"الجمهورية اونلاين" التقت الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا واستمعت لآرائهم وتحفظاتهم ومطالبهم.
أعرب الطلاب عن شكرهم وعرفانهم للرئيس الإنسان الذي وجه بسرعة إيجاد الحلول لمشاكلنا.. مؤكدين أنه لولا تدخل السيسي ما تحرك أحد لبحث مطالبهم.
ناشدوا الجامعات الأهلية والخاصة مراعاة ظروفهم حيث إنهم قاموا بدفع المصاريف كاملة للجامعات في أوكرانيا ولم يتبق إلا أشهر معدودة حتي ينتهوا من دراستهم هناك حتي جاءت الحرب فأجبرتهم علي الرحيل.
أبدي البعض تحفظه ومخاوفه من الامتحان المزمع عقده بالجامعات الأهلية تمهيداً لقبولهم في صفوفها وتعذر بعضهم بضيق الوقت وعدم إتاحة بنك أسئلة للتدريب عليها وطالبوا بإمهالهم بعض الوقت لكي يستعدوا لذلك الاختبار.
كما تساءل البعض عن مصير الطلاب الذين لن يحالفهم النجاح في الامتحان.
في البداية يقول خالد محمد رئيس لجنة الشباب في البيت المصري بأوكرانيا والطالب بالفرقة الخامسة في كلية طب لتلافا إنه لولا تدخل الرئيس السيسي وتوجيه المسئولين بضرورة حل مشكلتنا بأقصي سرعة والاستجابة لطلبات أبنائه العائدين من أوكرانيا لما تحركت الجامعات الأهلية والخاصة للنظر في مشكلتنا ولابد هنا من توجيه الشكر والعرفان للرئيس الإنسان.
ناشد الجامعات الأهلية والخاصة أن تراعي ظروف بعض الطلاب الذين كانوا يدفعون مصاريف تتراوح بين 4 و5 آلاف دولار في العام للجامعات الأوكرانية بينما مصاريف الجامعات الخاصة في مصر تفوق قدراتهم المادية حيث تتجاوز الـ 190 ألف جنيه.
أضاف: لابد من منح بعض الاستثناءات حسب ظروف كل طالب ليتمكن من استكمال دراسته وتوفيق أوضاعه.
قال: إن أكثر ما يؤلمني هو النظرة السلبية التي يرانا البعض من خلالها في مصر واتهامنا بأننا ندرس الطب بثانوية عامة أدبي وهؤلاء الطلاب في الحقيقة لا يزيد عددهم علي 10 طلاب فقط من بين 4 آلاف طالب وطالبة حصلوا علي مجاميع مرتفعة في الثانوية العامة تتراوح بين 97% و99% وهؤلاء متفوقون في دراستهم وحققوا المراكز الأولي بالخارج.. فكيف يؤخذ كل هذا العدد بذنب قلة قليلة جداً..؟
هواجس وتحفظات
أما محمد إبراهيم أبوالليل الطالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب لتلافا بأوكرانيا فيبدي مخاوفه وتحفظاته من الامتحانات التي ستعقدها الجامعات الخاصة للراغبين في التحويل إليها من الطلاب العائدين من أوكرانيا.
يقول أبوالليل: أنا وزملائي عندما تحفظات علي هذه الامتحانات فهل هي للنجاح والرسوب فقط أم هي بمثابة امتحانات للتنسيق الداخلي للكليات بمعني أن كل جامعة خاصة تحدد درجات معينة كشرط للقبول بها أم أن درجات الامتحانات تحدد السنة الدراسية بمعني أن الطالب في السنة الخامسة مثلاً يتم تقييمه وبناء علي درجاته يتحدد إن كان سيستمر بالسنة الخامسة أم ينزل للسنة الرابعة.
أضاف أبوالليل: الأهم من ذلك كله وفي حالة خوضي للامتحان وعدم قبولي بنتيجته ثم سافرت لاستكمال دراستي في دولة أخري فهل سأواه مشكلة عند معادلة شهادتي هنا في مصر والحصول منها علي امتياز مزاولة المهنة أم سيتم حرماني من الامتياز لأنني لم أكمل في مصر حسب السنة الدراسية التي قررتها نتيجة الامتحان.. وما مصير الطلاب الذين يرسبون في هذا الاختبار؟
ضحايا تجار الجامعات
أما عن طلاب الأدبي الذين يدرسون الطب في أوكرانيا فيؤكد أبوالليل أن عددهم لا يتجاوز أصابع اليد وهم ضحايا تجار الجامعات الذين خدعوهم لكن الجامعات الأوكرانية رفضت التحاقهم بها فاضطروا للدراسة مدة تزيد علي العام لمعادلة شهادتهم الأدبية بشهادة علمية..
أوضح أن من بين العائدين من أوكرانيا طلاباً متميزين وكانوا يتطوعون لشرح الكورسات الطبية والعلمية في أوكرانيا وكنا بصدد إنشاء موقع إلكتروني لشرح تلك الدورات مجاناً للطلبة العرب هناك.
تقول فرح أحمد الطالبة بالفرقة الخامسة بكلية طب بوجو موليتس ناشيونال الأوكرانية إنها حصلت علي مجموع 99% في الثانوية العامة البريطانية من قطر ثم تقدمت للجامعات المصرية وبعد عمل المعادلة بشهادتي فلم أتمكن من الالتحاق بكلية الطب البشري لأنها كانت تشترط الحاصلين علي 100% وكان مجموعي لا يؤهلني إلا لدخول كليات الطب الخاص فقط ونظراً لأسعارها الخيالية في مصر فضلت السفر والغربة والدراسة في أوكرانيا.
أما استيفين حنا الطالب بالسنة الخامسة بكلية طب لتلافا الأوكرانية فيقول: أتحفظ علي التقدم بطلب التحاق بالجامعات المصرية لأن الامتحان بحسب المسئولين بوزارة التعليم العالي سوف يأتي من مخزن مركزي للأسئلة فهل تتوفر بنك أسئلة امتحانات حتي نتمكن من المراجعة وهل تتوفر المادة العلمية لمراجعتها فقد تركنا كتبنا ومراجعنا في أوكرانيا وهربنا من جحيم الحرب هناك.
أضاف أن المدة المتاحة قبل الامتحان قصيرة وغير كافية لمراجعة المواد والكورسات المكثفة تحتاج إلي وقت إضافي.
أضاف: هناك معوقات أخري تمنعنا من التقدم للجامعات في مصر فأغلب الجامعات الأهلية والخاصة لا توجد بها دفعة سنة خامسة طب.. فأين نذهب؟
كما أن الغالبية العظمي من الطلبة العائدين دفعوا المصاريف كاملة للجامعات في أوكرانيا وكان متبقياً في عمر الدراسة هناك 3 أشهر فقط فكيف ندفع مصاريف أخري لنفس السنة الدراسية؟.
أوضح حنا أن مجموعه في الثانوية العامة كان يؤهله للالتحاق بكلية صيدلة خاصة في مصر.. لكن الأسعار المرتفعة للجامعات الخاصة في مصر دفعتني للسفر إلي أوكرانيا.. وبصراحة لا أستطيع الدراسة بهذه الأرقام الفلكية في الجامعات الخاصة هنا.
3 أشقاء يدرسون بالخارج
تقول فرحة الرفاعي الطالبة بطب الأسنان إن مجموعها في الثانوية العامة 95% ومجموع أختي 92% وأخي 89% وقد جاءوا جميعهم للدراسة في أوكرانيا حيث تدرس شقيقتها في الطب البشري ويدرس شقيقها في الهندسة بـ 3 آلاف دولار فقط في العام بينما تدفع هي وشقيقها 5 آلاف دولار.. وهذا كما تقول فرجة أقل كثيراً من الأسعار في مصر.
تساؤلات
محمد بليغ حمدي طالب طب بأوكرانيا يقول: أرفض قرار عقد اختبار لنا لأنه في حالة عدم الرضا عن النتيجة أو النزول بنا تيرم أو سنة دراسية كاملة وفي حالة عدم قبولي بتلك النتيجة فهل يحق لي استكمال دراستي بالطريقة التي أجدها مناسبة في دولة أخري أم سوف تقابلني مشكلة في تغيير أوراق البعثات وهي الأوراق التي أتقدم بها للحصول علي تصريح السفر وتأجيل التجنيد وتظل نتيجة الامتحان عقبة في ملفي لأنني لم أكمل دراستي في مصر في السنة الدراسية المفروضة علي طبقاً لنتيجة هذا الامتحان؟
أضاف في نفس الوقت فإن أعدادنا كبيرة جداً وعدم توجهنا للسؤال في أغلب الجامعات الأهلية والخاصة لم نجد فيها سوي أعداد محدودة للقبول وهو ما يزيد مخاوفنا بأن هناك احتمالاً بأن تكون أعداد الناجحين تساوي فقط الأماكن المتبقية في هذه الجامعات.
مقترحات وحلول
أضاف حمدي من وجهة نظري يجب علي وزارة التعليم العالي قبول فكرة أن الطالب عند اختباره إذا كان تقييمه يحتاج لإعادة بعض المواد بدل من إعادة السنة بأكملها أو تحويله لسنة دراسية أقل أن يتم تحميله تلك المواد بعدد ساعات إضافية في كورسات صيفية بدلاً من النزول بنا تيرم أو عام دراسي كامل.
أما إسراء شكري أحمد "خامسة طب بأوكرانيا" فتقول: دخلت كلية الطب رغبة في دراسة تخصص بذاته وأهلي سعوا في أكثر من اتجاه حتي انتهي القرار بالسفر إلي أوكرانيا رغم أن مجموعي في الثانوية العامة كان يؤهلني لدخول طب الأسنان أو أي تخصص غير الطب في الجامعات الخاصة لكني فضلت دراسة الطب بالذات.
أضافت إسراء: كثيرون ممن عرفتهم في أوكرانيا من الطلبة المصريين أفضل مني ومجاميعهم أعلي مني ومنهم من نشروا أبحاثاً علمية في الخارج ولهم "سوبر فايزر" في أمريكا لأبحاثهم ومنهم من يستعد لامتحان رخصة مزاولة الطب في بريطانيا وأمريكا ومنهم من يكمل دراسته في ألمانيا كما أن هناك طلبة مغتربين أنشأوا مواقع أون لاين للكورسات الطبية وهناك من يمارسون نشاطات تطوعية علي مستوي أوكرانيا كلها.
أضافت: أن أي دولة حتي بريطانيا وأمريكا حين يذهب إليهم خريج الطب من الهند أو أي دولة عربية أو من روسيا أو أوكرانيا يتم تحديد امتحانات مزاولة مهنة الطب لهم كتلك التي تعقد للأمريكان والبريطانيين أنفسهم وإذا حققوا "اسكور عالي" مع سيرة ذاتية جيدة يمكنهم معادلة شهاداتهم ويتم تدريبهم في أي مستشفي أمريكي براتب محدد.
تساءلت إسراء: ما المانع أن يتم اختبار الطلبة الوافدين لمصر تماماً بنفس الطريقة التي يجري بها امتحان خريجي كليات الطب المصرية ويكون لها شروط المعادلة.
أضافت: أن جامعة مثل أوديسا وهي ليست أفضل جامعات أوكرانيا مسموح لخريجيها بمعادلة شهاداتهم في كندا وأمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي فلماذا لا يحدث ذلك في مصر؟!
اترك تعليق