أحد أكبر المساجد في القارة الأوروبية .. وهو تحفة معمارية بكل المقاييس فهو جوهرة تاج مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان التي عانت لسنوات طويلة من الحرب. وجاء تصميمه ليحاكي تصميم المسجد الأزرق في اسطنبول بتركيا.. مسجد قلب الشيشان

بدأت عمليات انشاء المسجد في اواخر الثمانيات ثم توقفت، وفي عام 1997 الرئيس الشيشاني الراحل احمد قادروف الذي شغل أيضا منصب مفتي الشيشان والذي اتفق مع خليل اورون رئيس بلدية مدينة كونيا التركية على انشاء جامع في وسط غروزني عاصمة الشيشان بمقدوره ان يتسع لـ 2000 شخص لذلك يُعرف المسجد أيضا باسم "احمد قاديروف".

بعد عامين من العمل وبالتحديد في خريف عام 1999 توقفت أعمال البناء بسبب اشتعال الحرب الشيشانية الروسية. وبعد مرور 7 سنوات واستقرار الأمور في الشيشان في عام 2006 عاد البناء مرة أخرى إلا أنه تم بناء المسجد أمام الحديقة التي يتوسطها تمثال أحمد قادروف واستمر البناء لمدة عامين .. ليتم افتتاح المسجد في أكتوبر 2008 على مساحة 5 آلاف متر مربع ليتسع لـ 10 آلاف مصل.

الجدران الداخلية والخارجية مطلية بالمرمر النادر

ويعد المسجد أحد المباني الفريدة من نوعها حيث طُليت جدرانه الداخلية والخارجية بالمرمر النادر من نوع "ترافيرتين". وتم تزيينه من الداخل بالمرمر الابيض الذي يستخرج من جزيرة "مرمرة عدسي" الواقعة في بحر مرمرة. وقد قام بتزيين المسجد أمهر الفنانين الاتراك.

واستخدمت في الزخرفة الاصباغ الكيمياوية والطبيعية ذات الاضافات الخاصة، الأمر الذي يساعد بحسب رأي الخبراء على الاحتفاظ بالألوان الأصلية خلال الاعوام الـ 50 القادمة. واستعان الفنانون من أجل خط الآيات القرآنية ورسم الزخارف بالطلاء الذهبي من العيار النادر.

محراب من الرخام الأبيض يصل وزنه لـ 17 طنا

ويضم المسجد أربع منارات يصل ارتفاع كل منها إلى 60 مترًا، إضافة الى محراب مصنوع من الرخام الأبيض، وهو مزيّن بالزخرفات ومدهون بطلاء ذهبي، ويبلغ ارتفاعه 8 أمتار وعرضه 4.60 متر ويصل وزنه الى 17 طنا، كما يوجد في المسجد 36 ثريَا 27 منها تُمثل قبّة الصخرة في القدس، وتمثل 8 الروضة النبوية في المدينة المنورة، أما الثريا الباقية -وهي بقطر 8 أمتار وتمثل الكعبة المشرَّفة في مكّة المكرّمة. وتم تصنيع جميع الثريّات من زجاج سفاروفسكي الشهير.

ويوجد في داخل المسجد 3 مصابيح جميلة تعد مكمِّلة للتصميم الداخلي للمسجد، وزينت بالزخرفة الشيشانية الفريدة وهي مجموعة فريدة من نوعها، وثمرة أكثر من ستة أشهر من عمل عشرات الفنانين، وتتكون من أكثر من مليون جزء، وتم بناء المسجد ليكون مقاوما للهزات الأرضية.

ويقع المسجد ضمن مساحة أكبر لمجمع إسلامي يضم العديد من الابنية مثل الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية الشيشان والمعهد العالي الإسلامي ومكتبة دينية. كما يحتوي على قسم جامعي داخلي لطلاب الدراسات الاسلامية. وتعدُّ الحديقة الجميلة التابعة للمجمع الإسلامي موقع تجمع وتنزّه المواطنين، وخاصة العائلات الشابة والمتقاعدين.