حكايات تدمي القلوب لأربعة شبان بينهم شقيقين من قرية "طاروط" مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية اعتادوا الخروج كل يوم سعيا للرزق الحلال وتوفير احتاجات أسرهم اليومية لعدم وجود مصادر أخري للدخل ومنهم من كان على وش زواج ويحلم باليوم الذي يزف إلي عروسه ولكن لم يعلموا ان نهايتهم خارج بلدتهم عندما سقط عليهم سور احد الشركات تحت الانشاء بمدينة العاشر من رمضان بطريق الروبيكي و الذين كانوا يعملون بها وحاولوا الهروب من الموت لكن كتبت نهايتهم المأسوية وأصبحوا شهداء العمل.
أسر الضحايا أسامة السيد فؤاد 35 عاماً وشقيقه السيد 32 عاماً وعلي جمال الدين محمد 37 عاماً وعبدالحميد رجب عرفة 22 عاماً بعيشون حالة من الحزن على فلذات الاكباد الذين تركوا أطفالا لهم في عمر الزهور كانوا ينتظرون عودتهم إليهم مؤكدين ان الضحايا ودعوهم بالاحضان على خير العادة في آخر لقاء وكأنهم كانوا يعرفون نهايتهم.
الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة ودعوا أبنائهم الضحايا في موكب جنائزي شعبي مهيب وشاركهم الأحزان محافظ. الإقليم الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية الذي زارهم لمواساتهم وقدم لهم واجب العزاء ومعه سعد الفرماوي السكرتير العام للمحافظة و المهندس محمد الصافي السكرتير العام المساعد و نبيل فاروق رئيس مركز ومدينة الزقازيق واعرب المحافظ عن بالغ حزنه لمصابهم الأليم، داعياً المولي عز وجل أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
توافد أهالي القرية والقري المجاورة على منازل الضحايا لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم ولتخفيف أحزانهم.
قال صابر جمال الدين، شقيق علي جمال، أحد الضحايا، أن شقيقه يبلغ من العمر 37 عاما، ويعمل "حداد مسلح" ومتزوج وله من الأبناء، ولد، 9 سنوات، وبنت، 5 سنوات، وهو أصغر أشقائه ووالده متوفي، ووالدته ربة منزل تبلغ من العمر 75 عاما، مؤكدا أن شقيقه ليس له مصدر رزق سوي عمله في مجال الحدادة، والذي يعتمد عليه للإنفاق على أسرته، والتي أصبحت بلا نفقة بعد وفاته، مناشدا الجهات المعنية مساندة تلك الأسر في مصابهم الجلل.
وقال باكيا أنه عندما تلقي اتصالا من احد ابناء القرية توجه إلي مكان الحادث ولكن تم نقل أخيه للمستشفي وكان لديه امل ان يكون أخيه علي قيد الحياه ولكن عندما شاهد جثته في الثلاجه لم يتمالك نفسه وانخرط و الأهالي المتواجدين في البكاء وربنا يتولي أولاده الذين كانوا في أمس الحاجة اليه بحكم انه العائل الوحيد لهم.
أضاف علي السيد فؤاد شقيق اثنين من الضحايا وهو يضرب كفا وبكف ويقول لا حول ولا قوة الا بالله ان شقيقه الاول أسامة السيد، 35 عاما، متزوج ولديه ولدين وبنت أكبرهم 9 سنوات وشقيقه الثاني السيد 32 عاما، متزوج ولديه ولدان وبنت، وأنهما يعملان في مهنة الحدادة وليس لديهما مصدر رزق سوي تلك المهنة الشاقة، وكان حينها في أحد مواقع العمل المجاورة، مؤكدا أن مهنتهم تعتمد على الذراع كونها مهنة شاقة، وفوجئ بخبر وفاة شقيقيه وتوجه مسرعا ليجدهما جثتان ولم يتمالك نفسه من الحزن والبكاء الشديد لفراقهما وطالب المحافظ الدكتور ممدوح غراب بإصدار توجيهاته برعايه أسر ضحايا لقمه العيش الذين فقدوا عوائلهم.
أما الأب المكلوم رجب عرفة والد الضحية عبد الحميد فقال ان ابنه يعمل "حداداً" وأنه قام بخطبه إحدي الفتيات وكان يعمل ليل ونهار ليساعدني في إعداد عش الزوجية للزواج من خطبيته وأسعادنا جميعا وابني كان زي النسمة ومحبوب من الجميع وفي يوم الحادث وقبل خروجه من المنزل عانق الجميع وكانت تعلوا وجهه ابتسامة جميلة وغير عادية لن انساها وكأنه يودعنا إلي الآخرة ولكن أشعر بنهاية وحاولت منعه من الخروج بعد أن شعرت بضيق في صدري وطلبت منه عدم الذهاب للعمل لكنه قال بنفس مطمئنه سلمها لله يا ابويا العمر والرب واحد وقبل يدي وودعني مرة اخري و توجه مع زملائه من أبناء القرية للعمل بمدينة العاشر من رمضان، وفوجئ بنبأ وفاته إثر انهيار سور عليهم بموقع العمل، ولم يحتمل الخبر الذي نزل عليه كالصاعقة التي قصمت ظهره، لافتا إلي أن نجله كان مجدا ومجتهدا في عمله ودائما يسعي لتحصيل الرزق، وهو شهيد لقمة العيش محتسبا إياه عند الله من الشهداء، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
قال الشيخ عبد الفتاح الطاروطي القارئ بالإذاعة والتليفزيون أنه تم أقامة سرادق كبير لأبناء القرية شهدا لقمة العيش وكان وداعهم حزين حيث شارك في تشييع الجثمان الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة وربنا يصبر أسرهم على فرق فلذات اكبادهم واحبتهم.
وقد خيم الحزن والأسي على القرية التي اتشحت بالسواد. وتوافد أهالي القرية والقري المجاورة على منزل الضحايا لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم ولتخفيف أحزانهم.
كان تلقي اللواء محمد والي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية إخطارا من اللواء عمرو رؤوف مدير المباحث الجنائية بانهيار سور شركة تحت الانشاء بطريق الروبيكي مدينة العاشر على عدد من العمال ونتج عن ذلك مصرع كل من أسامة السيد فؤاد وشقيقه السيد وعلي جمال الدين السيد وعبد الحميد رجب عرفة وأصابة علاء علي محمد علي 23عاما.
انتقلت على الفور قوات الشرطة بإشراف اللواء عمرو رؤوف مدير المباحث الجنائية حيث أشرفت على نقل الجثث والمصاب بسيارات الإسعاف الي مستشفي المركزي.
توصلت التحريات إلي أن الضحايا والمصاب عمال معمار واثناء عملهم بالشركة انهار عليهم سور الشركة.
تم أخطار النيابة العامة التي أمرت بإشراف المستشار محمد الجمل المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية بدفن جثث الضحايا لعدم وجود شبه جنائية.
اترك تعليق