في ظل ارتباك سوق الذهب وارتفاع وانخفاض سعره حسب أحوال الحرب الدائرة في أوكرانيا الآن.. يقف المواطن حائراً من لديه ذهب يتردد في مسألة البيع.. ومن لديه أموال يتردد في مسألة الشراء.
"الجمهورية أون لاين" تجولت في سوق الذهب ورصدت الاحوال علي أرض الواقع.. وخرجت بنتيجة مؤداها ان من يريد الشراء فعليه أن يفعل ذلك في أضيق الحدود.. وإذا كان لديه فائض من الأموال يريد استثماره فإن أضمن طريقة لذلك هي الودائع البنكية ذات العائد المضمون.. أما لو كان ممن لايفضلون الودائع البنكية ويصر علي الذهب فننصحه بشراء الجنيهات الذهبية التي تحتفظ في الغالب بقيمتها المادية ولايخسر حائزها عند بيعها قيمة المصنعية التي يخسرها في الذهب العادي.. وكل واحد حر.
يؤكد د.وصفي أمين ,رئيس شعبة المجوهرات بالغرفة التجارية ,وواحد من أكبر تجار الذهب بالصاغة: أنه منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية الذهب في تصاعد مستمر ليصل عالميا إلي 2062 دولارا لسببين »الأول هو تداعيات الغزو ,والثاني معدلات التضخم المتزايدة عالميا حتي في أقوي اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الأمريكي, واقتصاديات السوق الأوروبية المشتركة .
ويضيف أنه كلما انتشرت التصريحات المتعلقة بالهدنة بين البلدين ينخفض الجرام ,وبمجرد إعلان فشل المفاوضات أو استمراريتها فيعاود التزايد مرة أخري »مشيرا إلي أنه علي مدار سنوات طويلة دائما ما نري تزايدا في أسعار الذهب بنسبة 20% سنويا وهذه القيمة لا يمنحها وعاءً إدخاريا في مصر علي الرغم من أن فوائد البنوك في مصر أكبر من أي مكان في العالم ,وصحيح أن الذهب يعتبر استثمارا لمن يريد الحصول علي أرباح سنوية يمثل وعاءً إدخاريا ليس له مثيل لكن ليس في الوقت الحالي.
وعن حركة البيع والشراء. يلفت رئيس شعبة المصوغات الذهبية إلي أن هناك تضاربا. فهناك من أشتري بأثمان رخيصة وحققت أرباحا فيقرر البيع ,في المقابل فئة آخري تمتلك سيولة مادية وتشتري بسعر مرتفع مع التوقع بالارتفاع المستمر وهذا علي مستوي المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة فالشراء بكميات كبيرة مع ثبات كمية المعروض هو ما يدفع المعدن النفيس للزيادة .
ونستطيع أن نقول أن المبيعات معقولة أو متوازنة بدليل أن التجار لا يصدرون ولا يستوردون ,فسعر الذهب في العالم كله يدور بنظرية الأواني المستطرقة .
أكد إيهاب واصف "رئيس شعبة صناعة الذهب والمعادن الثمينة بإتحاد الصناعات المصرية" أن سعر الذهب ارتفع تقريبا بنسبة 1.3% عن الأيام الماضية حيث ان العقوبات الامريكية علي روسيا بعدم استيراد النفط كان لها أثر مباشر علي معدلات التضخم العالمية مما ألقي بظلاله علي الأسعار في مصر والعالم كله فدفع المستثمرون للشراء بكميات كبيرة لأن الذهب هو "الملاذ الآمن" في هذه المرحلة مما أدي إلي ارتفاع سعر البترول إلي 3.7% كما زاد الذهب محليا لأعلي نقطة في تاريخه بما يساوي 900 جنيه لعيار 21 وعالميا مقارنة بأغسطس 2020 وهو أعلي نقطة وصل لها فيه 2074 دولارا وحاليا 2072 ومن ثم من المتوقع حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.
وينفي رئيس صناعة الذهب وجود ركود في سوق الذهب. ويصف حركة البيع والشراء بالمتوسطة فالركود كان خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين ومع بداية يناير تحركت المبيعات حركة طفيفة ومازالت مستمرة بنفس القدر مشيرا إلي أن المواطنين حاليا أصبح لديهم ثقافة اقتصادية ووعي استثماري ويفهمون جيدا متي يشترون الذهب ويوعون جيدا تأثيرات الحرب وهذا هو ما سيساعد علي تنشيط السوق.
يقول رفيق عباسي "الرئيس السابق لشعبة الذهب بالغرفة التجارية واتحاد الصناعات". انه عندما يكون هناك ركود اقتصادي بصفة عامة تستغني المؤسسات المالية الضخمة عن السيولة المادية وتشتري الذهب بالأطنان مما يؤدي إلي ارتفاع السعر بسبب الإقبال الكبير وعدم توافر الكميات. فالجميع خائف. والذهب لن ينخفض إلا في حالة الاستقرار الاقتصادي وإعلان روسيا سحب قواتها العسكرية فيبدأ الكل في عمليات البيع فيقل سعر الجرام.
ويضيف عباسي أنه حتي علي مستوي التجار في مصر فالغالبية أيضا يخافون من البيع حيث أنه عند شراء بضاعة جديدة سيجد الثمن مرتفعا جدا وبالتالي يجد نفسه خاسرا , والمستهلك كذلك قلق .
وينصح عباسي المواطنين بشراء المشغولات »قائلا إن الذهب دائما ما يكون "زينة وخزينة " أما الجنيهات والسبائك "هيتحطوا في الدولاب" داعيا كل زوج لشراء ذهبا لزوجته تستمتع به وفي نفس الوقت يكون حفظ أمواله لأن بهذه الطريقة لم يستطع بيعه بسهولة إلا للظروف الطارئة أما الجنيهات فسهل استخراجها وبيعها في أي وقت وهذا إهدار للمال .
ويشير إلي أنه لا يوجد داع لشراء الحلي المطعم بالفصوص حتي لا يخسر ثمنه » فالغوايش اختيار جيد.
يتوقع أسامة زرعي ,الباحث الاقتصادي ,والمحلل الفني لأسواق الذهب : ارتفاعا أكبر لسعر الجرام الفترات المقبلة »قائلا إنه لا يمكن أن ننصح المواطن حالياً بأن يبيع ما لديه لأن السعر سيقفز أكثر وفي نفس الوقت ,غير محبذ الشراء بكميات كبيرة. فالسعر عموماً في زيادة منذ بداية العام الجاري بنسبة تزيد علي 14% فلا أحد يمتلك المخاطرة بأمواله في هذه الفترة. فالسعر وصل عالميا إلي 2070 دولارا في عام 2020 ثم انخفض إلي 1680 فمن جازف واشتري في هذا التوقيت ندم كثيرا.
في نفس السياق. يوجه "زرعي" المواطنين بالانتظار اذا أرادوا الشراء حتي منتصف هذا العام حتي يتصحح ثمن الجرام. فمن الخطأ أن ننصح المواطن في هذه الفترة بالشراء حيث أنه في الاربعاء المقبل ستعلن سعر الفائدة في الولايات المتحدة والتي من المتوقع ارتفاعها بنسبة 100% وبالتالي سينخفض معها سعر جرام الذهب بعد مرور شهر إبريل.
ويضيف "زرعي" أنه من يمتلك مبلغا بقيمة 100 ألف جنيه أو 250 ألف جنيه. و"يصر" علي الشراء فالأفضل له أن يشتري سبيكة أو اثنتين لأن "مصنعيتها" قليلة. ويبتعد عن المشغولات بحيث يتم الاتفاق مع التاجر أو الشركة عندما يبيع له السبيكة مرة آخري علي خصم بنسبة 50 إلي 60% من المصنعية.
يشعر التجار بالاستياء نظرا لحالة الركود التي أصابت سوق الذهب الأصلي في الفترة الأخيرة »معربين عن قلقهم الفترة القادمة بسبب تداعيات الحرب الروسية.
البداية ,كانت مع عمر طارق 45 سنة :
الناس حاليا "بتبيع" أما الشراء في أضيق الحدود ,فارتفاع الأسعار واقتراب شهر رمضان دفع الناس لبيع جزءً من مقتنياتهم لأنهم بحاجة إلي سيولة لشراء مستلزماتهم أو لأنهم "مزنوقين في حاجة".
وارتفاع سعر الجرام يقلق الشعب فالأفضل يبيع ويستغل الفرصة ,وآخر بيعة كانت منذ أسبوع سيدة اشتريت منها بـ 80 ألف جنيه.
يبدأ كرم خليل حديثه باستعراض سعر الجرام حاليا حيث يساوي تقريبا 885 جنيها لعيار 21 ,بينما عيار 18 =758 جنيها ,أما الجنيه يساوي 7200 جنيه. وأن أي فرد حاليا "شايل فلوس علي جنب" يفضل شراء الجنيهات والسبائك لأنها أقل في المصنعية وفي نفس الوقت استثمار. وفي أوقات "الزنقة" تباع بسهولة لكن ليس بكميات كبيرة مجرد 2 جنيه أو سبيكة واحدة فقط في حدود 50 ألف جنيه أو أكثر قليلا. وهناك زبائن "بتبدل" أما المقبلون علي الزواج نادرا ما يشترون "شبكة" الغالبية دبلة ومحبس فقط.
وبالنسبة للمصنعية ليس لنا ذنب ,الشركات هي من تغلي علينا سواء لازوردي أو ايجيبت جولد ,ونحاول أن "نمشي الأمور للزبون".
مجدي أحمد 22 سنة : هناك ركود تام في السوق "لا بيع ولا شراء" منذ شهرين تقريبا حتي من قبل الحرب ,وجاءت الحرب وزادت الطين بلة ,فالناس التي تريد شراء الذهب تنتظر حتي ينخفض لأنه عال حاليا ,وحتي من يريد البيع يتوقع أن يقفز أكثر من ذلك فينتظر.
حاليا الذهب أصبح للناس المرفهة فقط "مفيش شغل نهائي" ومن يمتلك مشغولات منذ 20 سنة هو فقط من يبيع اذا كان مضطرا ,أما الشراء نادر جدا ,ففي العام كله 20 زبون فقط.
التقت "الجمهورية أون لاين" عدداً من المواطنين بينما هم يمرون علي محلات الصاغة يشاهدون الحلي في حيرة هل يشترون أم ينتظرون خصوصا بعد معرفتهم سعر الجرام.
بدأ الحديث مع أسرة عريس وعروسة يجوبون المحلات لاختيار "الشبكة" .قال إمام السعدني "والد العروسة" موظف بمؤسسة مصر الخير : لا يهمني ارتفاع السعر لأننا متفقون قبل النزول علي ميزانية معينة وهنشتري علي قدنا. صحيح سنشتري عيار 21 ونعلم أنه يتغير كل دقيقة ولكن نحن ننوي شراء "حاجة بسيطة" وليس طقما كاملا.
وف نفس الوقت لا نستطيع أن ننتظر حتي ينخفض لأنه ليس مضمونا فقد يرتفع أكثر من ذلك ,ومادام المبلغ موجودا نشتري.
فيما أكد علي كلامه :ممدوح السيد "والد العريس" موظف :في هذا الوقت بالتحديد كلما كنت محدد ميزانيتك قبل الشراء كنت هادئا مهما كان الذهب غاليا ستشتري علي قد اللي معاك حتي لو شيء بسيط.
محمود مرسي ويمني حسام "عريس وعروسة" يبدأ محمود "مهندس"الكلام : نحن مضطرون اليوم لشراء الشبكة لأن قراءة الفاتحة غدا لكن وجدنا أن الأثمان غالية وكل تاجر يقول سعرا واذا رفضنا يقولوم لنا "هنظبطلكم السعر"
رغم أن ثمن الجرام معلوم ولكن بيزودوا بمزاجهم. المصنعية غالية جدا فقررنا شراء دبلة ومحبس .
وتكمل "العروسة" يمني حسام : هنجيب شبكة ولكن قررت أنا وخطيبي ننتظر قليلا حتي يقل السعر.
رندا إسماعيل "ربة منزل" نازلة اليوم أنا وابنتي لاشتري لها سلسلة خفيفة 2 جرام للزينة ليس هدفنا أي شيء واعتقد أن الوقت مناسب لأن السعر قد يرتفع أكثر من ذلك ,وبقالنا ساعة بنلف وللأسف لم نجد ما نبحث عنه ,وبنفكر نتراجع ,فكنا زمان نشتري ب500 جنيه مجموعة من الخواتم ,حاليا الوضع تغير .
سارة محمد "ربة منزل" نزلت اليوم لشراء حلق فقط "كزينة لي" وبلف علي المحلات ولم أجد ما أريد بسعر جيد ,كله مرتفع,يتراوح السعر بين 4 و5 آلاف جنيه ,وأنا معي مبلغ بسيط فاذا لم أعثر علي شيء مناسب سنأجل الشراء لأنه ليس ضروريا.
اترك تعليق