هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ليس كل البكاء ... سواء

بقلم الإعلاميه : نانسى إبراهيم 

ليس كل البكاء سواء ، فليس كل بكاء حزن ، فهناك بكاء يأتيك من فرط السعادة ، أو لإحساسك بالوحشة دون فَقْد ، بكاء يأتى من عمق فهمك للأشياء ، بكاء أتاك من فرط إستياعبك لدروس الحياة ، بكاء إستعمرك ليزيح عن كاهلك حمل قد تنوء عن حمله الجبال ، بكاء يوقظ بداخلك طعم الراحة .. راحة الضعف بعد استعبادك من عناء القوة ، بكاء يخبرك إنه قد آن الأوان لك كى تستريح من ثقل المشوار ، ويأذن لك أن تأخذ إستراحة محارب عن إستحقاق بعد مشقة الرحلة .


بكاء يسكنك ببراعة إنصاتاً لصوت الرضا بداخلك بعد مرارة إحساسك بعدم القبول ، بعد انتهائك من جام غضبك ، وتوديعك لقمة حزنك ، وإستقبالك للأجمل فيك .

وهناك بكاء يغرس فيك الأمل ، ويجذب لعالمك خيوط الهدى ، بعد أن استقريت على وضع قد لا يكون لك أفضل ما تصبو إليه ، لكنه حتماً أفضل المتاح حالياً .

وهناك بكاء الحكمة ، وبكاء الغِبطة ، وبكاء المُطلِع الحالم المتأمل الواثق ... المنتصر ، فليس كل بكاء حزن أبداً .

وليست كل وحدة إكتئاب ، فربما تكون عزلة إختيارية أو إنعزال مُخطَط له بإحكام لإعادة الدفة لوجهتك نحو الأفضل ، والأصح ، والأوقع ... فليس كل فراغ خواء ، فربما يكون فضاء ما قبل الإمتلاء ، لإفساح المجال للمنتظر .. والمُستَحق .. والأحق .

لا تسيئوا الظن بالأشياء ، ولا تبخسوا قدر المواقف ، ولا تعلقوا فشلكم دائماً على الظروف ... فلستم مفعول به فى حياتكم  .. بل أنتم الفاعل ، ربما لستم الفاعل الوحيد ، لكنكم بلا شك الفاعل الأهم ... والأكيد .

فإحسنوا الظن بالقادم ، وحاولوا أن تجيدوا تسكين أحلامكم بنسمات الأمل ، وإسعوا جاهدين لتغيير واقع يؤلمكم ، أو ظرف لا ترضون عنه الآن .

فأنت لم تمت طالما تحاول ، فهناك نَفَس لا يزال يسكنك فهناك إذن المزيد لتحياه وتعيشه وتغيره لواقع ترضاه وتحلم به .

 فما الحاضر سوى مستقبل بعيد سبق أن حلمنا به ، وها نحن نعيشه ... فإحسنوا سكناه ، وأبرعوا فى تحسينه بما يسعدكم ، ويرضيكم ، ويبهجكم ... وإحمدوه ليزيدنكم من نعمه .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق