حث الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي على اغتنام ليلة القدر في الليالي الوترية القادمة، التي وصفها بأنها أعظم ليالي العمر، وفيها يمحى كل شيء سيء في الماضي، من خلال الإكثار فيها من الذكر والدعاء فيها.
وزف خالد في الحلقة التاسعة عشر من برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان"، المذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، خمس بشريات فيها تدرج جميل من عطاء الخالق، تجعل الإنسان يقبل على الله، ويعبده من قلبه، حبًا، لا طمعًا فقط، جمعها من آيات القرآن الكريم، على النحو التالي:
البشرى الأولى: "مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"، ما أعظم كرم الله: الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة فقط.
البشرى الثانية: مضاعفة الحسنات، "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً"، ليس فقط الحسنة بعشر أمثالها، ولكن الله يضاعف لمن يشاء.
البشرى الثالثة: يبدل السيئات حسنات، "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ"، تأتي يوم القيامة تقرأ كتاب أعمالك، فتمر على السيئات فتجد أنها تحولت إلى حسنات، لأنك تبت إلى الله وعملت حسنات .
البشرى الرابعة: "وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ستأخذ الثواب على أفضل شيء فعلته، ويكون هو المتوسط، فلو تصدقت ألف مرة ستأخذ أجر وثواب أفضل مرة تصدقت فيها.
البشرى الخامسة: ليلة واحدة في العام هي "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" وهي ليلة القدر.
وقال خالد إن "كرم الله كبير، فهو يشعرنا أننا جميعًا سندخل الجنة، ولن يدخل النار إلا السيء والعاصي جدًا"، لذا حث على الإقبال على الله، "اعبده بحب، واقرأ القرآن بحب، اجتهد في الصلاة، ادع بحب، واذكر الله بحب، فالعبودية غاية الحب مع غاية التذلل".
وعدد خالد ثواب ليلة القدر في الآتي: بأن يغفر له ما تقدم من ذنبه ، ويعتقه من النيران ، وإجابة الدعاء ، والفوز بكنوز من الحسنات "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ، وبركة العمر كله "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ"
أشار خالد أن أكثر صفة يحبها الله في عباده الإحسان، داعيًا إلى أن ينوي الإنسان بأن تكون العشر الأواخر من رمضان كلها "إحسان"، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".
وحول كان يفعله النبي في الليالي العشر الأواخر من رمضان؟، استشهد خالد بما روته عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
ووصف هذه الأيام بأنها أيام الدعوات المستحيلة"، لذا حث على رفع سقف الدعاء، مع اليقين.. التوبة.. الخشوع والتذلل.. عدم التعجل.. وهذه الأربعة كلها عبودية لله.
قال حالد : إحسان الدعاء يكون بالبدء بالثناء على الله، فإن كل عبادة لها وجهان ثناء وطلب.. الفاتحة نصفها الأول ثناء، ونصفها الآخر طلب، ولو جمعت الثناء والطلب، وهذا من إحسان العبادة" ، مشددا أنه "يجب أن يتحلى الإحسان بحسن الظن بالله، "إنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، أخرج أفضل ما لديك، أحسن الظن بالله، وسوف يبلغك بفضله ليلة القدر، "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ".
اترك تعليق