سنة أولي هجرة عادة ما يواجه فيها المغترب ظروفا صعبة.. وبسبب عدم الخبرة ونقص المعلومات يقع المصري في المحظور ويندم حيث لاينفع الندم باب "الطيور المهاجرة" اقتحم هذا الملف الشائك وتواصل مع كبار الشخصيات المصرية ذات الخبرة في الحياة بالخارج.. ووجدنا ان هناك أربعة أنواع من المشاكل "إثنان" يخصان غرب أوروبا وامريكا وكندا والثالث الاسواق الجديدة للهجرة في شرق أوروبا والرابع والاخيرة هي المنطقة العربية والخليج وفي كل منطقة التقينا مع افضل واهم المتحدثين.

المهندسة ميرفت خليل رئيس الاتحاد العام للمصريين في بريطانيا قالت ان ابرز مشكلة تواجه المصريين القادمين هي سلوكيات معاملة الاطفال والزوجات وبمجرد علم ادارة المدرسة التي بها ابناء الاسرة المصرية باعتداء الاب والام علي الطفل او تعدي الاب علي الزوجة يتم علي الفور سحب الطفل من والديه وتسليمه لأسرة بريطانية ليعيش معها.. وهنا تحدث مشاكل رهيبة وقضايا امام المحاكم فبينما تجد الام ابنها مع اسرة اخري وهي محرومة منه تصل الي حالة الانهيار التام.

اضافت ليس معني ذلك ان يعترف علي والديه بل تعرف المدرسة بطرق غير مباشرة ومنها دعوة الطفل للمشاركة في تمثيلة كنوع من النشاط الفني ويطلب منه ان يتقمص دور الاب وبدون ان يشعر يجد نفسه يكرر سلوك الاب نحوه ونحو والدته.

اشارت ميرفت انها تلقت تدريبا في تأهيل الاسرة والطفل وبعد ذلك حصلت علي دورة لتقوم هي بممارسة التأهيل واستطاعت التدخل وفي بعض الاحيان اقناع المسئولين بمنع سحب الطفل من الاسر المخالفة واستبدال ذلك بزيارات منزلية للتأكد من حسن المعاملة.
وعن الشباب الذين يرغبون بالهجرة حذرت من مافيا التأشيرات الذين يقومون بحملة دعائية لتقديم تأشيرات وفرص عمل في بريطانيا ويضعون رقم "واتس ساب" في انجلترا للتواصل وكأنهم فعلا موجودين في انجلترا.. والحقيقة انهم لم يغادروا مصر بل ارسلوا احد عملائهم في لندن لشراء خط انجليزي.. وبعد ان يدفع الشاب الالاف الجنيهات الاسترلينية يكتشف انه فريسة لشركات نصب.

اما عن الاسواق الجديدة للهجرة في شرق اوربا يقول د. عبدالله مباشر رئيس اتحاد المصريين في رومانيا ان النجاحات التي حققها الرعيل الاول من المصريين في شرق اوروبا ومنها رومانيا اغرت الشباب للسفر بطريقتين احداهما مراسلة الفتيات الاوروبيات والسفر الي رومانيا بدعوي منهن.. وهناك تحدث المأساة فهذه الفتيات يعتقدن ان شباب مصري كعرب الخليج لديهم اموال طائلة ويقمن بابتزازه.. كما يدخل الشباب المصري في علاقات محرمة مع هؤلاء الفتيات وهناك بعض الحالات التي تكون العلاقة طيبة وتنتهي بالزواج ولكن معظم هذه الزيجات تنتهي بالفشل لاختلاف العادات والتقاليد.

نصب * نصب

اما الطريقة الثانية فيقول د. عبدالله بعض الشركات تقوم بعمل عقود  للشباب المصري نظير مبالغ ضخمة تصل الي حوالي 100 الف جنيه وفي العقود يوقع عليها الشاب المصري يظهر فيها ان مرتبه سيكون الفي يورو في الشهر.. و70% من هذه العقود وهمية.. والـ30% الاخري يكون هناك عقد اخر بـ300 يورو لاتكفي للعيش هناك وتحدث مشاكل ومشاجرات وقضايا.. واحيانا تصل الي لجوء الشاب للسرقة والعنف ولايجد معه حتي ثمن تذكرة العودة لمصر.

اضاف اقوم انا وزملائي في اتحاد المصريين برومانيا بجمع التبرعات لاعادة هؤلاء الشباب الي الوطن واحيانا اخري نعمل علي ايجاد حلول وسط مع الشركات الرومانية.. ولكن تظل المشكلة صعبة ومعقدة وعلي الشباب المصري الا يضيع في هذه المهالك والعلاقات غير المضمونة.

وعن مشاكل المصريين العاملين في الخليج يقول علاء سليم نائب رئيس مجلس الجالية المصرية في الكويت سابقا وامين عام اتحاد المصريين بالخارج.. ان الاقامة والكفالة هي المشكلة الاولي والاهم للمصريين في الخليج بشكل عام وبشكل خاص في الكويت.. حيث ظهرت منذ فترة التأشيرة الحرة والتي تتيح للمصريين دخول الكويت وتصل تكلفتها الاجمالية الي حوالي 100 الف جنيه وهناك بعض الشركات الوهمية التي تقوم باصدار هذه التأشيرات ويسافر الشاب فلا يجد عمل.. ولا يستطيع ان يعمل في اي مكان اخر والا تعرض للترحيل.. وللاسف يتكالب عليها الشباب في الفترة الاخيرة.

اضاف نحن نقوم في الفترة الاخيرة بحملات توعية للشباب حتي لايقعوا فريسة لهذه الشركات الوهمية كما ان الشباب يمكن ان يحصلوا علي نصائح مجانية من الاتحاد العام للمصريين في الخارج عن مدي جدية هذه الشركات قبل السفر.