مصلى قبة الصخرة .. أحد أجزاء المسجد الأقصى المبارك، ويتميز بقبته الذهبية التي تعد من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية في العالم اجمع، وكثيرا في الخلط بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وهو ما حاول الاحتلال الصهيوني لفلسطين استغلاله لخداع المسلمين بان مصلى قبة الصخرة هو المسجد الأقصى المبارك بينما الحقيقة أنها جزء منه.
ويتمتع مسجد قبة الصخرة بأهمية دينية كبيرة في نفوس المسلمين، لأنها تحتوي الصخرة التي صعد من عليها النبي صل الله عليه وسلم إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، لذلك حرص المسلمون على القيام برعاية قبة الصخرة على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة، خاصة بعدما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق، فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.
أقدم بناء إسلامي حافظ على شكله وزخرفته
ويتميز مسجد قبة الصخرة أيضا بأنه أقدم بناء إسلامي حافظ على شكله وزخرفته التي تمثل روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية، حتى اعتبرت آية في الهندسة المعمارية.
وقبّة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفي داخله تثمينه أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المُشرفة" وترتفع الصخرة 1,5 متراً عن أرضية البناء، وهي غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و18 متراً، وتعلو الصخرة في الوسط قبّة دائرية بقطر حوالي 20 متراً، مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35م، يعلوها هلال بارتفاع 5م.
ويحيط بالصخرة حاجز من الخشب المعشق من تجديدات السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 725 هـ، وتحيط بمنطقة الصخرة أربع دعامات من الحجر المغلف ببلاطات الرخام بينها 12 عموداً من الرخام تحمل 16 عقداً تشكل في أعلاها رقبة أسطوانية، تقوم عليها القبة.
وأشرف على بنائه المهندسان رجاء بن حيوة الكندي ويزيد بن سلام
يعود بناء قبة الصخرة إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، الذي أمر ببنائها عام 66 هـ الموافق 685م، وانتهى منها عام 72هـ الموافق 691م، وأشرف على بنائه المهندسان رجاء بن حيوة الكندي، وهو من التابعين المعروفين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان. ويذكر بعض العلماء أن الكنائس التي بناها فرسان الهيكل فيما بعد تأثرت بأسلوب العمارة الإسلامية وبنمط قبة الصخرة، ويظهر ذلك جليًا في قلعة كاستل دل مونتي الإيطالية.
وأقام عبد الملك فوقها بناء مستديرًا مكونًا من قبة خشبية مرتكزة على رقبة مستديرة الشكل، محاطة بست عشرة نافذة. وهذه الرقبة مستندة على رواق مستدير، محمولة على أربعة أركان من الرخام الأبيض المشجر، واثني عشر عمودًا موزعة، بحيث يعقب كل ركن ثلاثة عمد. ويتكون باقي البناء الذي في ظاهر الرواق الداخلي المستدير من مطافين يحوطان به. وهما منفصلان أحدهما عن الآخر برواق وسطي مثمن الشكل. محمول على ثمانية أركان. مؤزرة بالرخام المشجر والملون البديع، وستة عشر عمودًا موزعة، بحيث يعقب كل ركن عمودان.
ويربط الأركان والعمد روابط خشبية ملبسة بالنحاس الأصفر المنقوش المذهب. ويعلوها قناطر مزينة بالفص المذهب البديع المزين بأنواع التشجير والتنميق. وقد نص على هذه القناطر سقف مائل من الخشب، دهن باطنه بأشكال هندسية ظريفة، وصفح من الظاهر بأنواع الرصاص. ويشغل باقي المساحة مطاق خارجي يقع بين الرواق الوسطي وجدران البناء الخارجية التي تكون شكلًا مثمنًا، وفي كل ضلع من هذا المثمن المقابل للجهات الأربع باب. وعلى بعد بضعة أمتار خارج الباب الشرقي تقوم فيه السلسلة. وهي بناء جميل كثير الشبه بقبة الصخرة مما جعل بعض الدارسين يعتقد أنه بني نموذجًا لها.
وتم تخطيط المصلى على شكل مثمن طول ضلعه نحو 12,5 متراً وداخله مثمن آخر داخلي وفي كل ضلع من أضلاعه ثلاثة عقود محمولة على عمود وثمانية أكتاف وداخل المثمن الثاني دائرة من 12 عمود وأربعة أكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20,44 متراً وارتفاع القبة الحالي يبلغ 35,30 متراً عن مستوى التربة، مرفوعة على رقبة أسطوانة فتحت بها 161 نافذة، وهي من الخشب تغطيها من الداخل طبقة من الجص ومن الخارج طبقة من الرصاص، وللمسجد أربعة أبواب متعامدة.
تم تغطية معظم أروقة وجدران المصلى من الداخل بالفسيفساء وهي تظهر الفن الإسلامي في الزخرفة كي تشكل وحدة فنية منسجمة في التكوين ومتحدة في الأسلوب، حيث أنّ حجارة الفسيفساء كانت مصنوعة محلياً. أجمل ما في الزخرفة الآيات القرآنية في أعلى أقواس المضلع المثمن الأوسط تعتبر أقدم ما كتب من الخط العربي الجميل، أطلق عليه اسم الخط الجليل. ومجموعة الألواح البرونزية المذهبة التي تغطي بعضها أجزاء من الأبواب الأربعة أو الأفاريز الواصلة بين تيجان أعمدة أرواق هي أجزاء فريدة في العالم لأصالتها ولجمالها وغناها الزخرفي، وتسيطر عليها أوراق العنب والعناقيد المعالجة بمهارة متجددة.
صخرة طبيعية غير منتظمة
ويجب التأكيد على أن الصخرة التي بني عليها المسجد هي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل تقع في أعلى نقطة من المسجد الأقصى المبارك في موقع قلب المسجد بالضبط، وهي صخرة طبيعية تتراوح أبعادها بين حوالي 13 مترًا و18 مترًا، ويبلغ ارتفاعها حوالي المترين تقريبًا، وقد دارت حولها القصص الخيالية غير الصحيحة إلا أنها تبقي مجرد صخرة لا تنفع ولا تضر.
وجدير بالذكر أن مسجد قبة الصخرة هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، ويجب على جميع المسلمين في كافة أرجاء العالم الانتباه إلى هذه الحقيقة التي يحاول الصهاينة تزييفها حتى يتمكنوا من هدم المسجد الأقصى المبارك بمزاعم كاذبة بان المسجد مبني فوق هيكل البني سليمان عليه السلام، بينما الحقيقة غير ذلك، ويجب أن يعي جميع المسلمين هذه الحقائق.
اترك تعليق