كان للنساء دور بارز في التاريخ الإسلامي سواء بكونهن أمهات أو مجاهدات أو عابدات. يذكر التاريخ بحروف من نورأهمية الدور الذي قمن به لدعم الدعوة الإسلامية.. كانوا عنوانا للتحمل والارادة وتحدي اصعب الصعاب خضن الحروب وتعرضن للمخاطر والاستشهاد
سنلقى يوميا الضوء علي نماذج رائدة لنساء خالدات ضربن المثل والقدوة الحسنة كيف تكون المرأة السند والدعم لمجتمعها وأسرتها.
أولي هذه النماذج الرائدة هي السيدة حليمة السعدية حاضنة ومرضعة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبناؤها هم كبشة. وأنسيه والشيماء وأبناؤها من الرضاعة محمد صلي الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه سيد الشهداء وعم النبي أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلي الله عليه وسلم.
فكانت السيدة حليمة السعدية..سيدة من نساء بني سعد بن بكر جاءت مع قومها لترضع خير خلق الله يتيم عبد المطلب وأخذته معها حتي تجاوز الخمس سنوات بشهر واحد. غمرتها فيها بركاته صلي الله عليه وسلم.
تروي حليمة السعدية كيف كان سيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم بركة وبشري وخير كبير عليها وعلي أهلها حيث جاءت حليمة إلي مكة هي وعشرة نساء من بني سعد بن بكر يبحثن عن الرضعاء من بني سعد وكانت في حالة يرثي لها فدابتها ضعيفة للغاية وجسدها ضعيف حتي لا تكاد تجد في ثديها لبن لرضيعها الذي جاء معها.
وعرفت بأمر النبي صلي الله عليه وسلم وكيف تركته كل المراضع لأنه يتيم وقالت حليمة لزوجها: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع. لانطلقن إلي ذلك اليتيم فلأخذنه. فقال لها زوجها: الحارث بن عبد العزي بن رفاعة لا عليك أن تفعلي فعسي أن يجعل الله لنا فيه بركة وعلي الرغم من أن كلمات زوجها كانت نبوءة إلا أن ذلك لم يمنع حليمة في روايتها للقصة التي نقلها ابن كثير أن تذكر حقيقة أنها لم تأخذه إلا لأنها لم تجد غيره.
ذكر حليمة السعدية كيف كان مقدم رسول الله خير لها ولقومها ففاض ثديها باللبن فشرب حتي روي. وشرب من معه حتي روي. وفاضت الشاه كذلك بالحليب فشربت هي وزوجها حتي رويا. وليس هذا فقط. فتقول حليمة أنها جاءت أرض بني سعد وهي ما تعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها. فكانت شياههم تذهب وتأكل وتعود فتحلب دون من معهم. حتي قالوا لرعيانهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب - أي حليمة - فاسرحوا معهم وعلي الرغم من ذلك. فكانت أغنام حليمة تعود شبعي وتعود أغانمهم جياعًا لا قطرة لبن.
رجوع حليمة إلي مكة
قالت: فقدمنا به علي أمه. ونحن أحرص شيء علي مكثه فينا. لما كنا نري من بركته. فكلمنا أمه وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشي عليه وباء مكة قالت: فلم نزل بها حتي ردته معنا قالت فرجعنا به حليمة ترجع به إلي أمه
قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به علي أمه فقالت:پما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلي مكثه عندك؟ قالت: فقلت:نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي. وتخوفت الأحداث عليه. فأديته عليك كما تحبين. قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك. قالت:فلم تدعني حتي أخبرتها. قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟ قالت: قلت:كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل. وإن لبني لشأناً.أفلا أخبرك خبره؟ قالت: قلت:پبلي. قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نور أضاء لي به قصور بصري من أرض الشام ثم حملت به. فوالله ما رأيت من حملي قط كان أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته وإنه لواضعى يده بالأرض رافعى رأسه إلي السماء. دعيه وانطلقي راشدة".
افتقدت حليمة للرسول حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته. وأصابها من اللوعة والشوق إليهپ.
قدم جماعة من نصاري الحبشة إلي الحجاز فوقع نظرهم علي محمد {صلي الله عليه وسلم}في بني سعد ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسي عليه السلام» ولهذا عزموا علي أخذه غيلة إلي بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما»ً لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.
ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكرم مرضعته حليمة السعدية - رضي الله عنهما ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال: قدمت حليمة بنت عبد الله علي رسول الله صلي الله عليه و سلم مكة. وقد تزوج خديجة فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلي الله و سلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة وانصرفت إلي أهلها.
توفيت حليمة السعدية - رضي الله عنها -بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع غفر الله لها ورضي عنها وارضاها.
اترك تعليق