي.
محطات الصرع
وجرى فرض نظام عسكري وحالة طوارئ لمدة 15 سنة بداية من 1948، واستحدثت قوانين هدفها تهجير الفسلطينيين، وأولهم قانون النكبة الذي جرى التصويت عليه في الكنيست عام 2011، الذي ينص على وقف حكومة إسرائيل عن تمويل مؤسسات وهيئات تحيي أو تشارك في إحياء مناسبات فلسطينية، خصوصاً ذكرى النكبة.
وفي إطار محو الثقافة الفلسطينية جرى التصويت على قانون سنة 2011 أيضاً، الذي ينص على إلغاء اللغة العربية كلغة رسمية، علماً بأن اللغة العربية كانت رسمية إلى جانب الإنجليزية. وفي سعي إسرائيل لبناء أمة وشعب، أصدرت قانون العودة، الذي يمنح كل يهودي حق العودة إلى بلده. فهي تريد أن تخلق أمة كبيرة، وهو تفسير واضح لهذه القوانين، ولتوضيح هذه المسألة في عام 2010 ارتفعت نسبة قوانين الفصل العنصري إلى 57 في المئة.
محاولات قد فشلت
في عام 1947، صوّتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، يهودية وعربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية، وهو ما يعرف بقرار 181، وهو الذي جاء بعد الثورة الفلسطينية، التي تعرف بالثورة الكبرى، التي قام بها الفلسطينيون ضد الانتداب البريطاني، وهو ما أكد حقهم في العيش في سلام. وبدأ التحرك عن طريق إضراب عام في فلسطين، والمرحلة الأولى كانت مرحلة الاحتجاج والتظاهر والإضراب، بعدها بدأت مقاومة عنيفة من قبل الفلاحين، وقمعت بريطانيا بالقوة هذا التمرد، وقامت بريطانيا في هذه الفترة بإعطاء أحقية للميليشيات الصهيونية، السابقة للدولة مثل الهاغانا.
شيطنة الفلسطينيين وتعثر أسلو
جلسوا سوياً، وتحولوا من أعداء لمنظمة تحرير إلى مؤيدين لها، ووقفوا جنباً إلى جنب ياسر عرفات وبيل كلينتون لم تناقش القضية مستقبل المستوطنات وعودة اللاجئين ووضع القدس ووضع الفلسطينيين بعد حكم ذاتي، وكان الخطاب متوتراً فتحدث ربين عن جرائم الدم التي ارتكبها الفلسطينيون موجهاً بلوم هذا الشعب، وتضييق على فلسطين ضرورة حصول على تصريح للقدس. وسعى الإسرائيليون إلى شيطنة الفلسطينيين، فعلى سبيل المثال صرّح شيمون بيريز بأن منظمة التحرير ليست منظمة سياسية ونشاطها إرهابي، وعديد من المواطنين والقيادات صرحوا بأن نشاطها مخيب للأمل، وتشير استطلاعات رأى إلى أن أغلب الإسرائيليين يؤيدون طرد الفلسطينيين من ديارهم، وناهيك بتأجيل مواعيد المفاوضات والتسويف.
أمور محل خلاف
1- مصير اللاجئين الفلسطينيين، يعتبر لاجئ كل من فقد بيته من الفلسطينيين في حرب 1948، وتسعى القوة الفلسطينية إلى الحفاظ على حق العودة للاجئين، وهم قوة كبيرة تهدد الكيان الإسرائيلي، فهم يقدرون بـ 5 ملايين، ويعيشون في مناطق متفرقة كالأردن وسوريا وقطاع غزة.
2- المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وهل ينبغي أن تبقى أم تزال.
3- وضع القدس وهل ينبغي أن يتشارك الجانبان في القدس، وأخيراً قرار ترمب، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أثار اعتراضاً دولياً وعربياً كبيراً، فكان دائماً ملتقى التواصل بين الحضارات، وقامت إسرائيل بمذابح داخل القدس لتهجير المواطنين الفلسطينيين، وهي دير ياسين 1948، التي أسفرت عن مقتل 250 شخصاً، وأسفرت حرب 1949 عن وقوع القدس الغربية تحت الاحتلال، واعتبرت إسرائيل أن القدس جزء من أرضها، حيث انعقد الكنيست في القدس سنة 1949 أول مرة، وأعلن سنة 1950 أن القدس عاصمة لإسرائيل، وبعدها بعام انتقلت الوزارات إلى القدس. ففي بضعة سطور حاولنا سرد أصول هذا الصراع، إلا أن الحكاية تتخطى بكثير هذه السطور، بل هي كتاب مفتوح كتب بدماء الشهداء.

بقلم - مصطفي بهيج ابو الذهب:

مدرس مساعد علوم سياسية جامعة بدر





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق