هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ضيقة وخنقة وخوف من بكره

ابعدوا الطاقة السلبية عن بيوتكم 

أحدث الدراسات أكدت أن أكثر من ربع سكان الكرة الأرضية مصابون بالاكتئاب اما بسبب الاحباط او الحزن او التوتر والقلق وكلها أمراض نفسية قد تنقلب في لحظة الي امراض عضوية تصيب القلب او الجهاز الهضمي او التنفسي او حتي العظام.


الخبراء اكدوا ان ما يشهده العالم من حولنا وما حدث في مصر منذ احداث الخامس والعشرين من يناير وما بعده اصاب الناس بالقلق والتوتر والخوف من بكره والقلق علي مستقبل ابنائهم في ظل زيادة ضغوط الحياة مما جعل الطاقة السلبية تنتشر وتتوغل في البيوت.

ولكنهم طالبوا بحسن الظن بالله وان يعمل كل فرد ما عليه ويترك الباقي علي الله فهو الرزاق وقد ضمن ارزاق عباده فقال "وما من دابة في الارض الا علي الله رزقها".

يقول د. جمال فرويز "استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة  : عشنا ظروفا اقتصادية سيئة في الماضي أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر والانفتاح الاقتصادي وغيرها من الأحداث ولكننا لم نشتك كما يحدث الآن من معظم الأسر. فاليوم المسخ الثقافي الذي يعيش فيه الناس والتغيرات الحادة التي شهدتها مصر والعالم هي السبب في الاصابة بالاكتئاب والحزن . فقد عشنا أحداث الخامس والعشرين من يناير وما بعدها ثم سنة حكم الاخوان حتي جاءت ثورة الثلاثين من يونيو. وما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا ونري الحرب الروسية الأوكرانية وكيف أثرت علي أوروبا ونري علي شاشات التليفزيون كيف يقف المواطنون الأوروبيون في طوابير لمغادرة أوطانهم.

تصدير الخوف

أضاف: أيضاً عندما شاهدنا الاشقاء السوريين يأتون للعيش في مصر. وبعض الدول التي كانت مصنفة اقتصاديا من بين الدول الغنية بدأت تهتز اقتصاديا . كل هذا جعل الناس تخشي وتقلق علي مستقبلها ومستقبل أبنائها ويتوترون ويتساءلون هل يشهد العالم حربا عالمية ثالثة أم لا؟ وفي كوريا الشمالية هناك إصابة مليون وربع المليون شخص بوباء كورونا في يوم واحد. مع احتمالات اجتياح الصين لتايوان .

فما يحدث في أي مكان من العالم أصبح يصيب الناس بالخوف والرعب من المستقبل. فمن يفهم ويستوعب ما يحدث من حولنا يصاب بالخوف ويصدر هذا الخوف لمن حوله حتي أصبح الخوف والقلق من المستقبل مسيطرا علي أعداد كبيرة من الناس.

أكد أنه علي الرغم من كل ذلك إلا أننا يمكن القول حسب المثل الشعبي المشهور" ياما دقت علي الراس طبول" فقد مر العالم بالحربين العالميتين الاولي والثانية وأزمات أعنف من الازمات الحالية ونجانا الله سبحانه وتعالي ومررنا بها ولكن القلق صحي ويجعلنا نعمل للغد ونفكر كيف نتعامل مع الاحتمالات الواردة سواء اقتصادية أو غير ذلك . وعدم الاتكال وترك الامور كيفما تأتي. فالتعامل مع الاوضاع الاقتصادية يتوقف علي تركيبة كل شخصية.

عصر الضغوط النفسية

ويقول د.احمد علام "استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية": عندما نتحدث عن العصر الحالي فانه له مسميات مختلفة كلها مرتبطة بالضغوط النفسية منها عصر المشاكل النفسية وعصر الامراض النفسية وعصر الضغوط النفسية . إذا العصر الحالي يتسم بالتأثر النفسي بين الناس واصبح التعامل النفسي مسلط عليه الضوء اكثر من اي وقت مضي . وذلك لأن عصر التكنولوجيا الحديثة والتسارع علي العمل والمال والمصالح مما ترتب عليه ضغوط كبيرة علي الناس التي أصابتنا بالاكتئاب فحسب احدث الاحصائيات فان ربع سكان الارض مصابون بالاكتئاب الذي احيانا ما يكون اكتئابا بسيطا قد يزول بعد فترة او يرتبط بمدة المشكلة التي تسببت في الاكتئاب. ولكن هذا قد يأخذنا الي اكتئاب متوسط او اكتئاب شديد وهنا الخطورة خاصة عندما تطول مدة الاكتئاب ويصيب الشخص بمرض نفسي أو عضوي لان الزعل والحزن قد يؤديان للاصابة بامراض عضوية.

أشار إلي أن التكنولوجيا الحديثة تسببت في المزيد من الضغوط النفسية حلت البوستات والتعليقات محل الاتصالات والكلام المباشر ومثلا قد أري صديقا أو صديقة ينشر شيئا معينا فأريد تقليده أو يقتني شيئا معينا واريد اقتناءه . فأصبحت الخصوصية منتهكة والاشياء التي نفعلها مرئية للجميع مما ولد ضغوطا كبيرة علي غير القادر علي فعل نفس الشئ او اقتناء هذه المقتنيات.وغير قادر علي تحقيق طموحاته. ايضا زيادة الاعباء الاقتصادية علي الاسر فمثلا لابد لكل شخص من الاسرة ان يكون لديه جهاز محمول وشحن كل موبايل برصيد مادي واصبحت الدراسة اون لاين تستهلك اموالا اكبر وكذلك الدروس الخصوصية التي تلتهم اموالا كثيرة من ميزانية الاسرة وزيادة التنوع من الماكولات والمشروبات المعروضة علي الشاشات زادت من معدلات طلب هذه السلع. فعندما يشاهد ابني هذه السلعة او هذا النوع من الماكولات معروض امامه بالحاح فانه سيطلبه اكثر من مرة حتي اضطر لشرائه مما يضغط علي ميزانية الاسرة. ومن هذا المنطلق يفكر الوالدان كيف سيتم التصرف في معدلات الانفاق التي زادت بخلاف غلاء المعيشة الموجود في العالم كله.

أضاف إن ظهور وباء كورونا دمر ميزانيات أسر كثيرة بسبب الانفاق علي علاج المصابين بالوباء او تنفيذ الاجراءات الاحترازية وتناول ادوية المناعة وغيرها التي تمنع الاصابة به. ناس كثيرة توقفت عن العمل أو العمل بنصف الوقت بسبب الوباء . كل هذا اصاب الناس بالخوف والحزن الذي يعتبر من اشد الامراض خطورة علي القلب والرئتين . فأصبح الحزن والاكتئاب يصيب الشخص في العظام والظهر واي منطقة في جسم الانسان فتحول الحزن من مرض نفسي الي مرض عضوي اشد خطورة.

الرزق بيد الله

أما الدكتور هاني امام استاذ الاجتماع فقال إن التوتر والقلق والاكتئاب والحزن الذي اصاب عددا كبيرا من الافراد في المجتمع يرجع الي الطاقة السلبية التي ينشرها البعض بين المحيطين بهم والاستسلام لحالة الكآبة وعدم وجود العنصر الذي يفشي روح الفكاهة والابتسام ويبث الطاقة الايجابية بين من حوله. كما أن اختفاء الوازع الديني يعتبر سببا مهما في انتشار الاكتئاب في المجتمع فمن يقرا "نحن نرزقهم واياكم" وايضا "نحن نرزقكم واياهم" وكذلك "وما من دابة في الارض الا علي الله رزقها" كل هذه الايات وغيرها تؤكد ان الله هو الرزاق وانه سبحانه تكفل برزق عباده . وفي الحديث القدسي قال سبحانه"يابن ادم لا تطالبني برزق غد كما لم اطالبك بعمل غد" فلو اعتمد كل انسان علي ان الله هو رازقه لما حمل هم الغد . كما يجب تشغيل ايات القران في المنزل طوال اليوم "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" . ولكن في الوقت نفسه علي كل انسان ان يجتهد قدر استطاعته ويترك البقية علي الله تعالي ولا يحمل هم المستقبل فقد قال تعالي في الحديث القدسي "انا عند ظن عبدي بي" فيجب ان نظن بالله خيرا ونبتعد عن كل ما يصيبنا بالحزن والاكتئاب ونبحث عن اي شئ جميل في حياتنا لنسعد ونسعد من حولنا مهما كانت الظروف الاقتصادية.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق